إعلان

"أمير راح".. قصة محاسب تمنى الشهادة في سيناء فأودت "عصابة الدائري" بحياته

10:08 م الجمعة 17 ديسمبر 2021

الضحية

كتب - محمد شعبان:

بعد يوم عمل شاق، توجه "أمير" لمقابلة أصدقائه. اختاروا قضاء الوقت داخل محل "بلايستيشن" قبل أن ينصرف كل منهم قاصدا منزله على أمل أن يتجدد اللقاء لكن مخططا مشبوها لعصابة الشر حال دون ذلك.

الثانية والنصف بعد منتصف ليل الثلاثاء، توجه المحاسب حديث التخرج لاستقلال وسيلة مواصلات تقيه موجة البرد الصقيع. رنَّ جرس هاتفه فأسرع للرد "أنا في الطريق يا أمي.. مسافة السكة". لم تستغرق المكالمة سوى ثوان شعرت معها الأم بقبضة في صدرها لتدعو "ربنا يجيب العواقب سليمة".

ساعة تلو أخرى مرت كالدهر على والدة صاحب الـ21 ربيعا. طلبت من شقيقه الاتصال على أخيه "محمد" وشهرته بروكسيل": "شوفوا وصل لحد فين" لكن دون جدوى.

استمر الحال على هذا النحو حتى جاء الخبر اليقين بالتزامن مع أذان الفجر. أخيرا حصلت الأسرة على جواب لكن المجيب لم يكن "أمير أسامة" بل شرطيا بقسم الهرم أخبرهم "أمير عمل حادثة على الدائري".

انطلق شقيقه الأكبر قاصدا قسم الهرم ليخبره ضابط النوبتجية المسائية بأن "أمير" استوقف سيارة أجرة "ميكروباص" -تقل 4 أشخاص بينهم السائق- بشكل عشوائي، لتوصيله الى محل إقامته بمنطقة المريوطية.

سرعان ما التف المتهمون الثلاثة حوله محاولين سرقة متعلقاته كرها عنه، لكن الشاب قاومهم فضربوه بسلاح أبيض على رأسه. حينها أمسك المحاسب بعجلة القيادة حتى يجبرهم على الوقوف، فاختلت عجلة القيادة بيد السائق وانحرفت السيارة عن الطريق لتصطدم بالحواجز الخرسانية.

"هما دول اللي كانوا مع أخوك في العربية" أشار الضابط نحو قفص حديدي يقبع خلفه 3 أشخاص بهم إصابات طفيفة. همَّ شقيق أمير لسؤالهم عنه ليجيبه أحدهم "ادعيله يعيش" ليطلب منه الضابط التوجه إلى مستشفى الهرم ليعثر على شقيقه جثة مهشمة الرأس داخل كيس الموتى.

تحريات المباحث توصلت إلى أن المتهمين كونوا تشكيلا عصابيا تخصص في سرقة المواطنين تحت تهديد السلاح، وعثر بحيازتهم على مواد مخدرة وسلاح أبيض وهواتف محمولة إحداها للضحية.

بدورها، طالبت أسرة "أمير" بالقصاص العادل وتوقيع أقصى عقوبة على الجناة ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر لتروي والدته بدموع غالبت عيناها "أمير راح.. كان نفسه يخدم في سيناء ويستشهد هناك" مضيفة "ابني أنقذ ناس كتيرة من العصابة دي.. مش هيبرد نارنا غير إعدامهم".

فيديو قد يعجبك: