لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف سطا 6 أشخاص على سيارة "الشرقية للدخان" خلال 5 دقائق وسقطوا في أقل من 48 ساعة؟

02:48 م الأحد 06 أغسطس 2017

كتب - محمد شعبان:

بينما كان المؤذن يرفع أذان صلاة الظهر بصوت ملائكي، وقفت سيارتان ملاكي يستقلهما 6 أشخاص على بعد خطوات من المسجد انتظارا للإشارة المتفق عليها لتنفيذ مخططهم بالسطو على سيارة نقل أموال تابعة لشركة الشرقية للدخان دون اهتمام بتلبية النداء الإلهي "حي الصلاة حي الفلاح"، وظنوا أنهم لن يقعوا في قبضة الشرطة.

عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة و3 دقائق ظهر السبت الماضي، الأمور تبدو طبيعية، هدوء يسود الحي الرابع بأكتوبر، يقطعه صوت عجلات سيارة تغادر مقر مخازن الشركة بمنطقة الكفراوي "عمارات الشرقية للدخان" في طريقها لإتمام بعض المهام وبداخلها مبلغ 605 آلاف جنيه.

على بعد 50 مترا من المخزن، انطلقت سيارتين خلف سيارة الشركة، انتظروا تهدئة سائقها من سرعته لوجود مطب صناعي بجوار المسجد على بعد 500 متر من المخزن، وأطلق أحدهم عيارا ناريا من طبنجة صوب الإطار الأمامي، وتمكنوا من استيقافها وسرقة المبلغ المالي، وفروا هاربين بينما يتوافد الأهالي على المسجد للصلاة.

دقائق معدودة تلقى اللواء هشام العراقي، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، إخطارا بالواقعة من شرطة النجدة، ليوجه اللواء إبراهيم الديب، مدير مباحث الجيزة، بتشكيل فريق بحث بقيادة اللواء محمد عبد التواب، مدير المباحث الجنائية، والعميد عبد الوهاب شعراوي، رئيس مباحث قطاع أكتوبر.

فور تلقي البلاغ، انطلق الرائد هاني عماد، معاون مباحث قسم ثاني أكتوبر، لمعاينة موقع الحادث، توجه بعدها إلى مقر مخازن شركة الشرقية للدخان، لسماع أقوال العاملين، والوقوف على خط سير السيارة والأشخاص الذين على دراية بذلك، مطالبا بالحصول على تفريغ كاميرات المراقبة.

داخل قسم شرطة ثان أكتوبر، جلس المقدم علي عبد الكريم، وكيل فرقة مباحث أكتوبر، يبحث محاور القضية مع الرائد مصطفى الشربيني، رئيس المباحث، وفحص أوراق العاملين بالمخازن في انتظار ما ستكشف عنه تفريغات الكاميرات.

نحو 7 مرات متتالية، رصدت الكاميرات تحركات غريبة لأحد الأشخاص يخرج لتفقد الأمور داخل أروقة المخزن وخاصة البوابة الخارجية، ثم يعود إلى مكتبه ما بين الحادية عشرة والثانية عشرة ظهرا، فكانت المفاجئة أن مهام عمله لا تتطلب تواجده بتلك الأماكن مما أثار شك رجال المباحث.

مساء الأحد -بعد مرور 24 ساعة على الواقعة- ألقت قوات الأمن القبض على المشتبه به الرئيسي "حمادة ح."، 30 عاما، أمين مخازن بالشركة، لكنه حاول خلال مناقشته منح رجال الشرطة معلومات وأجوبة مضللة لكن يقظة الرائد هاني عماد كانت له بالمرصاد حيث ارتكب عدة أخطاء أكدت شكوك المباحث بأنه العقل المدبر لعملية السطو، أبرزها حول شجرة عائلته، والعبث بمحتوى سجل المكالمات بهاتفه قبل وقوع الحادث.

وعقب مناقشة استمرت عدة ساعات، أدلى "حمادة" باعترافات تفصيلية عن الحادث، لافتا بأنه يمر بضائقة مالية، فوسوس له الشيطان بارتكاب تلك الواقعة، واتفق مع شقيق زوجته "محسن ا."، وشهرته "سوسو" على الخطة مستغلا علمه بمواعيد نقل المبالغ المالية من الشركة، علاوة على خبرة المتهم الثاني في السرقة حيث أنه سبق اتهامه في 7 قضايا مختلفة الذي استعان بـ 5 آخرين لتنفيذ العملية.

وتمكنت مأمورية بقيادة المقدم علي عبد الكريم، من ضبط المتهم الثاني بأحد الأكمنة بمنطقة أرض اللواء وبحوزته بندقية خرطوش، بينما نجح الرائد مصطفى الشربيني، ومعاونه الرائد هاني عماد، من ضبط 3 متهمين آخرين بمنطقة منشية البكاري بالهرم، وأرشدوا عن مبلغ 154 ألف جنيه.

وتكثف أجهزة الأمن جهودها لضبط المتهمين الهاربين وهما: "محمد ع."، وشهرته "محمد سراج"، هارب من حكم بالحبس سنة، و"محمد ر."، 43 عاما، عاطل، وأخطرت النيابة العامة التي أمرت بحبس المتهمين المضبوطين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان