طفل يقتل "سيف" أمام شقيقه بطعنتين.. والسبب "لعبة حظ"
كتب- محمود السعيد وسامح غيث:
كانت الساعة تقترب من الرابعة عصرًا عندما ارتفعت صرخات "سيد"؛ بعد حادث طعن شقيقه على يد طفل لم يتجاوز عمره التاسعة، عقب تشاجرهما بسبب "لعبة حظ".
كل جمعة؛ يخرج الشقيقان "سيف وسيد" إلى الشارع للعب أمام مسكنهما بمنطقة المعصرة. وفي اليوم الحزين لأسرة الطفلين، طلب منهما محمد (9 سنوات)، ابن أحد الجيران، الذي تربطه بهما علاقة زمالة بالمدرسة الابتدائية، الانضمام إليهما.
يوم الحادث، الجمعة قبل الماضي، كان يحيى، والد الطفل المجني عليه، أمين شرطة بمركز شرطة حلوان، في مأمورية عمل حين تلقى اتصالًا: "ابنك اتصاب ووديناه المستشفى"، ثم تلقى رئيس مباحث القسم المقدم أحمد البنداري، الذي كان معه بالمأمورية، اتصالًا ثانيًا: "ابن زميلنا يحيي تُوفي".
يقول يحيى: إن نجليه "سيف وسيد" نزلا إلى الشارع في الرابعة عصرًا من أجل اللعب؛ فطلب منهما "محمد" ابن جارهما لعب رهان بالأوراق معهما، وهي لعبة تشبه بنك الحظ، فنشب خلاف بينهم، وتشابكوا بالأيدي.. ثم غادرهما".
في شارع عبدالكريم حسن، مسرح الحادث، عاد الطفل الثالث بعد لحظات حاملًا سكين، وسدد لـ"سيف" طعنتين إحداهما نافذة بالقلب، سقط على إثرها مصابًا قبل أن يتم نقله إلى المستشفى، هكذا روى شقيقه الأصغر لوالده عند عودته من المأمورية.
ومع تعالي صرخات الشقيق الأصغر لإنقاذ أخيه، نزل أحد الجيران مسرعًا وحمل الضحية في "توك توك" وتوجه به إلى مستشفى حلوان العام لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى.
واتهم والد الطفل المجني عليه، وعدد من الجيران الذين تحدث إليهم محرر مصراوي، ابن جاره، بأنه تعدى سابقًا على أحد الأطفال بعد تشاجرهما، وأصابه بسكين، وردد بعدها: "أبويا قالي اللي متقدرش تضربه.. عوره بالسكينة"، على حد قوله.
وبحسب الأهالي، فإن الطفل المتهم نشأ في أسرة والديه منفصلان منذ 3 سنوات، ووالده يعمل حلاقًا بالنهار وليلًا في بنزينة بمنطقة شبرا الخيمة.
وفي نفس السياق، علق الدكتور بسيوني عيد البسيوني، المختص بالطب النفسي، على الحادث بقوله: "الطفل المتهم ربما يعاني من اضطراب التصرف والسلوك بسبب نشأته في أسرة لوالدين منفصلين"، ناصحًا والد المجني عليه، فيما بخص شعور الصدمة والفزع الذي ينتاب طفله الثاني أثناء النوم، بعرضه على طبيب نفسي لمعاناته من "صدمة ما بعد الكرب".
ويصف والد المجني عليه، لحظات عرض الطفل الحدث على النيابة، التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات واحتجازه بمؤسسة عقابية: "كان يبكي بشدة.. هو في النهاية طفل مش مٌقدر جريمته، وأنا مش هقدر أنسى مقتل ابني".
وتنص المادة 101؛ على أن يُحكم على الطفل الذي لم يتجاوز عمره (15 عامًا) بـ:(التوبيخ أو اللوم أو الاختبار القضائي أو التسليم أو الإيداع في إحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية) على ألا تزيد مدة الإيداع على 10 سنوات.
وتشير المادة 107 من قانون الطفل إلى أن إيداع الطفل في إحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية للأحداث التابعة للوزارة المختصة بالشئون الاجتماعية أو المعترف بها منها، ويجب على المحكمة متابعة أمر الحدث عن طريق تقرير تقدمه المؤسسة التي أودع بها الطفل كل شهرين على الأكثر لتقرر المحكمة إنهاء التدبير فوراً أو إبداله حسب الاقتضاء على أن تراعي أن يكون الإيداع لأقصر فترة ممكنة. وينتهي التدبير حتمًا ببلوغ المحكوم عليه الحادية والعشرين.
كما يحق للمحكمة في الجنايات بناءً على طلب النيابة وبعد أخذ رأى المراقب الاجتماعي الحكم بوضع المحكوم عليه تحت الاختبار القضائي، وذلك لمدة لا تزيد على سنتين.
فيديو قد يعجبك: