الوصية الأخيرة.. لماذا انتحر "فران" عين شمس؟
كتب- طارق سمير:
لم يجد "ممدوح" منفذًا يخلصه من الديون المتراكمة عليه إلا الانتحار؛ فاستغل غياب أسرته عن المنزل في منطقة عين شمس، وأحضر مسدسه، وأطلق على نفسه طلقة نافذة في الرأس، ليرحل عن الدنيا من فوره.
انتقل إلى منطقة عين شمس، رفقة عائلته منذ سنوات عديدة من أسيوط، واستقروا في عقار بشارع حسن السيد، وامتهنوا إنتاج الخبز السياحي- غير مدعم- وعكفوا على تأجير أكثر من محل في نطاق الحي.
قبل حوالي 15 سنة، تزوج "ممدوح" بالقرب من منزل عائلته في ذات الشارع، رزق بطفلين، 13 سنة، في ذلك الحين قرر الرجل الأربعيني أن يشارك أحد أصدقائه في مخبزين سياحيين، بالقرب من شارع أحمد عصمت، ليتمكن من تغطية تكاليف معيشته، واستدان 200 ألف جنيه، "ع. م"، جار المتوفى يقول لمصراوي.
في بداية شراكته كانت أرباحه يسيرة وتمكن من تسديد جزء من مديوناته، لكن مع اتجاه أغلبية المواطنين لشراء الخبر المدعم، بدأت الخسائر المادية تسقط عليه في المخبزين، فمع الوقت ساءت الأمور لدرجة شراء "الدقيق" بالدَين.
تزايدت قروضه حتى يئس من تسديدها، لكنه لم يبين لمن حوله ضيقه من قلة المال "كان طبيعي.. قبل ما يموت حضر معانا فرح، وبييجي الشغل كل يوم"، يشير "م. ف" جار "ممدوح" لمصراوي.
قبل غروب شمس الأربعاء الماضي، أمسك المنتحر هاتفه، وتحدث لزوجته في مكالمة عمرها 50 ثانية، لم يسألها عن مكانها رفقة نجليه، بل أوصاها برعاية حالها والأولاد دون تفسير دقيق، ما جعلها تضطرب، وتكرر سؤالها "فيه إيه؟"، إلا أن الأخير أجاب بغلق المكالمة، بحسب تحريات مباحث القسم.
استغل "ممدوح" خلو المنزل من أهله، ترجل نحو حجرته، جلس على سريره ممسكًا بمسدس في يده اليمنى، وجه مقذوف السلاح نحو رأسه، أحكم قبضته، حرك سبابته على الزناد في ثوان، لتخرج رصاصة أنهت حياته في وقتها، دون أن يشعر به أحد؛ لاستخدامه وسادة كتمت صوت السلاح.
حضرت عائلة الأربعيني، بعد انتهاء تسوقهم في الشارع، وما إن فتحت الزوجة باب الشقة، حتى وجدت جثة زوجها مُمددة على الأرض، والدماء تنفجر من رأسه، وعن يمينه مسدس ووسادة صغيرة ملطخة بالدماء، انفك تركيز السيدة، وأطلقت صرخات ترددت أصداؤها في نطاق الحي، فيما ظل الوجوم والاحتقان يرتسم على وجه الولدين، دون أن ينطق أحدهما بكلمة.
جاء أهالي المنطقة، وحاولوا نقل الرجل إلى المستشفى.. لكنه فارق الحياة، فيما قَدم رجال مباحث القسم، وفريق من النيابة، لمعاينة الواقعة، ومناظرة الجثة حتى تبين أن "الفران" انتحر بمسدسه الخاص.
أقارب المُنتحر كافة حصلوا على تصريح الدفن من النيابة، وأخذوا الجثة، وتوجهوا إلى مسقط رأس الفران في أسيوط لدفنه، في الوقت الذي يسيطر فيه الحزن على سكان شارع حسن السيد، بعد انتحار الرجل.
فيديو قد يعجبك: