أذان الفجر لم يشفع لـ"ست الحتة".. "محمد" قتل عجوز الطالبية وحرق شقتها- (صور)
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب - محمد شعبان:
كعادتها كل يوم، تجلس عجوز عربية أمام منزلها البسيط، تتبادل أطراف الحديث مع الجيران، خاصة أنها تعاني من الوحدة طوال 40 سنة بعد رحيل زوجها ونجلها، لكن ثمة شيء جديد طرأ على السيناريو اليومي صباح ذلك اليوم، معلنا الفصل الأخير من حياتها، جثة متفحمة على أريكة منزلها الضيق، تفصلها أمتار قليلة عن الجاني.
منذ 7 أشهر، اكتشفت الحاجة عليا فرج السوداني، التي تحمل الجنسيتين العراقية والمصرية، ذات الأصول السودانية، سرقة مبلغ 2500 جنيه من شقتها بالطابق الأرضي، إلا أن المتهم كان بمثابة مفاجأة لقاطني شارع رجب خليفة بمنطقة الطالبية "محمد جارها هو الحرامي.. بس أمه عرفت تهربه من الحكومة ورجعت الفلوس للست الغلبانة"، يقول أحد سكان المنطقة.
طوال 40 عاما، عاشت "أم غازي" بمفردها بعد وفاة نجلها الوحيد "غازي" في حادث سير منذ 27 سنة، تحظى بحب وتقدير الجميع "الكل بيحبها.. كانت بتعمل الخير دايما ومشوفناش منها حاجة وحشة" يقول صاحب محل بقالة مجاور للعقار إن صاحبة الـ86 سنة كانت بمثابة الأم الحنون على أبناء المنطقة بأكلمها "تقريبا الكل متربي على إيديها هنا.. دي ست بركة".
الخامسة من صباح الأحد الماضي، الهدوء يسود المنطقة، والشوارع تخلو من المارة إلا من المصلين القاصدين المسجد القريب مع سماع أذان الفجر أو عمال البناء في طريقهم إلى محال عملهم، إلا أن تصاعد أدخنة كثيفة من عقار مكون من 4 طوابق، أفزع الجميع.
"إلحق يا حاج.. بيت الحاجة أم غازي ولع".. استيقظ الحاج عمر على أصوات الصراخ والاستغاثة، وأخذ نسخة من مفتاح الشقة- منحته إياها المرأة العجوز للاطمئنان عليها على فترات- إلا أن تصاعد ألسنة النيران بكثافة منع الأهالي من إخمادها "اتصلنا بالمطافئ بس كانت كل حاجة انتهت".
بعد السيطرة على الحريق الذي التهم محتويات الشقة، كانت الصدمة حاضرة، عُثر على "أم غازي" جثة متفحمة جالسة على الأريكة، وبدأ الجميع يفكر في سرعة إنهاء إجراءات دفنها بجوار نجلها- وفق وصيتها- إلا أن رجال المباحث رفضوا "محدش يقرب من الجثة.. المعمل الجنائي والنيابة عندهم شغل كتير".
كلمات الضابط أثارت تعجب الحضور، وبادر أحدهم بسؤاله "هو في إيه يا بيه؟"، فجاء الرد "الحريق فيه شبهة جنائية"، تقول جارة "أم غازي" إنهم ظنوا للوهلة الأولى أن اشتعال عقب سجائر وراء الحريق "كانت بتشرب سجاير"، مشيرة إلى أنهم لاحظوا اختفاء مشغولات ذهبية كانت ترتديها "غويشتين وخاتمين دهب" أوصت جيرانها بالتصرف فيها لتوفير مصروفات الدفن عند وفاتها.
داخل قسم شرطة الطالبية، جلس المقدم علي عبد الكريم، وكيل فرقة الطالبية والعمرانية، يبحث مع فريق البحث ملابسات الواقعة، ووجه بتنشيط مصادر المعلومات السرية "عاوز فحص سريع ودقيق لعلاقات المتوفية، خاصة الجيران".
ساعات قليلة مرت على فريق البحث تحت إشراف اللواء إبراهيم الديب، مدير مباحث الجيزة، حتى كشفت التحريات عن طرف الخيط، عندما أكدت تردد سائق توك توك يدعى "محمد ع."، 28 سنة، عُرف عنه تعاطي المواد المخدرة، وإثارته للمشاكل بصفة دائمة، على جارته "أم غازي" باستمرار.
اتشحت المنطقة بالسواد حزناً على وفاة السيدة العجوز "خيرها كان على الناس.. ماتستهلش تموت كده"، يؤكد ترزي بالمنطقة أنهم فوجئوا بمأمورية ألقت القبض على "محمد"، واقتادته إلى القسم.
تحريات الرائد سامح بدوي، رئيس مباحث الطالبية، توصلت إلى أن جار المتوفاة وراء ارتكاب الواقعة، حيث عقد العزم على سرقتها وغافلها واستولى من داخل حقيبتها على نسخة من مفتاح شقتها، ثم توجه إلى شقتها، وعقب دخوله فوجئ بأنها مستيقظة وحاولت الاستغاثة بالأهالي، فأطبق على رقبتها وخنقها حتى فارقت الحياة، واستولى على مصوغاتها الذهبية، وهاتف محمول ومبلغ مالي، وعاد بعدها إلى شقته، ثم اختمرت في عقله فكرة إخفاء معالم جريمته فأشعل النيران بها.
أسرة المتهم التزمت الصمت، رافضة التعليق على الواقعة، واكتفى شقيقه من والدته بالقول "أخويا غلط ربنا يسامحه ويتعاقب.. وإحنا حقنا عند ربنا"، بينما أكوام ملابس ومتعلقات "أم غازي" المحترقة وُضِعت أمام شقتها تذكر المارة بتفاصيل "جريمة الفجر".
فيديو قد يعجبك: