هربوا من كورونا إلى دخان الموت.. ماذا حدث في حريق مستشفى المهندسين؟

كتب - محمد شعبان:

هدوء معتاد داخل أروقة المستشفى البسيط بشارع أحمد عرابي بحي المهندسين الراقي وسط محافظة الجيزة. تتابع الأطقم الطبية حالات المرضى خاصة هؤلاء اللذين يعانون من كوفيد 19. لحظات قلائل كانت كفيلة بتبدل كل شئ. انقلبت الأحوال رأسا على عقب.

صباح الاثنين سادت حالة من الهرج والمرج أروقة مستشفى خاص بدائرة قسم شرطة العجوزة. الكل يهرول بحثًا عن طفاية حريق أو إناء كبير للمساهمة في إخماد حريق اندلع في البقعة الأهم والأكثر خطورة داخل المنشأة "العناية المركزة".

صرخات عاملة تلتها ممرضة "إلحقونا العناية بتولع" كانت كفيلة ببعثرة الأوراق. محاولات مضنية لم تكلل بالنجاح. فقدوا السيطرة على زمام الأمور ليضطر القائمين على المستشفى لطلب النجدة التي أخطرت عمليات الحماية المدنية.

انطلقت 4 سيارات إطفاء من الإدارة العامة للحماية المدنية ونقطة إطفاء الشمال صوب الحادث. توجيهات حازمة من اللواء جابر بهاء لنائبه اللواء علاء خلوصي بمحاصرة مصد النيران مع إجلاء المرضى سريعا.

فور وصولهم، عمد رجال الدفاع المدني إلى معاينة مسرح العمليات. مستشفى مكونة من طابقين، شرارة البداية جاءت في غرفة العناية المركزة بالطابق العلوي نتيجة ماس كهربائي بأحد الأجهزة الطبية.

تأخر مسؤولي المستشفى في إبلاغ المطافئ ظنًا من قدرتهم للسيطرة على الحريق زاد من صعوبة المهمة. فرَّد رجال الإطفاء خراطيم المياه وتمكنوا من السيطرة على الحريق في غضون 5 دقائق.

الحريق الذي اندلع داخل غرفة العناية المركزة -تضم مرضى كوفيد 19- أسفر عن مصرع علي حسن فهمى (شقيق الفنانة تيسير فهمي) وسيدة مسنة تدعى محاسن سعيد تحمل الجنسية السودانية ليصف مصدر المشهد "حالتهم كانت متأخرة فمقدروش يتحركوا.. الدخان خنقهم".

حسب مصادر مطلعة، نقل المصابان البالغان من العمر 80 سنة إلى مستشفى إمبابة لتلقي العلاج اللازم، وحالتهما غير مستقرة في ظل إصابتهما بصعوبة في التنفس ازدادت حدتها بفعل الأدخنة.

واستمع رجال الشرطة إلى أقوال مسؤولي المستشفى، للوقوف على ملابسات الحريق بعد معاينة معايير السلامة والأمن الصناعي داخل المنشأة الطبية.