إعلان

"شق بطنه في مدخل البيت".. حكاية طفل ضحية انتقام صاحب محل ألبان بدار السلام

11:20 ص الأربعاء 18 ديسمبر 2019

المجني عليه

كتب- محمود الشوربجي:

"هنتقم منكوا".. جملة وجهها صاحب محل ألبان بمنطقة الجزيرة في دار السلام، إلى أسرة الطفل "مجدي مدحت"، قبل أن يشرع في قتل صاحب الـ 12 عامًا؛ وطعنه بجسده 3 طعنات؛ إثر نشوب مشاجرة بينه وبين أفراد من عائلة الطفل المصاب لرغبة المتهم في استئجار محل ملك الأسرة.

المتهم يدعى "محمد. خ" 30 عامًا، صاحب محل لبيع الألبان بمنطقة الجزيرة في دار السلام، والطفل المصاب هو "مجدي مدحت محمد" 12 عامًا.

المتهم يمتلك محل "مخزن" بالعقار مسرح الجريمة -منزل الضحية-، يقوم من خلاله ببيع الألبان بالمنطقة، فالجميع يعرف المتهم جيدًا من خلال عمله؛ فهو دائم التواجد بمحل عمله، "على طول في محله ومش مشغل حد معاه".

سمعنا أكثر من مرة بوجود خلاف بين عائلة الطفل المصاب والجاني حول المحل الذي يستأجره الجاني، لكن لم يتدخل أحد لحل الخلاف بينهما؛ ظنًا منا أن الأمر لا يتعدى كونه خلاف بسيط في وجهات النظر، وأن المشاكل في طريقها للحل، لكن قبل الواقعة بيومين علمنا أن الخلاف تحول إلى "خناقة بين الطرفين" -يقول "محمد. ن" أحد الأهالي لمصراوي.

"مش هسيب الدكان وهفضل قاعد فيه.. واللي تعرفوا تعملوه اعملوه".. كان هذا هو رد المتهم حينما طلبت عائلة الطفل استعادة المحل من الجاني؛ رغبة منهم في عمل مشروع خاص بهم، لكن تصميم الجاني على عدم تركه تسبب في اشتعال الخلاف بينهم.

"الإيجار كان حاجة بسيطة والمحل ماشي كويس معاه وبيبيع كتير".. ربما كان ذلك هو الدافع الذي زاد من تمسك المتهم بالمحل سبب الخلاف، اعتقادًا منه أنه حال ترك المحل واستئجار آخر سيقل مكسبه "عنده زباين كتير في المنطقة"، لكن ذلك تعارض مع رغبة ملاك المحل في استعادته لفتح مشروع به بسبب ظروفهم المادية التي باتت متقلبة بين الحين والآخر مثل باقي المواطنين –يضيف "محمد. ن"-

أسرة الطفل المصاب تقيم بذات العقار الذي يوجد به محل المتهم، والخلاف بين الجاني وبعض أفراد عائلة الضحية؛ تسبب في دخول أسرة الطفل كطرف في النزاع؛ وحينما عزم المتهم على الانتقام من أصحاب المحل لم يكن أمامه سوى أسرة الطفل "مجدي".

مع استمرار التراشق بالألفاظ بين مُلاك المحل الأصليين والمتهم بدأت الأمور تتعقد تباعًا، حتى يوم الواقعة ونشوب مشاجرة بين الطرفين، حيث قرر المتهم التعدي على الطفل "مجدي" بعدما لاحظ تحركه من المنزل وذهابه لأحد الدروس الخاصة به.

المتهم انتظر قدوم الطفل إلى المنزل لتنفيذ مخططه؛ وبمجرد أن رآه قادمًا استل الجاني سكينًا من محل عمله وانتظره بمدخل العقار للانقضاض عليه، وبالفعل نجح في تكميم الطفل وقام بطعنه عدة طعنات "شق بطنه بـ 3 طعنات" -يوضح "م. محمد" أحد أقارب الطفل المصاب لمصراوي-.

"مجدي اتكتبله عمر جديد" فبمجرد أن بدأ الجاني في تسديد طعناته إليه شاهدت إحدى السيدات المتهم وهو يرتكب فعتله؛ فأخذت في الصراخ والاستغاثة بالمواطنين المتواجدين بالقرب من مسرح الواقعة لإنقاذ الطفل؛ فهرول المتهم هاربًا كي لا يقع في قبضة الجيران.

بمجرد تجمع أهالي المنطقة حاولنا إنقاذ الطفل الذي كان غارقًا في دمائه، وقمنا بنقله إلى مستشفى قصر العيني، لتلقي العلاج اللازم، وعقب وصولنا مباشرة تم إيداعه غرفة العناية المركزة لتلقي الإسعافات اللازمة لوقف النزيف الذي تعرض له، وعقب فترة تم إجراء عملية جراحية عاجلة للطفل لاستقرار حالته.

وتباشر نيابة دار السلام التحقيق مع صاحب محل لمنتجات الألبان؛ لاتهامه بطعن طفل بسلاح أبيض "سكين" بسبب خلافات مع أسرته على إيجار محل تجاري، وطلبت النيابة بسرعة تحريات المباحث حول الحادث، كما استعجلت النيابة التقرير الطبي لحالة الطفل المجني عليه، ومعرفة مدى إصابته، وتم التحفظ على السلاح المستخدم في الجريمة.

تعود تفاصيل الوقعة عندما تلقى المقدم وسام عطية، رئيس مباحث قسم شرطة دار السلام، إشارة من المستشفى العام، مفادها استقبال طفل مصاب، 12 سنة، مقيم بمنطقة الجزيرة، دائرة القسم، مصابًا بعدة طعنات في أماكن متفرقة من الجسد.

وبالانتقال والفحص تبين قيام جار الضحية، ويدعى "محمد. خ"، بطعنه عدة طعنات، بسبب رغبته في إيجار محل من أهل الضحية، وعقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة تمكن الرائد محمد عبد الحليم، معاون أول مباحث القسم، من القبض على المتهم، وعثر بحوزته على السلاح المستخدم في الواقعة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان