إعلان

ذبح زوجته وقتل ابنه وقعد يضحك.. المتهم بقتل أسرته في 15مايو: الجن أمرني

01:26 م الأربعاء 04 سبتمبر 2019

المتهم قتل طفله مالك

كتب- محمود السعيد وطارق سمير:

لم تشفع الشهور التي تحملتها هند فايز في الإنفاق على زوجها محمد طارق من راتبها، بعد تركه العمل، للحصول على معاملة حسنة، فقد ذبحها عقابًا على سرقة 500 جنيه من دخلها الشهري، وأكمل جريمته بإلقاء طفلهما من الدور الخامس ليسقط مسلِمًا الروح على مرأى ومسمع جيرانهما في مدينة حلوان.

بدأت حكاية الزوجين منذ 6 سنوات، حينما تعرف "محمد" 29 سنة، على المجني عليها "هند" 26 سنة، كونه المشرف المباشر لها في عملها بمصنع ملابس يقبع بالقرب من منزل أسرتيهما في 15 مايو.

الطفل مالك قتل على يد والده

جمعتهما قصة حب، شهد بها كل رفاقهما والجيران، حتى انتقلا لعش الزوجية في شقة بمجاورة 14 يملكها والده.

مرَّت حياة الزوجين بعثرات في عملهما بالمصنع، لكنهما استطاعا تخطيها ليتمكنا من الإنفاق على مولودهما الجديد "مالك"، لكن "محمد" لم يتحمل شجاره الدائم مع صاحب المصنع، فتركه، لكن زوجته صممت على الاستمرار لتوفير نفقات العيش.

في الوقت الذي دأبت فيه الشابة العشرينية على الإنفاق على المنزل، كان الزوج يتخبط أكثر فعمِل سائقًا في شركة شحن، ومع تعاطيه المواد المخدرة صدم إحدى السيارات فخرِبت سيارة العمل وعلى أثرها أصبح مدينًا للشركة بـ35 ألف جنيه، تقول والدة هند لمصراوي.

هند، الزوجة المجني عليها

لم يكف محمد، الشهير بـ"جزرة"، عن ارتكاب الأخطاء، فاستولى على 15 ألف جنيه حصلت عليها زوجته من "جمعية"، واشترى بها "تروسيكل" للعمل عليه، لكن سرعان ما باعه ليشتري "موتوسيكل"، ثم باعه أيضًا بـ7 آلاف جنيه لم تكفِه لسداد ديونه، ولم تحاول الزوجة الشابة معاتبته، وفق "محمد. س" أحد أصدقاء المتهم.

قبل يومين من الحادث البشع، كانت هند عائدة من يومٍ شاق في عملها بمصنع الملابس وبحوزتها مرتبها البالغ 1500 جنيه، ومع وصولها المنزل استقبلها الزوج "هاتي مرتبك" فناولته إياه عن طيب خاطر، فلاحظ نقصان 500 جنيه لتخبره أنها سُرقت؛ فثار الزوج، وزادت عصبيته، وصرخ في وجهها، وضربها ضربًا مبرحًا بـ"حزام" ترك آثارًا وندوبًا على ظهرها، لتحمل طفلها "مالك" 3 سنوات، وترحل غاضبة لمنزل أسرتها بعد تدخل الجيران.

مسكن المتهم وزوجته الضحية

داخل منزل هند، الذي يبعد نحو مائتي متر عن شقتها الزوجية، كانت والدتها تهدئ من روعها وتعدها بعدم العودة لزوجها ليتوقف عن ضربها، وفي اليوم التالي تغيَّر الحال، اصطحب "جزرة" والدته ليصالح زوجته مع وعود بحسن المعاملة: "سامحيني.. وفلوس الدنيا كلها فداكي" فعادت الزوجة.

يوم الحادث (الأحد الماضي) كانت الأمور على ما يرام بين الزوجين، طلب محمد من زوجته الذهاب لزيارة أسرتها وتناول العشاء معهم على أن يزور هو الآخر أهله، ويلتقيا مساءً في منزلهما. عاد الزوجان إلى المنزل قرب الحادية عشرة مساءً.

آثار دماء الطفل بعد إلقائه من الخامس 2

أغلق محمد الشقة بإحكام، وبدأ يتعدى على زوجته بالضرب معاتبًا إياها على ضياع الـ500 جنيه من راتبها طالبًا ما معها من أموال، ترجته هند أن يرحمها بصرخات مُتقطعة خفتت مع أذان الفجر، فظن الجيران أنهما تصالحا، حتى شاهدوا الزوج يمسك بطفله، ويهم بإلقائه من الخامس.

دبّ الرعب في قلوب الجيران الجالسين في حديقة أمام العقار، وقفوا بجوار بعضهم صارخين رعبًا: "اهدى وهنمسك منك الواد"، غيّر المتهم خطته مصرًا على قتل طفله "طيّر الواد على مسافة بعيدة عشان منمسكوش" يصف "محمد. س" تصرف الزوج بقصده قتل نجله الذي سقط على مسافة نحو 4 أمتار من العقار، وليس أسفله مباشرة.

آثار دماء الطفل بعد إلقائه من الخامس

تجمع الأهالي على وقع الاصطدام، وطلبوا الإسعاف من فورهم، دماء الطفل اختلطت بالرمال، تكسرت جمجمته وعظامه، ولفظ أنفاسه الأخيرة من فوره. نزل الزوج غير مبالٍ بما فعله "سجد، وقعد يضحك، وقالنا إنتوا زعلانين على عيل، أنا دبحت مراتي فوق" يصف الجيران لمصراوي.

هرول الأهالي لشقة المتهم، فعثروا على جثة الزوجة ملقاة وراء الباب غارقة في دمائها من أثر الذبح وتلقي طعنات في أنحاء متفرقة من جسدها وبجوارها سكين مكسور وآخر سليم مختلط بالدماء، فأبلغوا الشرطة التي حضرت من فورها.

العقار الذي شهد الجريمة

ذهول ونحيب، فإغماءة وسقوط على الأرض من هول الفاجعة التي ألمت بابنتها وحفيدها، هكذا بدا حال والدة هند، بينما تمالك الأب ونجله أنفسهما، وسارعا لمنزل ابنته. في ذلك الوقت شرع الزوج المتهم في تبرير جريمته "كانت بتخوني" ليدحض الأهالي قوله "كانت قمة في الأدب والأخلاق.. تتكسف تعاكسها وشقيانة عليه".

ألقى رجال مباحث قسم شرطة 15 مايو القبض على المتهم، فغير أقواله أمامهم قائلًا: "الجن في البيت أمرني بقتلها"، فأحالته للنيابة التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد، دون عرضه على مصلحة الطب النفسي لسلامة قواه العقلية.

أمام مسرح الجريمة، ما زالت آثار الصدمة تنتاب جيران الضحية يتذكرون طفلها، وعكف آخرون على إخفاء دمائه أمام العقار بالرمال، بينما حمل الأب ابنته وحفيده لمقابر الأسرة في بني سويف لدفنهما.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان