المسن العاشق وثالوث الشر.. رحلة 4 أيام كشفت لغز مقتل "مقاول أكتوبر"

كتب - محمد شعبان:

منتصف الأسبوع الماضي، بدت الأجواء عادية داخل أروقة قسم شرطة ثالث أكتوبر الواقع على أطرف المدينة السكنية. هدوء يطبق على أروقة القسم كان ذاك الذي يسبق العاصفة.

بالطابق العلوي تحديدا وحدة المباحث، عاد المقدم هاني عماد للتو من جولة سريعة تفقد خلالها الحالة الأمنية والخدمات الشرطية بدائرة القسم تنفيذا لتوجيهات اللواء مدحت فارس مدير مباحث الجيزة. طرق شرطي باب مكتبه ليخبره "في بلاغ بانبعاث رائحة كريهة من شقة".

بحسه الشرطي -المعروف عنه- أيقن "هاني" أنه أمام حلقة جديدة من مسلسل ذا عرض مستمر. أسرع إلى مكان البلاغ على رأس قوة أمنية بعد استصدار إذن من النيابة العامة لدخول المنزل المشار إليه.

مع كسر الباب تحول شك الضابط الشاب يقينا. عُثر على جثة مسن مقيدا بالحبال به آثار خنق بمنطقة الرقبة مع وجود بعثرة في محتويات الشقة واختفاء بعض المنقولات المنزلية.

تحول مسرح الجريمة إلى خلية نحل يعج برجال الشرطة بزيهم المدني والشرطي المعروف؛ لجمع المعلومات وسؤال شهود عيان من الجيران.

بالعودة إلى قسم الشرطة، شكل العقيد محمد ربيع مفتش فرقة حدائق أكتوبر، فريق بحث أشرف عليه اللواء عاصم أبو الخير نائب مدير مباحث الجيزة.

تركزت الخطة على فحص سجل مكالمات الضحية وعلاقاته والوقوف على وجود خلاف بينه وبين آخرين ترقى للقتل فضلا عن مراجعة كاميرات المراقبة بالمنطقة المحيطة للعقار محل الواقعة.

كما شملت الخطة التي أشرف عليها العميد عمرو البرعي رئيس قطاع أكتوبر، فحص خط سير قدوم وهروب الجناة ومراجعة بلاغات التغيب بنطاق المديرية ومقارنتها بجثة القتيل.

4 أيام من العمل المتواصل -لم يذق خلالها الضباط طعم النوم- كللت بالنجاح. كاميرات المراقبة رصدت مشاهدة للمتهمين أثناء مغادرتهم المنطقة بحوزتهم "كراتين".

جهود البحث والتحري توصلت إلى تورط نقاش وزوجته وشقيقها. العقل المدبر قدم زوجته طعمًا لإنجاز خطته. أجادت السيدة تقمص دور العشيقة بمكالمات لم تخل من الإيحاءات وكلمات العشق لتنصب شباك الحب والغرام على المقاول المسن حتى اتفقا على حضورها إلى شقته.

حضرت الزوجة إلى منزل المقاول الذي هيأ نفسه لقضاء سهرة حمراء لكنها كانت الليلة الأخيرة. وصلة من المزاح والضحك غافلته خلالها السيدة بوضع منوم له في مشروب ليغط في النوم.

سمحت السيدة بدخول زوجها وقريبها اللذان قيدا الضحية وخنقاه حتى الموت لدى مقاومته لهما، واستولى ثلاثتهم على بعض المنقولات المنزلية وهاتفه المحمول، ولاذوا بالفرار.

عقب تقنين الإجراءات، تمكن الرائد محمد فهمي والنقيب محمد غراب معاني المباحث من ضبط المتهمين الذين أقروا بجريمتهم على النحو المشار إليه، وأرشدوا عن المسروقات مؤكدين "كنا عايزين نسرقه.. دا راجل شمال يستاهل اللي حصله".

جرى إيداع الجثة المشرحة تحت تصرف مصلحة الطب الشرعي، وتحرر المحضر اللازم، وأحاله اللواء مدحت فارس مدير مباحث الجيزة، إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسهم على ذمة التحقيقات.