من الطالبية 2015 للهجانة 2019.. شهيدان للمفرقعات أثناء تفكيك عبوات الإرهاب

كتب- محمد شعبان:

مساء 5 يناير 2019، استعدادات أمنية مكثفة بمحيط دور العبادة المسيحية، حواجز حديدية تطوق الكنائس لتشكل حرما آمنا؛ لتأمين احتفالات أعياد الميلاد المجيد، قبل أن يرد بلاغا بوجود قنابل في محيط كنيسة بمنطقة عزبة الهجانة بمدينة نصر، لتنفجر إحداها أثناء تفكيكها في مشهد مشابه لما حدث يوم 6 يناير من عام 2015.

مع انتهاء صلاة العشاء أمس السبت، هرع الشيخ سعد عسكر إمام مسجد "ضياء الحق"، رفقة 3 شباب يطالبون المارة والمترددين على كنيسة أبي سيفين بسرعة إخلاء المنطقة للاشتباه في وجود عبوة ناسفة. ظن البعض أن الأمر محض مُزحة إلا أنهم أيقنوا بخطورة الموقف مع لجوء الشيخ لمكبرات الصوت الخاصة بالمسجد لتنبيه الجميع.

مع وصول خبراء المفرقعات بقيادة اللواء انتصار محمد منصور مدير قسم المفرقعات بمديرية أمن القاهرة، بدأ الرائد مصطفى عبيد، في التعامل مع 3 عبوات مخبأة داخل حقيبة أعلى سطح عقار مكون من 4 طوابق (الأول مسجد، الثاني مغلق، الثالث دار حضانة، الرابع سكن طلاب)، لكن إحدى العبوات انفجرت أثناء تفكيكها مما أسفر عن استشهاد الضابط وإصابة مدير المفرقعات وأمين شرطة أحمد صبحي أحمد 37 سنة، نُقلا إلى مستشفى الشرطة.

فور انتشار الخبر، تحولت صفحات ضباط الشرطة الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى سرادق عزاء، الجميع يتحدث عن مآثر الضابط الشهيد، وصفاته الحميدة.

"كان خلوق جدا ومحترم أوي"، يتذكر اللواء جمال حلاوة مساعد وزير الداخلية ومدير مفرقعات القاهرة السابق آخر لقاء جمعه بتلميذه النجيب -حسب وصفه-، مشيرا إلى أنه كان يتمنى الشهادة واللحاق بمن سبقوه "طلب من ربنا ينول الشهادة زي أحمد العشماوي ومحمد لطفي"، واصفا الرائد مصطفى عبيد بأنه "خبير المفرقعات المصري الأصيل".

رغم اختلاق المكان والزمان، إلا أن ما حدث عشية البارحة يتشابه كثيرا مع ما حدث قبل 3 سنوات، وتحديدا الثلاثاء 6 يناير 2015، عندما عثر على عبوة ناسفة زرعها مجهولون بجوار قسم الطالبية بمحافظة الجيزة، قبل ساعات من بداية قداس عيد الميلاد المجيد.

ودفع اللواء مجدي الشلقاني، مدير الحماية المدنية بالجيزة آنذاك، بخبراء المفرقعات إلى مكان البلاغ، وأثناء عملية التفكيك، انفجرت العبوة ما أسفر عن استشهاد الرائد ضياء فتحي فتوح الضابط بقسم المفرقعات بالجيزة، وأُصيب عامل بمحطة وقود.