"مش هسيب حقي".. كواليس مقتل طفلين في مشاجرة ولاد العم بسبب كلبين

كتب - محمد شعبان:

"أنا عرفت الكلبين بتوعك عند مين" كلمات أثارت اهتمام الرجل الثلاثيني بعدما بائت محاولات بحثه عن كلبيه بالفشل، فطالب صاحب المعلومة بأن يصطحبه إلى الوجهة المنشودة دون أن يدري ما ستؤول إليه الأمور.

وقت الغروب بينما تنسدل أشعة الشمس خلف الغيوم معلنة قدوم أمسية جديدة، توجه "بركات أبو عامر" رفقة أحد أقاربه إلى منزل ابن عمه "عادل" بمنطقة الرشاح بقرية العزيزية التابعة لمركز البدرشين جنوب محافظة الجيزة؛ أملا في العثور على كلبيه.

طرق "بركات" الباب مرات عدة حتى خرجت سيدة طالبها "عايزين عادل في حاجة مهمة" لحظات خرج بعدها الشخص المقصود، وتبادل الاثنان الحديث الذي بدأ بوتيرة هادئة قبل أن تتأزم الأجواء.

مشادة كلامية حادة وتراشق بالألفاظ تطور إلى اشتباك بالأيدي لدى إصرار "عادل" على عدم درايته بمكان الكلبين "ملكش حاجة عندي"، لينصرف بعدها "بركات" ومرافقه على وعد بالعودة "مش هسيب حقي.. راجع تاني".

روى صاحب الكلبين لشقيقه الأكبر "رجب" تفاصيل ما وقع للتو مع أحد أفراد عائلته "أبو عامر". حاول كبار العائلة وعقلاء المنطقة تدارك الأمر والسيطرة على الموقف بعقد جلسة صلح تبناها ابن عمومتهم "مصلح" الذي يقيم بذات الشارع الي يقيم فيه المشكو في حقه "عادل".

لم تلق فكرة الصلح قبولا لدى "بركات" الذي استقل دراجته النارية حاملا سلاحه الخرطوش قاصدا منزل الطرف الثاني، ووقعت مشادة كلامية حادة تطورت إلى مشاجرة، تبادل طرفاها إطلاق الرصاص مما أسفر عن إصابة طفلين بالخطأ، فارق الأول الحياة في الحال ولحق به الثاني بعدها بساعتين أثناء تلقيه العلاج بمستشفى قصر العيني وهما: محمود مصلح 10 سنوات وشهرته "قوطة"، ومحمد جميل 14 سنة.

دقائق معدودة تبدلت معها الأحوال في القرية الهادئة، سيارات الشرطة تتوافد على المكان، رجال المباحث ينتشرون بأرجاء الشارع الذي شهد الواقعة وسط حالة من الحزن ممزوجة بالحسرة على مقتل طفلين دون ذنب، أحدهما نجل "مصلح" الذي حاول الصلح بين الطرفين.

فريق بحث قاده رئيس قطاع جنوب الجيزة تتبع الجاني، وأمكن ضبطه بقيادة رئيس مباحث البدرشين ومعاونيه وبحوزته السلاح المستخدم، وتعيين الخدمات اللازمة لمراقبة الحالة الأمنية والحيلولة دون تفاقم الأمور.