لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"دهسه بالعربية" قصة مقتل أستاذ على يد تلميذه في الشرقية

02:41 م الجمعة 03 أبريل 2020

مقتل أستاذ على يد تلميذه


كتب- صابر المحلاوي وسامح غيث:

لم تشفع السنوات التي قضاها "فتحي"، (64 سنة)، في تعليم "نجيب ع."، منذ أن كان طفلا في المرحلة الابتدائية، وبعدما كبر "نجيب" وتخطى 41 سنة، نصب على معلم الدين في 25 ألف جنيه بحجة تشغيلها، وبعدما يئس "فتحي" من استرداد المبلغ، توجه إلى مكان عمله، لرد أمواله فشاهده رئيسه في العمل، وعلم أن "نجيب" يتحصل على الأموال من الأهالي باسمه؛ لتشغيلها ففصله على إثرها من جهة عمله.

نظرات الاتهام لـ"فتحي"، ظلت تطارده طوال 6 أشهر، حاول خلال تلك المدة الجلوس مع تلميذه في مجلس عائلي مع كبار المنطقة لصلحه وإنهاء تلك المشاكل، إلا أنه لحق قبيل الجلسة بيوم واحد، وفي تمام الساعة السابعة صباحًا دهسه بسيارته في الشارع على مرأى ومسمع من جيرانهما في قرية شيبة قش بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، وفر هاربًا.

قبل ستة أشهر من الحادث جلس "نجيب" رفقة جاره الشيخ "فتحي" يتبادلان الحديث حول شؤونهما، حتى دار الحديث عن أن صاحب العمل لدى نجيب يشغل الأموال، فطلب منه الرجل العجوز أن يأخذ 25 ألف جنيه من أجل تشغيلها.

لم يعطِ "الشيخ" الغدر لدى تلميذه النجيب، وأعطاه المبلغ، لكن مرت الأيام والأشهر، دون الحديث عن الأموال، وحاول التهرب منه أكثر من مرة، "فين الفلوس يا بني أنت أخدتها ومفيش حس ولا خبر"، فبادره "نجيب"، "بقولك إيه ملكش فلوس عندي الراجل خد الفلوس ومعرفتش أخدها منه".

ما إن سمع العجوز حديث الشاب حتى جن جنونه، وتوجه نحو مقر عمله، وعندما وصل شاهده "نجيب" داخل مكتبه، حاول إبعاده، لكن رئيسه في العمل شاهد ما دار بينهما، وعندما اقترب، اتهم معلمه بأنه مريض نفسي، فردد العجوز: "نجيب ضحك عليا وخد مني فلوس"، وباستفسار رئيس العمل من الشاب اعترف له بما حدث، ففصله على إثرها.

استشاط "نجيب" غضبًا وظل يتوعد معلمه لكن الرجل العجوز لم يهتم لما سيفعله الشاب، حاول لعدة مرات الجلوس وإنهاء ما بينهما لكنه دائما كان يرفض، "أنا مش هسيبك ومش هنسى إنك خلتني أسيب الشغل.. حقي مش هسيبه".

قبل يومين من الحادث البشع، كان "فتحي" عائدًا من حقله، وأثناء سيره في المنطقة شاهد المتهم حاول مصافحته لكنه رفض: "يا بني أنت تلميذي وأنا مكنش قصدي أضرك في شغلك"، فتركه الشاب دون رد.

لم يتراجع الشيخ فتحي عن صلح الشاب، فذهب إلى "كبار البلد"، وجلس مع بعضهم وطلب منهم الصلح: "إحنا نقعد قعدة واللي هو عايزه أنا هعمله، إحنا أهل"، فعاهده بعض المتواجدين بالجلوس مع "نجيب" وإنهاء الأمر: "إن شاء الله بعد بكرة نقعد في الدوار وننهي المشكلة".

قبل الحادث بيوم هاتف أحد أهالي البلدة الصغيرة الشيخ فتحي، وطلب منه التوجه في الصباح إلى مخبز العيش الذي لا يبعد عن منزله سوى 300 متر، بحجة توقف بطاقة السحب، لكن لم يعلم "فتحي" أنها حيلة رتبت من قبل المتهم مع المجهول الذي حدثه.

يوم الحادث (الأحد الماضي) كانت الأمور على ما يرام في تمام الساعة السابعة، بدلا من أن يذهب الضحية إلى حقله كالمعتاد توجه نحو مخبز العيش وأثناء ترجله فاجأه المتهم بدهسه أمام الأهالي وفر هاربًا: "عربية بيضة دهست الشيخ فتحي".

داخل تلك القرية الصغيرة الكل شاهد الحادث الذي كان في وضح النهار، لكن أثناء طلب الشهادة الأفواه تكممت لا أحد يروي ما حدث، الكل يردد كلمة واحدة: "عيلة نجيب بتوع مشاكل وإحنا عندنا عيال عايزين نربيها مش هيسبونا في حالنا".

ذابت أقدام أسرة الضحية في رحلة البحث عن ''مساعدة''، من أجل إعادة حق والدهم الذي قتل على يد جاره، طرقوا أبواب جميع أهالي القرية حتى يدلوا بأقوالهم أمام جهات التحقيق بعدما غير المتواجدون أقوالهم، حتى صادفوا "أولاد الحلال"، الذين أدلوا بأقوالهم في جهات التحقيق لتأمر بحبس المتهم وتجديد حبسه في الموعد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان