جريمة على الطريق.. حكاية سلخانة تعذيب أنهت حياة "لص المناشي"

كتب - محمد شعبان:

رغم العائد المادي الذي تدره عليه تجارة الخردة، عمد "أحمد" إلى زيادة دخله بصفقة مشبوهة كلفته حياته. أوقعه حظه العسر في شر أعماله. ظن أن الفرصة سانحة أمامه للاستيلاء على أجزاء حافلة متوقفة بالطريق العام إلا أن ثمة جديد طرأ على السيناريو المعد سلفُا ليلقى حتفه بعد وصلة تعذيب.

داخل مكتبه بالطابق العلوي لقسم شرطة منشأة القناطر كان المقدم إكرامي البطران يفحص أوراق قضية قيد التحقيق مع متابعة دورية للحالة الأمنية بدائرة القسم، يقطع تركيزه فيما ينجزه إشارة وردت للتو من شرطة النجدة بالعثور على جثة شاب بطريق المنصورية.

استقل سيارة الشرطة قاصدا محل البلاغ ليعثر على جثة شاب مجهول الهوية، لا يحمل أي أوراق تفيد هويته، بها آثار ثلاثة جروح بالرأس، وكدمات وسحجات متفرقة باليد اليمنى والظهر والركبتين والفخذ الأيمن، ويرتدي كامل ملابسه.

كردون أمني فرضته الشرطة لحين وصول النيابة العامة والأدلة الجنائية ومن ثم نقل الجثمان إلى مشرحة زينهم تحت إشرفا مصلحة الطب الشرعي لتشريح الجثة وتحديد أسباب الوفاة.

بالعودة إلى قسم الشرطة على أطراف محافظة الجيزة، وصل العقيد علي عبد الكريم مفتش فرقة شمال أكتوبر، ليرأس اجتماع مغلق مع ضباط المباحث تحت إشراف اللواء عاصم أبو الخير نائب المدير.

خطة بحث محكمة حرص خلالها "عبد الكريم" على اقتفاء أثر الحقيقة طارحا عدة احتمالات أولها تعرض الضحية لحادث تصادم رغم أن طبيعة الإصابات بجسد المتوفى ترجح وجود شبهة جنائية وتعرضه لوصلة ضرب مبرح قبل وفاته.

توجيهات واضحة من العميد عمرو البرعي رئيس المباحث الجنائية لقطاع أكتوبر، لفريق البحث بتكثيف التحريات وفحص بلاغات التغيب تزامنا مع اكتشاف الجثة.

أثناء تشكيل فريق البحث وردت معلومات باختفاء بائع خردة يدعى "أحمد.ح."، 27 سنة، وتطابق أوصافه بأوصاف المجني عليه، وغير محرر محضر بغيابه، وتحديد سيارة ملاكي بخط سير مكان العثور على الجثة في وقت مزامن لوقت العثور على الجثة.

توصلت تحريات المباحث إلى أن مرتكبي الواقعة هم (علاء.إ.م 38 سنة) سمكري سيارات سبق اتهامه في 3 قضايا ( ضرب ومشاجرة وسلاح) و(حمادة.ن.م، 35 سنة) عامل بجراج سبق اتهامه فى 5 قضايا (ضرب ومشاجرة ومخدرات)

وشقيقه (عاطف 36 سنة)، عامل بنفس الجراج وسبق اتهامه فى قضية مخدرات.

عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، تمكن الرائد كريم عبد الحميد معاون المباحث من ضبط المتهمين واقتيادهم إلى ديوان القسم.

أمام اللواء مدحت فارس مدير المباحث، اعترفوا أنهم ضبطوا المجني عليه حال شروعه في سرقة أجزاء أتوبيس متوقف بالطريق العام مواجه للجراج محل عملهم، واعتدوا عليه بالضرب بعصا خشبية وسنجة، وواير حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بين أيديهم، ونقلوه بسيارة ملك الأول.

بضبط المتهمين والأدوات المستخدمة في الجريمة، اقتادتهم مأمورية إلى سرايا النيابة التي امرت بحبسهم على ذمة التحقيقات وجدد قاضي المعارضات حبسهم تمهيدا لإحالتهم للمحاكمة.