"خرطوش وسحل ومادة مشتعلة".. ماذا حدث لعامل في بولاق الدكرور بعد صلاة الجمعة؟

كتب - محمد شعبان:

"السلام عليكم ورحمة الله.. السلام عليكم".. لم يكد يغادر المصلون المسجد القريب من مستشفى خاص بحي بولاق الدكرور، حتى شهدوا واقعة مؤسفة على غرار أفلام الحركة "الأكشن" أعادت للأذهان واقعة سحل الشاب "زين العابدين. ز" العام الماضي.

مشادة كلامية حادة نشبت بين طرفين أمام مقهى مواجه لمستشفى خاص، تطورت إلى مشاجرة أشهر أحدهم سلاحا ناري "فرد خرطوش" وأطلق عيارا أصاب شابا بالذراع فسقط على الأرض، وتبارى آخرون في تمزيقه بأسلحة بيضاء.

وأكد شهود عيان أن الجناة أضرموا النيران في الضحية بواسطة "مادة مشتعلة" وحملوه على دراجة نارية وغادروا المنطقة على مرأى ومسمع الجميع، دون التأكد من وفاته من عدمه.

وجوم خيَّم على الأهالي، الأمر استغرق دقائق معدودة، لم يستطع أحدهم التدخل مع تهديد وعيد الطرف الأكثر عددا وعتادا بالإيذاء حال الاقتراب بقولهم "ده حوار قديم بنخلصه".

بالانتقال إلى ديوان قسم شرطة بولاق الدكرور بدأت الأجواء هادئة حيث عطلة نهاية الأسبوع التي تشهد عادة تراجع في أعداد المحاضر المُسجلة في دفتر النوبتجية، يستلغها رجال الشرطة في التقاط الأنفاس بعد عناء أسبوع شاق، إلا أن إشارة عبر شرطة النجدة بنشوب مشاجرة حامية الوطيس بمنطقة صفط اللبن بددت أمانيهم.

انتقلت قوة إلى محل البلاغ بقيادة العقيد شامل عزيز مأمور القسم، والعقيد محمد الشاذلي مفتش غرب الجيزة، وضباط وحدة المباحث برئاسة المقدم محمد الجوهري ومعاونيه النقيبين أيمن سكوري وأحمد مندور.

تحريات رجال المباحث تحت إشراف العميد عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، كشفت عن تفاصيل الواقعة، وأن المصاب أنهى عقوبة الحبس حديثا، وكان يلازم شقيق أحد المتهمين، ووجود خلافات قديمة بينهم بعضها يتعلق بالنسب.

وأشارت التحريات إلى أن الأسبوعين الماضيين شهدا مناوشات بين الطرفين انتهت بتدخل عقلاء العائلتين دون خسائر في الأرواح.

وتبين إصابة الضحية بطلق خرطوش بالذراع، وحروق متفرقة بالجسم، وحالته مستقرة إذ يتلقى العلاج اللازم تحت إشراف طبي.

في أقل من ساعة، تمكن المقدم محمد الجوهري من ضبط المتهم بإطلاق النار وبحوزته السلاح المستخدم، وآخر أضرم النار في المصاب، وتكثف أجهزة الأمن جهودها لضبط متهمين هاربين.

الواقعة أعادت لأذهان أهالي منطقة بولاق واقعة سحل الشاب "زين العابدين.ز" 32 سنة، في أبريل 2018، والتي يحاكم فيها 11 متهما بينهم 7 محبوسين، اعتدوا على الضحية بأسلحة بيضاء وأدوات حادة، وأحدثوا إصابته بجروح قطعية وطعنية قطعية ووخزية، وجرح نافذ أسفل البطن وجروح طعنية وقطعية غائرة في أماكن متفرقة من الجسد أودت بحياته.