ليلة الدم في بولاق الدكرور.. حكاية مقتل "الكابتن" أمام طفله (صور)
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتب - محمد شعبان:
على غير العادة، حمل "محمود" الكرة للعب أمام العقار سكنه في ظل التزام والديه بعدم السماح لأطفالهم الثلاثة باللهو في المنطقة؛ بسبب خطر فيروس "كورونا" وآخر دائم سببه انتشار تجار المخدرات على ناصية الشوارع. وصلة سباب تلقاها الطفل من جاره "حمو" ليتدخل الأب مناصرا نجله. تطور العتاب إلى مشاجرة انتهت بتدخل العقلاء إلا أن طرفا أبى ألا تمر الليلة دون إراقة الدماء في جريمة أضحت حديث الحي الشعبي.
منذ فترة ليست بالطويلة، انتقل "محمد.ع." 33 سنة، وشهرته "حمو" للإقامة في منزل والدته بنظام الإيجار القديم في عزبة "دولار" بحي بولاق الدكرور غرب محافظة الجيزة بعدما نبذه أهالي صفط اللبن لتسببه في وفاة والده وتعرضه للسجن لإحداثه عاهة مستديمة لشخص "قطع أذن" وخروجه بعد دفع تعويض واستصدار شهادة "معاملة".
زيارة أسبوعية كانت تجريها والدة حمو لنجلها الأصغر، تمنحه المال والطعام بسبب إقامته بمفرده بعد انفصاله عن زوجته، وإجباره على ترك منزل العائلة؛ بسبب تصرفاته التي لم تتبدل في محل إقامته إذ عُرف بتناول المخدرات والخمور.
على بعد خطوات وتحديدا شقة بالطابق الثالث استقر الحال بمدرس اللغة الإنجليزية "أحمد" وأسرته المكونة من زوجته وأطفالهما الثلاثة (محمود ١١ سنة) و(نور ٩ سنوات) و(مريم ٥ سنوات). جُل هم صاحب الـ37 سنة تنشئة فلذات أكباده بشكل سليم بغض الطرف عن طبيعة المنطقة سكنه حتى أنه منح إيجار محل ملكه أسفل العقار لأحد الأشخاص حوله "سايبر".
مؤخرا، اتجه "أحمد" وشهرته "كابتن سيد" إلى عالم التدريب متنقلا بين أندية رياضية كمدرب "كيك بوكسينج" آخرها النادي العربي المجاور لقسم شرطة بولاق الدكرور، ليحظى بحب واحترام الجميع.
الثامنة والنصف مساء الاثنين الماضي، بدت الأجواء مألوفة داخل شوارع العزبة مع دخول موعد تطبيق حظر التجوال المفروض من مجلس الوزراء، ليقرر"محمود" الابن الأكبر لـ"الكابتن" النزول للعب مع أصدقائه لبضع دقائق لم يدر أنها ستكون بداية النهاية لفقدان أبيه.
بدون مقدمات، اعتدى "حمو" بالسب والشتم على "محمود" بل والضرب أيضا رافضا استمراره في اللعب. أصوات الشجار أثارت انتباه "كابتن سيد" الذي أسرع لاكتشاف مصدرها بعد أداء صلاة العشاء.
عاتب "الكابتن سيد" جاره "حمو" على فعلته، الأمر الذي لم يجد قبولا لدى الأخير، فتطورت المشادة إلى مشاجرة اشتبك طرفاها بالأيدي قبل أن يتدخل الجيران للفصل بينهم "عيب إنتم جيران".
وفوجئ "كابتن سيد" -لدى عودته من زيارة سريعة لأحد أصدقائه- بوقوف "حمو" أمام منزله يطلب منه "تعالى نشرب شاي" ليخبره "مدرب البوكس" بأن ما حدث لن يعكر صفو علاقة الجيرة التي تربطهما ثم استدار دون أن يدري بـ"يد الغدر" التي ستنال منه.
أشهر صاحب السجل الإجرامي سكينا من طيات ملابسه، وسدد ضربة قوية بقبضتها لرأس "كابتن سيد" بمدخل منزله أفقده توازنه لاسيما أنه يعاني من مرض ارتفاع ضغط الدم.
حاول المصاب الوصول إلى الطابق الأول بحثا عن وسيلة للدفاع عن نفسه فما كان من "حمو" إلى طعنه في الصدر أمام نجله "محمود". ورغم نزيف الدماء، تحامل "كابتن سيد" على نفسه وصولا إلى شقته حتى لا يصاب نجله بأذى.
لحظات كانت كفيلة بتغير الأجواء في الحي الشعبي، ذهول ممزوج بحسرة بات المسيطر على المشهد، وأسرع الأهالي بنقل المصاب إلى مستشفى قصر العيني. 30 دقيقة حاول خلالها أطباء قسم الاستقبال إنقاذه لكنه فارق الحياة متأثرا بإصابته بقطع في شرايين الرئة وانفجار في القولون.
بالعودة إلى مسرح الجريمة بمنطقة "أبي قتادة"، لن ينس الأهالي ما فعله "حمو" بعد فعتله الشنيعة، خرج من عقار الضحية وأشعل سيجارة وراح يطوف أرجاء المنطقة حتى وصول الشرطة ليخبرهم بهدوء وثقة يحسد عليهما "أنا قتلته كده.. ودي السكينة".
التاسعة مساء، تلقت "أم محمود" اتصالات عدة آخرها من صديقتها تسألها عن مكان تواجدها فأخبرتها "أنا بجيب شوية طلبات وراجعة البيت" لتتلقى الخبر الأصعب في حياتها "جوزك اتقتل".
هرعت الزوجة إلى منزلها، لتستقبلها السيدات بكلمات العزاء والمواساة لتدخل في حالة بكاء هستيرية في محاولة لاستيعاب ما حدث كما لو أنه كابوس قائلة حينها "جوزي يتقتل ليه عمره ما عمل مشكلة مع حد.. سايبين بتوع المخدرات على النواصي وقتلوا جوزي، ده كان لسه بيصلي العشاء".
ثورة غضب عارمة انتابت الأهالي حزنا على "قتيل الغدر والخيانة" - كما وصفوه- واتشحت صفحاتهم الشخصية عبر "فيسبوك" بالسواد، ودشنوا هاشتاج "حق عم سيد لازم يرجع" وسط تخوف أفراد أسرة القتيل من إفلات المتهم من العقوبة بدعوى أنه مريض نفسي مطالبين بالقصاص العادل بهاشتاج ثانٍ "إعدام محمد عبد العظيم الشهير بحمو".
فيديو قد يعجبك: