كيف توصلت مباحث العجوزة لقاتلي "عامل الكافيه" في أقل من 24 ساعة؟
كتب - محمد شعبان:
فجر الاثنين الماضي، أسرع "إسماعيل" إلى منزله بمنطقة بولاق الدكرور بعد عناء يوم عمل طويل دام أكثر من 8 ساعات متواصلة بإحدى الكافيهات الشهيرة بمنطقة المهندسين، وراح يستقل سيارة ميكروباص من أعلى الطريق الدائري كعادته، لكن السيناريو اليومي تغير هذه المرة.
الساعة تشير إلى الثالثة فجرًا، على بعد خطوات من نقطة شرطة المحور بمنطقة الزرايب، فوجئ الشاب صاحب الـ 22 سنة باقتراب شخصين بخطوات مريبة، توجس خيفة منهما، ويرتفع صوت دقات قلبه في انتظار ما ستؤول إليه الأمور.
"طلع اللي معاك من سكات" أكدت تلك الجملة مخاوف الشاب، وأيقن أنه وقع فريسة لعصابة لسرقة المواطنين بالإكراه ليلا، لكنه لم يستجب لهما، وأصر على موقفه "مش هديكم حاجة"، ليخبره أحدهما بأن حياته ستكون ثمن إصراره "كده كده هناخد اللي معاك".
دقائق معدودة مرَّت على تبادل الحديث بين "إسماعيل" والمتهمين، انتهت بمحاولته للإفلات من قبضتهما -خاصة أن نقطة الشرطة ليست بعيدة- ليشهر أحد الجناة فرد خرطوش محلي الصنع من طيات ملابسه، وأطلق عيارا ناريا صوب الشاب أصابه أسفل الأذن اليمنى.
سقط الشاب على الأرض غارقا في دمائه، يطلق صرخات الاستغاثة التي لم تجد مجيب، يسرع المتهمان لحصد "الغنيمة" التي كانت هاتف محمول ومبلغ 300 جنيه، وفرا هاربين بينما يلفظ "إسماعيل" أنفاسه الأخيرة تزامنا مع وصول شرطة النجدة التي حضرت عقب سماع صوت طلق ناري.
لم يكن العميد أيمن الحمزاوي، مفتش مباحث وسط الجيزة، قد وصل منزله بعد عائدا من عمله، حتى تلقى اتصالا هاتفيا من شرطة النجدة لاطلاعه على ملابسات الواقعة، ليتوجه إلى مسرح الجريمة على رأس قوة من ضباط مباحث العجوزة.
وعكف المقدم أحمد الوليلي، وكيل فرقة مباحث وسط الجيزة، على جمع التحريات، محاولا التوصل إلى شهود عيان تزامن مرورهم مع وقوع الجريمة؛ لمعرفة أوصاف الجناة، وأكدت معلومات من مصادر سرية أن شابين شوهدا بتلك المنطقة في ذلك التوقيت.
في غضون ساعات، توصلت التحريات تحت إشراف اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، إلى أن مرتكبي الحادث اثنين من جامعي القمامة 18، 21 سنة، أحدهما هارب من حكم بالسجن 3 سنوات في قضية (سرقة بالإكراه)، والثاني سبق اتهامه في 5 قضايا (سرقة).
وتمكنت مأمورية بقيادة الرائد محمد مجدي، معاون مباحث قسم العجوزة، من ضبط المتهمين بأحد الأكمنة بمقر إقامتهما بمركز كرداسة، وبحوزتهما الهاتف وحافظة نقود المجني عليه.
أمام اللواء محم عبد التواب، مدير المباحث الجنائية بالجيزة، أقر المتهمان بارتكاب الجريمة، وأنهما كونا تشكيلاً عصابيًا تخصص في سرقة المواطنين بالإكراه، وأنهما حال استيقافهما المجني عليه لسرقة هاتفه المحمول قاومهما فأطلق الأول عيارا من فرد خرطوش تجاهه فأصابه وهربا، كما اعترفا بسرقة هاتف محمول من سائق سيارة أجرة بنفس المنطقة كرهًا عنه، وأرشدا عن السلاح المستخدم وطلقتين من ذات العيار.
فيديو قد يعجبك: