إعلان

صور| حكاية "سواق أتوبيس".. قُتل على يد راكب بسبب "الزحمة"

07:44 م الأحد 06 أغسطس 2017

المجني عليه

كتب – محمود السعيد وطارق سمير:

أمام منزل متواضع داخل حارة ضيقة بحدائق القبة، تصدح آيات القرآن الكريم بين سيدات متشحات بالسواد ورجال يتلقون العزاء في جارهم السائق المقتول على يد أحد الراكبين بمدينة نصر.

قُتِل "عبد الناصر ع." 48 سنة، سائق، الثلاثاء الماضي، على يد راكب يدعى "عيون ي." إثر نشوب مشاجرة بينهما خلال قيادته أتوبيس نقل جماعي متجهًا من موقف شبرا إلى الحي العاشر بمدينة نصر.

عزء-المجني-عليه-(3)

قبل الحادث بيوم، عاد السائق عبد العظيم إلى منزله في وقت متأخر بعد انتهاء عمله، ونام مباشرة بعد تناول وجبة العشاء إلى أن تلقى اتصالا من مديره بالشركة، يخبره بالتحرك إلى موقف شبرا لقيادة الأتوبيس بدلاً من زميله الآخر: "قعد يهزر معانا وفطر ونزل الشغل"، يروي مازن نجل الضحية في حديثه لمصراوي.

كعادته، تسلَّم السائق عمله من موقف شبرا في الواحدة ظهرًا متجهًا إلى الحي العاشر حيث نهاية رحلته، ومع طول الرحلة وازدحام الطريق بشدة، طالبه الراكب المتهم -يعمل سائقًا- بتغيير خط سيره بـ"دخول أحد الاختصارات" قرب نهاية الطريق، فنشبت مشادة كلامية بينهم مع تجاوز السائق لمدخل الاختصار، وفقًا لكريم عمر، جار المجني عليه.

وأضاف كريم لمصراوي، أن المتهم استغل انشغال المجني عليه في قيادة الأتوبيس وسط الزحام، وتحرك من كرسيه وبيده "قطعة حديدية" وسدد لكمات متتالية للضحية ثم ضربه بقوة على رأسه، فهوى غارقًا في دمائه على "طارة القيادة" ولم يحرك ساكنًا، فأمسك الركّاب بالمتهم، واتصلوا برجال الشرطة.

عزء-المجني-عليه-(1)

وحمل الركّاب المجني عليه من كرسيه داخل الأتوبيس إلى الأرض، جثة هامدة، حتى وصلت الشرطة في الرابعة والنصف عصرا، وتم نقله لمستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر، ومنها إلى مشرحة زينهم حتى صرّحت النيابة بدفن الجثة الأربعاء الماضي.

"كان سندنا الوحيد في الدنيا، وربنا يتولانا برحمته"، كلمات تمتمت بها زوجة الضحية حزنا وكمدا، قبل أن تنهمر دموعها، وتغادر إلى حجرتها "مش عاوزه أشوف حد".

كان عبد الناصر، العائل الوحيد لأسرته المكونة من زوجة وثلاثة أطفال (مازن وأحمد ومريم) أكبرهم لم يتعد الـ12 سنة، بالإضافة لوالدته وشقيقته اللتان تعيشان معه في بيت "إيجار قديم"، يشير رضوان، عم الضحية.

يستند الرجل الخمسيني برأسه إلى الحائط، ويتذكر حديثه مع رئيس شركة أتوبيسات النقل الجماعي التي عمل بها القتيل "قالنا أنا شركتي مفيهاش معاشات لحد ولا تأمين"، متسائلاً: "عياله هيعيشوا منين؟".

فردَّ "عمرو.م" ابن عم الضحية، قائلا: "دول في رقبتي وإحنا مش هنسيب حقه مهما حصل"، وطالب أن توفر الدولة معاشًا لأسرة المجني عليه لتساعدهم على المعيشة.

"كان آية في مصحف"، هكذا وصفت سيدة أربعينية المجني عليه، مؤكدة على طيبته وحسن تعامله مع جيرانه "ربنا يقدرنا ونقدر نساعد عياله ومراته".

عزء-المجني-عليه-(4)

وأحال قسم شرطة مدينة نصر أول، المتهم "عيون.ي" لنيابة شرق القاهرة الكلية التي باشرت التحقيق مع المتهم، واستمعت لعددا من شهود العيان حول الواقعة.

وقرر المستشار محمد الجرف، وكيل النائب العام، حبس المتهم 15 يوما على ذمة التحقيقات في اتهامه بضرب المجني عليه "عبد الناصر.ع" ما أدى لموته، وكلفت المباحث بإجراء التحريات اللازمة.

ونفى المتهم في التحقيقات تعمده قتل المجني عليه، وأن المشاجرة نشبت بينهما لرفضه تغيير خط سيره لتفادي الزحام، وأنه كان متأخرا على عمله وقت الحادث.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان