لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"أخويا قتل جوزي".. تفاصيل جريمة الفجر في البدرشين

08:00 ص الثلاثاء 04 يونيو 2019

ارشيفية

كتب- محمد شعبان:

فترة ليست بالقصيرة مكثت فيها ابنة الـ18 سنة في منزل أسرتها، بعدما طردها زوجها من عش الزوجية، إلا أن إصرار شقيقها على عودتها في الليالي العشر الأخيرة من رمضان كتب نهاية حزينة للقصة سجلها محضر الشرطة بجريمة قتل تزامنًا مع أذان الفجر.

داخل منزل لأسرة بسيطة نشأت "هند"- اسم مستعار- ارتبطت بشقيقها "عبدالرحمن" عن باقي أفراد المنزل الكائن بإحدى قرى مركز البدرشين جنوب محافظة الجيزة، فكانت تأخذ بمشورته في أمور حياتها حتى بعد تقدم عامل لخطبتها كان أخوها وجهتها الأولى لمعرفة رأيه.

لم تتردد أسرة "هند" في قبول العريس رغم أن ابنتهم لم تكمل عامها الـ18 بعد، وقرروا إتمام الزواج بعقد موثق في الشهر العقاري حتى تبلغ سن الرشد.

في حفل بهيج بحضور الأهل والجيران عقد جيران "هند" على "محمد جمال"، عامل، وانتقلا للعيش في شقة مكونة من غرفة وصالة بقرية مزغونة، أملا في علاقة زوجية يسودها الحب والتفاهم وسط تحذيرات شقيق "هند" للزوج من مضايقتها أو الاعتداء عليها "إنت متعرفش دي بالنسبة لي.. مش هسكت لك".

على مدار عامين، حاولت "هند" التقرب من زوجها ومعرفة طباعه وكسب ثقته إلا أنها اصطدمت بتعاطيه للأقراص المخدرة التي تتسبب في تبدل تصرفاته معها ظنت أن الأحوال ستتبدل للأفضل مع استقبالهما مولودهما الأول، لكن دون جدوى.

رويدا رويدا أخذت علاقة الزوجية منعطفًا خطيرًا، بدأ الأمر لا يتوقف عند مرحلة الشجار والتراشق بالألفاظ وتعدى إلى مرحلة الضرب المبرح، وبات حصول الزوجة على وصلة من الضرب المبرح أمر اعتيادي، لتشكو حالها لأسرتها إلا أن تدخل عقلاء العائلتين كان ينتهي بعودة "هند" إلى منزلها.

مشهد طرد الزوجة وتركها عش الزوجية تكرر مرات عدة، ما آثار حفيظة أسرتها فجاء قرارهم تلك المرة مغايرا لسابقيه واستقروا على عدم عودتها حتى يحصلوا على ضمانات بعدم تكرار أفعال الزوج الطائشة.

مع حلول شهر رمضان أضحى خلاف الزوجين معلومًا لدى الجميع لاسيما رؤية "هند" باستمرار في منزل أسرتها فكان الرد صارما "غضبانة من جوزها.. ومش هترجع إلا لما يعرف قيمتها".

قرار الأسرة لم يلقَ قبولا لدى شقيق هند وتوءمها الروحي "عبد الرحمن"، وعقد جلسة معها طالبها بضرورة العودة إلى منزلها وعدم التفريط في حقوقها بسهولة "إزاي تخليه يمشيكي بسهولة.. ارجعي بيتك واقعدي براحتك".

مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى العاشرة مساء الجمعة الماضية، أعدت "هند" حقائبها في طريق عودتها إلى منزل الزوجية بدعم قوي من شقيقها دون أن تدري بما يخبأ لها القدر في تلك الليلة.

في وقت متأخر من الليل عاد محمد جمال عبدالحي إلى منزله، فوجئ بعودة زوجته فبادر بسؤالها "إنت بتعملي ايه هنا مين اللي سمح لك تدخلي البيت وأنا مش هنا" فوقعت بينهما مشادة كلامية حامية الوطيس استعاد معها الزوج عادته القديمة اعتدى بالضرب على زوجته بقدر من العنف والوحشية ما بين لكمات في الوجه والصدر وركلات بالرجل في سائر أنحاء جسدها.

"الحقني يا عبدالرحمن جوزي بهدلني وموتني من الضرب".. مكالمة سريعة لم تمتد لأكثر من دقيقة استنجدت فيها "هند" بشقيقها بعد وصلة ضرب تلقتها من زوجها.

دقائق معدودة حضر معها "عبدالرحمن" منزل شقيقته -لقرب المسافة- عاتب زوج شقيقته على فعلته وتطور الأمر إلى مشاجرة، مزق خلالها الزوج "تي شيرت" صهره وطرحه أرضا، وراح ينهال بالضرب على زوجته مرة أخرى.

محاولات "عبد الرحمن" للدفاع عن شقيقته لم تتوقف أملا في حمايتها من عنف زوجها حتى وقعت عيناه على سكين أعلى منضدة قريبة فأمسك بها وطعن زوج شقيقته من الخلف ليسقط غارقا في دمائه لتطلق الزوجة صرخات قطعت صمت المنطقة "إلحقوني.. أخويا قتل جوزي".

"الصلاة خير من النوم.. الله أكبر الله أكبر" رفع المؤذن صوته معلنا فجر يوم جديد في شهر رمضان، يستعد العقيد علي عبدالكريم مفتش فرقة العياط والبدرشين لمغادرة مكتبه قاصدًا المنزل القريب من المكتب ومن بعدها إلى منزله لأخذ قسط من الراحة لكن السيناريو المعد سلفا تحول سرابا مع سماعه جرس الهاتف "يا فندم.. جريمة قتل والجثة في مستشفى البدرشين".

أيقن مفتش الفرقة أن يومه لم ينته بعد وأن قدرا من الإثارة للأحداث الملتهبة في انتظاره، استقل سيارته قاصدا المستشفى المركزي حيث تم إيداع جثة عامل ويدعى محمد جمال عبد الحي 23 سنة، مقيم قرية مزغونة،

لفظ أنفاسه الأخيرة لدى وصوله؛ إثر إصابته بجرح غائر في الظهر طوله 8 سم.

أخرج العقيد عبدالكريم هاتفه موجها الرائد أحمد عكاشة رئيس مباحث البدرشين بسرعة الانتقال إلى مسرح الجريمة لجمع التحريات والوقوف على ملابسات الواقعة كاملة.

في أقل من 60 دقيقة بدت الصورة جلية أمام رئيس المباحث ومعاونه النقيب أحمد فايز، وتبين أن مشادة كلامية وقعت بين المجني عليه وشقيق زوجته، انتهت بمقتل الأول، وتمكنت مأمورية من ضبط المتهم في أحد الأكمنة قبل هروبه.

"أنا كنت بدافع عن أختي مرة واحدة لقيت السكينة قدامي فضربته.. بس كان لسه فيه الروح" بهذه الكلمات أدلى "عبدالرحمن. ر. ر" 18 سنة، عاطل، بتفاصيل جريمته، مرجعا السبب إلى اعتداء المجني عليه الدائم على شقيقته بالضرب وتعمده إهانتها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان