إعلان

"خُفت جوزي يطلقني".. 60 دقيقة "مباحث" لإعادة "رضيع الصف" من أحضان "بنت الخالة"

02:49 م الثلاثاء 25 ديسمبر 2018

ارشيف

كتب- محمد شعبان:

"حلم طال انتظاره عامين".. كلمة تمنت سماعها للحظة.. فرحة تعتلي جبين زوجها باتت جُل أملها، لكن رياح "فقدان الحمل" أتت بما لا تشتهيه "رضا"، لتفكر في خطة بديلة؛ خوفا من إقدام زوجها على تطليقها.. عمدت لاختطاف رضيع ابن خالتها مستغلة حاجتها للمال، إلا أن حيلتها الشيطانية تكشفت أمام رجال المباحث بقسم شرطة الصف في الجيزة.

البداية مطلع ديسمبر الجاري. تعرضت "رضا" لوعكة صحية، نُقلت على أثرها إلى الطبيب المعالج الذي أخبرها بفقدان الجنين لتفقد معها القدرة على النطق برهات، حاولت استيعاب ما وقع على مسامعها، بينما مرَّ أمام عينيها شريط الأمنيات التي تبددت في لحظة، عقب مرور عامين على زواجها.

غادرت ذات الـ38 سنة العيادة دون معرفة وجهتها، أحلامها تحولت سرابًا، لن تسمع كلمة "ماما"، لن ترى فرحة زوجها بوريثه الشرعي، لتتجدد مخاوفها من قرار زوجها المتوقع، إما الطلاق أو الزواج من أخرى بعد فشل حملها في المرات السابقة، الأمر الذي دفعها للتطوع بجمعية "وسيلة" الخيرية في محاولة لتجاوز أزمتها.

مع وصولها منزلها بقرية أسكر بمركز الصف جنوب المحافظة، استجمعت ما تبقى من قواها، وقررت عدم إخبار أحد- بمن فيهم زوجها- بما تعرضت له، إذ وسوس لها الشيطان بالبحث عن طفل حديث الولادة، يحمل اسمها زورًا، ومن ثم الحفاظ على "عش الزوجية".

منذ 36 يوما، احتفت العائلة بميلاد "آدم"، وتوافد كثيرون للاطمئنان على والدته التي تبلغ من العمر 30 سنة، وكان من بين الزوار "رضا" التي لم تخطئ عيناها الرضيع طوال فترة مكوثها في منزل ابنة خالتها، لكن الفرحة لم تكتمل؛ إذ يعاني الطفل من مياه على المخ.

الأسبوع الماضي، أمسكت "رضا" بهاتفها المحمول للاطمئنان على ابنة خالتها التي بدا صوتها حزينا، وأخبرتها بأن رضيعها يحتاج لإجراء فحوصات طبية تتجاوز الـ5 آلاف جنيه، إضافة إلى العلاج لتؤكد لها أن كل شىء سيكون على ما يرام، وستبحث أمر مساعدتها ماليا، بالتنسيق مع الجمعية الخيرية، وأنها ستحضر لزيارتها.

لم يمرّ وقت طويل على المكالمة حتى توجهت "رضا" إلى منزل ابنة خالتها رفقة سيدة وفتاة- زعمت أنهما في الجمعية الخيرية معها- وأحضرت معها سلعا تموينية كمساعدة عينية، وطمأنتها بأنه سيتم اعتماد مبلغ مالي لرضيعها فور الانتهاء من البحث الاجتماعي عن ظروف أسرتها.

صباح أمس الاثنين، تكررت زيارة "رضا" ورفيقتيها إلى منزل ابنة خالتها- لكن السيدة وابنتها كانتا منتقبتين- ونقلن لها خبر موافقة الجمعية على مساعدتها ماليا لعلاج "آدم"، قبل أن تطلب إحداهن منها إعداد "الرضعة" للطفل، بينما تتولى إحداهن مسؤوليته لحين عودتها.

دقائق معدودة احتاجتها الأم لإعداد "الرضعة" ومع خروجها لم تجد أيا منهن، مما أثار مخاوفها، وأسرعت تبحث عن فلذة كبدها لتكتشف الطامة الكبرى باختفائه، وأطلقت صرخات استغاثة بالجيران، لكن لسوء حظها انشغل غالبية السيدات بالذهاب إلى "سوق الاثنين" الأسبوعي لأهل القرية.

هُرعت الأم إلى قسم شرطة الصف، طالبة مقابلة أحد القائمين على إدارته وتصادف مرور اللواء محمود شوقي، مساعد مدير أمن الجيزة لقطاع الشرق، الذي كان يتفقد الخدمات واستوقفته: "ابني اتخطف مني.. رجعولي ضنايا اللي ملحقتش أفرح بيه".

"والله ما تخافي.. ارجعي بيتك وابنك هيبات في حضنك النهارده".. بهذه الكلمات طمأن مدير قطاع شرق الجيزة الأم المكلومة، مطالبا إياها بتحرير محضر يتضمن ما حدث قبيل اختفاء رضيعها.

فور تلقيه البلاغ، شكل اللواء محمد الألفي، نائب مدير مباحث الجيزة، فريق بحث قاده العقيد أحمد الوليلي، مفتش مباحث شرق الجيزة، الذي استمع لأقوال والدة الطفل التي حملت اتهاما واضحا لابنة خالتها، خاصة مع تأخرها في الحمل، رغم بلوغها الثامنة والثلاثين من العمر.

في أقل من ساعة، توصلت تحريات المقدم محمد طبلية، رئيس مباحث الصف، إلى أن ابنة الخالة وراء ارتكاب الواقعة مستعينة بسيدة "47 سنة" وابنتها القاصر "17 سنة" مقابل استمرار مساعدتها من الجمعية الخيرية.

وانطلقت مأمورية قادها العقيد أحمد الوليلي، وضمت النقيب هيثم رمضان، معاون مباحث الصف، تمكنت من ضبط المتهمة الرئيسية "رضا"، الحاصلة على ليسانس آداب لغة عربية، والتي أقرت بالواقعة، وأرشدت عن الطفل وشريكتيها، وتم اصطحابهن إلى ديوان القسم لسماع أقوالهن.

"غصب عني.. كان نفسي أسمع كلمة ماما وخايفة جوزي يطلقني".. بصوت متحشرج ممزوج بحسرة وندم أدلت المتهمة باعترافات تفصيلية لجريمتها، مؤكدة أنهن انتهزن فرصة دخول ابنة خالتها المطبخ لإعداد "الرضعة"، واختطفن الطفل وهربن، وتمت إعادة الطفل لوالدته التي توجهت بالشكر لرجال الشرطة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان