لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"مصراوي" في مستوطنة الأفارقة بعين شمس.. هكذا ذبحت عصابات "النقيس" السوادنية "ديفيد" وسط الشارع

04:38 م الأحد 20 أغسطس 2017

ديفيد المجني عليه

كتب-صابر المحلاوي وسامح غيث:

قبل 17 عامًا غادر بصحبة أسرته، بلدتهم، في السودان خوفا من أن يكونوا ضحية للصراعات التي لا تنتهى، وأتوا للعيش في أحد أحياء عين شمس، واستقر به 16 عامًا منتظرًا الموافقة على الطلب الذى قدمه للهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كلاجئ سياسي، إلى أن لقى مصرعه على يد أحد أفراد عصابات "النقيس" السوادنية، هذا ملخص الحياة المأسوية التي عاشها المواطن السودانى "ديفيد أبان".

لم يكن "ديفيد" (21 عاما) يعلم أن فرحته بالحصول على التأشيرة الأمريكية بعد 16 عاما من الانتظار، لن تكتمل، وأنه لن يهاجر لبلد الأحلام والثراء السريع، لأن "جودى" أحد أفراد عصابات "النيقس" أو "النيقز" ذبحه وسط الشارع بسلاح أبيض، بعد مشادة كلامية بينهما.

تتشكل عصابات "النيقس" من مجموعات من الشباب وتمارس أعمال النهب والسرقة بالإكراه والقتل، وتنتشر في أطراف المدن السودانية، وبعض أفرادها قدموا إلى مصر وشكلوا مجموعات تمارس أفعال سيطرة وتفرض إتاوات على تجمعات السودانيين في مصر، وأشهرها في عين شمس.

انتقل "مصراوي" إلى شارع الخليل صادق المتفرع من شارع إبراهيم عبدالرازق بمنطقة عين شمس التي تحولت إلى ما يشبه "مستوطنة أفريقية في قلب القاهرة"، للوقوف على تفاصيل الواقعة، والتقت أهالى القتيل وشهود العيان الذين تحدثوا عن عصابات "النيقس" ومقتل الشاب الذى كان على وشك الهجرة لأمريكا.

في شقه سكنية متواضعة بالعقار المكوّن من 7 طوابق، جلست "أم ديفيد" تحتضن صورة ابنها الضحية، وتتذكر تفاصيل الواقعة، وقالت إن ابنها الأكبر تلقى اتصالا هاتفيا من أحد جيرانهم يبلغها أن "ديفيد" أصيب في مشاجرة مع مجموعة من الشباب، وبعد دقائق علمت من أحد أقاربهم أن ابنها توفى، وأن جثته ملقاة في وسط الطريق.

واشتكت الأم التي هربت من الحرب في السودان حظها، قائلة: "أنا عايزة حق ديفيد.. ابني اتقتل من غير ذنب.. إحنا هربانين من الموت في السودان ييجوا يقتلوه هنا".

وتابعت "والدة ديفيد": "جئنا إلى مصر عام 2001 هربا من الحرب الأهلية بالسودان، وبعد انتظار 16 عاما حصل ابنى على موافقة اللجوء لأمريكا وأول ما جاتله مات".

"كوتق جيمس" (21 سنة) صديق المجني عليه، روى تفاصيل الواقعة، التي كان شاهدا عليها، موضحًا أنهم كانوا دائما يجتمعون، وقت صلاة العصر، بعد أن ينهي كل منهم التزاماته ليتسامروا بعيدًا عن المسؤوليات والهموم، ويوم الحادث التفى "ديفيد" على أحد مقاهي شارع إبراهيم عبدالرازق في التاسعة مساء، لمشاهدة مباراة "برشلونة وريال مدريد".

وقبيل انتهاء المباراة - كما يقول صديق الضحية - جاء شخص يدعى "جودي" وبصحبته "عبدالرازق وجدو ولوجي وهارون"، وهم أفراد عصابة من جنوب السودان، حسب رواية "كوتق جيمس" وأسرة المجني عليه.

ويلخص كوتق صديق الضحية، أسباب المشاجرة، قائلا: قبل الواقعة بيوم، استوقف جودي وهو أحدُ أفراد العصابة صديقًا لهم وقام بتفتيشه للحصول على هاتفه المحمول، فتدخل ديفيد واحتد النقاش بينهما، وضرب الشخصَ الذي حاول سرقة صديقه، وفى اليوم التالي حضر "جودي" وباقي العصابة ووقف أمام المقهى مناديًا على الضحية "ديفيد تعالى هنا"، فذهب إليه لمناقشته، وأثناء اقترابه منهما، صفعه على وجهه، وعنفه "ديفيد" على فعلته، فأخرج سنجة من بين طيات ملابسه وذبحه ليسقط جثة هامدة أمام المارة.

ديفيد المجني عليه

"محدش شال ديفيد كله كان واقف يتفرج عليه وهو بيطلع في الروح"، هكذا تحدث زوجُ شقيقة ديفيد بألمٍ، كاشفا أن المتهم وأفراد عصابته اعتادوا فرض الإتاوات على السودانيين الجدد في منطقة عين شمس.

يتابع زوج شقيقة ديفيد: "أول ما ييجي حد سوداني، مصر، العصابة تخيره، يا يدفع 400 جنيه كل شهر، يا يكون معاهم، يا يموت".

واشتكت "ابتهاج. س" قريبة الضحية، من انتشار عصابات "النيقس" التي تمارس البلطجة دون رادع، وقالت: "هربنا إلى مصر لننعم بالأمان، فوجدنا عصابات "النيقس" التي تركناها في السوادن في انتظارنا هنا، كل يوم نسمع بارتكاب جريمة سرقة أو نهب وسلب ويمتد الأمر أحيانا إلى القتل والاغتصاب".

وأوضح شقيق الضحية أن المتهم "جودى" سبق أن ارتكب واقعة قتل، وللهرب من المحاكمة غادر البلاد ثم عاد بعد أن غير اسمه ليصرف أعين الأجهزة الأمنية عنه.

ويؤكد محمد عبدالمنعم، أحد المواطنين المقيمين، أن هذه المنطقة في عين شمس أصبحت تشبه بلدة سودانية، يقول: "بتتحول لبلد السودانيين بليل إنما بالنهار مابنشوفش حد منهم".

وحسب "عبدالمنعم" فإن أهالي المنطقة حزنوا على موت "ديفيد" الذى يعيش بينهم منذ كان طفلا صغيرا، ومحبوب من الجميع، و"عمره ما عمل مشاكل مع حد ودائما في حاله".

وأكد "محمد"، أن المنطقة تحولت إلى ثكنة عسكرية بعد الحادث، حيث ألقى رجال المباحث القبض على 30 سودانيًا ممن لا يحملون أوراقًا رسمية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان