"لقفوهم بالبطاطين".. كيف أنقذ الأهالي ضحايا "محرقة كوتسيكا"؟
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
كتب - سامح غيث ومصطفى أبوعقيل:
استشاط "رمضان ق." 38 سنة، حداد كريتال، غضبًا بعدما رفضت أسرة زوجته إعادتها لمنزله بعد خلافات بينهما، وتركهم مصطحبًا أطفاله الثلاثة، قبل أن يعاود للانتقام من الأسرة بإشعال النيران فيهم.
عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشر، مساء السبت الماضي، الهدوء يسود منطقة المدبح بكوتسيكا، فجأة اخترقت أصوات الصُراخ والاستغاثات المنطقة، أعقبه خروج ألسنة اللهب من نوافذ إحدى الشقق السكنية بشارع الإدارة.
دقائق معدودة مرت قبل تجمع أهالي المنطقة أسفل العقار، صعد عددًا منهم نحو الشقة، في محاولة لكسر بابها، وإنقاذ الضحايا قبل أن تطالهم ألسنة اللهب.
10دقائق استغرقها الأهالي لكسر باب الشقة، أعقبها خروج النيران "كأنها جهنم" يقول أحد الأهالي: "شاهدنا والدي زوجة المتهم ملقيان على الأرض، والنيران تلتهم جسديهما بشراهة ما اضطر الأهالي لاختراقها وإنقاذ الضحايا "قولنا نلحقهم قبل ما يتفحموا"، وتابع: "أسرعنا بنقلهما الى مستشفى المبرة لمحاولة إسعافهما إلا أنهما توفيا "لحمهم كان بيطلع في إيدينا"، وتوفيا متأثرين بإصابتهما.
في تلك الأثناء؛ سارع آخرون لإحضار بطاطين، أمسك كل أربعة منهم "بطانية" استخدموها لإنقاذ بقية الضحايا الذين تجمعوا في شرفة المنزل، استعدادًا للقفز، هربًا من ألسنة النيران التي التهمت محتويات المسكن بشراهة، وبينما هم كذلك كان المتهم واقفا في نهاية الشارع يراقب ما يدور، قبل أن يفر هربا الى المنطقة الجبلية المتاخمة لموقع الاحداث.
دقائق من الرعب سيطرت على الأهالي، يترقبون لحظة الحسم، تعالت الدعوات، وقفت زوجة الضحية على سور الشرفة استعدادًا للقفز، لحظات توقفت معها الأنفاس.
قفزت الزوجة على البطانية دون إصابات، تبعتها شقيقتها، التي قفزت لكن هذه المرة لم تنجح الخطة وارتطمت بقطعة خرسانية مجاورة للأهالي الممسكين بالبطانية، أصيبت على إثرها بكسر بالفقرة القطنية الأولى والحوض.
ممسكًا بأطفاله الثلاثة، وقف "محمد" زوج شقيقة الأخيرة، علامات الرعب ترتسم وجهه، حمل طفله الأكبر، وانتظر لحظات نظر خلالها إلى الأهالي الممسكين بالبطانية في الأسفل، وأغمض عينيه، ثم ألقى طفله ليسقط سالما على البطانية، لحظة عاشها الرجل كدهر.
مع نجاح التجربة، حمل الأب طفليه وألقى بهما واحدًا تلو الآخر على غرار شقيقهما، قبل أن يعتلي سور الشرفة وقفز على البطانية، لكنه أصيب بكدمات في القدم.
بينما رجال الإسعاف ينقلون الضحايا إلى مستشفى المبرة، صعد الأهالي للشقة لمحاولة إخماد النيران، يوضح "علي. م" أنهم أوقفوا عربة نقل مياه، وأخذوا يطفئون النيران باستخدام "جرادل" حتى حضرت قوات الحماية المدنية وسيطرت على النيران، ومنعت امتدادها إلى باقي العقار.
أمام رجال المباحث، أوضحت "سحر م. أ"، زوجة المتهم، أنها فوجئت بحضور زوجها أثناء تواجدها مع والديها بشقة شقيقتها؛ لحل خلافات زوجية بينهما، إلا أن مشادة كلامية وقعت بينهما، انصرف على أثرها الزوج، وعاد مرة أخرى بحوزته جركن بداخله بنزين وسكب كمية منه على باب الشقة، وأضرم النيران به.
وأضافت الزوجة أنهم حاولوا فتح الباب لكن زوجها سكب كمية أخرى من البنزين، مما أدى لاحتراق محتويات الصالة بالكامل، وإصابة كل من: "محمد. ب" 36 سنة، وزوجته "سهير. م"، 32 سنة بكسر بالفقرة القطنية الأولى والحوض، وطفلهما "علي" 8 سنوات، ووفاة والديها "محمد. أ"، 60 سنة بالمعاش، و"هدى. م"، 52 سنة، متأثرين بإصابتهما بحروق بالجسم.
تحرر المحضر اللازم، وأحاله اللواء محمد منصور، مدير أمن العاصمة، إلى نيابة المعادي الجزئية التي أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق.
فيديو قد يعجبك: