إعلان

"ابني راح مني".. "الأسانسير" كتب الفصل الأخير في حياة "طفل الجيزة"

07:45 م الإثنين 15 أكتوبر 2018

أسانسير - صورة ارشيفية

كتب - محمد شعبان:

رنَّ جرس المصعد معلنا وصوله الطابق الثالث بالعقار، لتخرج سيدة مسرعة نحو شقتها، لكنها أغفلت طلفها الصغير الذي هم للحاق بها، إلا أن القدر حال دون ذلك مدونا الفصل الأخير من حياته في حادث مأساوي.

لم يكد يلتقط اللواء هشام صادق، مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، أنفاسه بعد، عقب يوم عصيب ملئ ببلاغات الحرائق ما بين شقة بجوار السفارة السعودية وأخرى بميدان لبنان حتى تلقى إشارة عبر جهاز اللاسلكي بوجود طفل عالق بمصعد بمنطقة الكُنيسة ليوجه بسرعة انتقال فرق الإنقاذ.

السادسة والنصف مساء الإثنين، الأجواء طبيعية بشارع ممدوح ترك بمنطقة الكُنيسة، إلا أن ثمة تغيير على الأمور المعتادة لدى قاطني المنطقة مع سماع صوت سارينة سيارات الإطفاء التي توقفت أمام العقار رقم (17). الجميع هرع بحثا عن إجابة للسؤال الذي تردده الألسنة "هو في ايه؟".

بزي مشابه لرجال الإطفاء، صعد عناصر فريق الإنقاذ البري درجات السلم وصولا إلى الطابق الثالث حيث سيدة افترشت الأرض لا تستطع منع دموعها التي تفجرت من مقلتيها "حسين راح.. ابني راح مني".

وتبين أن السيدة استقلت وطفلها "حسين محمد"، المصعد من الطابق الأرضي وصولا إلى شقتها بالطابق الثالث، ثم خرجت تاركة طفلها صاحب الثلاث سنوات الذي حاول اللحاق بها إلا أن "الأسانسير" تحرك فجأة، وعلقت رأس الطفل ما بين الجدار وجسم المصعد.

"الأسانسير سحب دماغه من الثالث لحد الثامن" يقول شاهد عيان إن المصعد توقف بالطابق الثامن، واكتشفوا جثة الطفل معلقة ما بين الطابقين الثامن والتاسع، ونجح رجال الإنقاذ البري في استخراج الجثة وسط حالة من الصمت الممزوجة بالحسرة والحزن سيطرت على الجميع حزنا على الطفل.

فيديو قد يعجبك: