كيف أنقذ رجال الحماية المدنية الطفلين "طارق" و"حبيبة" من الموت حرقا؟

كتب- محمد شعبان:

نجح رجال الإطفاء في إنقاذ طفلين من الموت المحقق، أمس الإثنين، عقب اندلاع حريق بشقة بعقار سكني بشارع إيران بمنطقة الدقي، ومنع امتداد النيران إلى الشقق المجاورة، في بطولة جديدة لرجال الحماية المدنية.

مع اقتراب عقارب الساعة من العاشرة مساء، تلقى اللواء هاني سعيد، مدير الحماية المدنية بالجيزة، إخطارًا من غرقة العمليات بنشوب حريق في عقار بشارع إيران، لدفع بعدها بـ 7 سيارات إطفاء، تضم 30 فردا، وسلم هيدروليكي.

خلال دقيقتين، وصل رجال الإطفاء محل البلاغ، وجدوا ألسنة النيران تتصاعد بشقة في الطابق السابع داخل عقار مكون من 14 طابقًا، سيدة تشق الصفوف "الحقوا ولادي"، تستنجد الأم برجال الإطفاء "أنا لحقت أخوهم.. بس النار ولعت في الشقة"، تتضرع إلى السماء "يارب ما توجع قلبي عليهم" بينما يطمئنها رجال الإطفاء "ماتخافيش.. هيباتوا في حضنك الليلة".

حسب شهود عيان، انقسم رجال الإطفاء إلى فريقين، الأول اختص بمحاصرة ألسنة النيران التي راحت تلتهم محتويات الصالة، ومنع امتدادها إلى باقي الشقق المجاورة في ظل خوف الجيران، والثاني تولى المهمة الأصعب باختراق النيران وإنقاذ الطفلين "طارق" 15 سنة، و"حبيبة" 7 سنوات، بعدما حاصرتهما النيران داخل غرفتيهما.

تقف الأم على بعد أمتار من العقار، شاخصة ببصرها نحو الشقة آملة في أن يمد الله في عمرها وتشاهد طفليها ثانية، بينما دخل الزوج، الذي يعمل محاميا، في حالة من البكاء الهستيري "ماليش غيرك يارب".

15 دقيقة فقط احتاجها فريق الإنقاذ ليخرجوا الطفلين "تمام يا فندم.. الطفلين بخير"، يتنفس رجال الحماية المدنية الصعداء، هرع الأب لاحتضان زوجته، تغالبهما الدموع، وانقسم الحضور بين باكيا وساجدًا وشاكرًا فقد كُتب للطفلين "عمر جديد".

عقب إنزال الطفلين، وتسليمهما إلى والديهما الذين سيطرت عليهما حالة من الفرحة العارمة، توجه الأب إلى قائد رجال الحماية المدنية موجها الشكر له "مافيش كلام يوصف اللي عملتوه.. مصر بخير"، بينما شكر الأخير رجاله "ده عمل بطولي".