إعلان

"شبشب وصورة ودماء".. ليلة مقتل تاجر أرض اللواء داخل برميل في العيد (صور)

12:09 م الثلاثاء 19 يونيو 2018

كتب- محمد شعبان:

"عاوز فلوسي يا عزام.. كده مش هينفع".. كلمات جاءت على لسان "محمد" مطالبا "عزام"، 38 سنة، برد مبلغ 2000 جنيه، اقترضها منه في وقت سابق، إلا أن مماطلة الأخير دفعته لحيلة شيطانية للحصول على أمواله، وراح يتخلص منه بطريقة مؤسفة في ثالث أيام عيد الفطر المبارك.

مساء أمس الأول الأحد، لم تمر سوى دقائق على وصول النقيب عمرو الديباوي، رئيس مباحث نقطة أرض اللواء، بعد يوم شاق لتفقد الحالة الأمنية والاطمئنان على انتظام الخدمات، يخبره أحد أمناء الشرطة بوجود أشخاص يصرون على مقابلته للإبلاغ عن اختفاء أحد ذويهم.

بلهجة صعيدية روى مقدمو البلاغ تفاصيل الاختفاء المفاجئ لـ"عزام"، 38 سنة، تاجر آثاث "روبابيكيا"، مؤكدين أنهم حضروا من مسقط رأسه بمحافظة المنيا بحثا عنه طوال الـ24 ساعة التي سبقت حضورهم للقسم إلا أن محاولاتهم لم تكلل بالنجاح.

البلاغ يبدو مألوفا لدى ضابط المباحث، فهو متكرر بتلك المنطقة المكتظة بالسكان، إلا أن حديث أقارب الشخص المبلغ باختفائه أثار شكوكه حول وجود شبهة جنائية ليقرر إبلاغ المقدم مصطفى خليل، رئيس مباحث العجوزة، الذي شكل فريق بحث تحت إشراف العميد أيمن الحمزاوي، مفتش مباحث وسط الجيزة.

عقارب الساعة تجاوزت منتصف الليل، يوجه اللواء محمد عبد التواب، مدير المباحث الجنائية بالجيزة، بتنشيط مصادر المعلومات السرية بمنطقة سكن "عزام" وتحديدا بشارع السباعي، بالإضافة إلى جمع التحريات حول علاقات ذلك الشخص ومعاملاته التجارية، والوقوف على وجود خلافات بينه وبين آخرين.

أجواء احتفالية تسود المنطقة، أصوات الأغاني الشعبية بالمحلات والتكاتك لها الغلبة في ثالث أيام العيد، لكن سرعان ما تبدلت الأمور مع ملاحظة قاطنيها تواجد عناصر الشرطة وسؤالهم عن "عزام" حتى أخبرهم أحدهم بأن أحد الأشخاص حضر إلى منزله قبل الغروب وغادرا سويا "كان بيقول عنده شاشة عاوز يبيعها".

رويدا رويدا، بات الشك يقينا لدى رجال المباحث، بدأوا يفحصون كاميرات المراقبة المثبتة بالمحلات والتي التقطت شابا يدعى "محمد. م"، 35 سنة، مترجلا مع "عزام" في توقيت متزامن لرواية أحد الأهالي لتبدأ رحلة تتبع خط سيرهما التي انتهت بعقار سكني بشارع السلام، حيث منزل "محمد".

الثانية ظهر أمس الاثنين، تحول الشارع الضيق متراص العقارات شاهقة الارتفاع إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، وصل رجال المباحث بقيادة المقدم مصطفى خليل والنقيب عمرو الديباوي بمشاركة عناصر من التدخل السريع بقيادة الرائد خالد يسري، نائب مأمور قسم العجوزة، فرضوا كردونا أمنيا بمحيط العقار المستهدف.

مع صعود درجات السلم، كانت أولى المفاجآت هي العثور على "شبشب" به آثار دماء بالطابق الرابع، ليتتبع رجال المباحث قطرات الدماء التي توقفت عند شقة "محمد" في الطابق الخامس، وبمداهمتها وجدوا الأخير بمفرده، متسائلا عن السبب بينما يتصبب عرقا، وتبدو عليه علامات القلق والتوتر.

لم يجد رجال الشرطة أشياء تشير إلى تورط صاحب الـ35 سنة في واقعة اختفاء تاجر الروبابيكيا باستثناء برميل مغطى في أحد أركان الشقة الذي حمل الخبر اليقين، إذ عُثر على جثة "عزام" مرتيدا جلبابه التي تبدل لونها للأحمر بفعل الدماء، وتبين تلقيه عدة طعنات بالجزء العلوي من الجسم (الصدر والبطن) أودت بحياته.

"مكنش قصدي أقتله.. وملحقتش أعمل حاجة.. إنتم وصلتولي إزاي بسرعة" بصوت متحشرج انهار المتهم أمام رجال المباحث، وراح يدلي باعترافات تفصيلية حول جريمته، مؤكدا أنه طالب الضحية عدة مرات برد مبلغ 2000 جنيه لكن دون جدوى.

وأوضح المتهم أن الشيطان وسوس له بالتخلص من "عزام" للحصول على أمواله، واتصل به وأخبره أنه يرغب في بيع شاشة تلفاز في أسرع وقت في ظل حاجته الماسة للمال، وحضر إلى منزله، واصطحبه إلى شقته، ثم باغته بعدة طعنات بسكين، سقط على إثرها غارقا في دمائه، ووضع الجثة داخل برميل خشية افتضاح أمره "قولت أخبيها لحد ما أفكر في طريقة أخلص منها".

في غضون دقائق، انتشر الخبر كالنار في الهشيم عبر الصفحات المهتمة بأرض اللواء بموقع "فيسبوك" ليتنافس الجميع في ذكر مواقف لا تنسى للمجني عليه، مشيدين بدماثة خلقه "الله يرحمك يا عم عزام عمرك ما زعلت حد، كنت رجولة وأدب.. حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب"، ليطالب أحد أصدقائه بالقصاص العادل من الجاني وإعدامه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان