حكاية أب مات بحثا عن جثمان ابنه: "محدش راضي يطلع جثته ولا شهادة وفاته"
كتب - سامح غيث:
بعد نحو 33 يوما من البحث عن جثة ابنه الذي لقي مصرعه أثناء تنقيبه عن الآثار في قرية كرديدة التابعة لمركز منيا القمح، توفي الأب "رجب ع." جراء إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية، لفشله في استخراج جثة ابنه أو الحصول على شهادة بوفاته.
"محدش راضي يطلع جثة ابنى ولا شهادة وفاته".. آخر كلمات قالها والد الشاب محمد رجب الذى لقى مصرعه أثناء تنقيبه عن الآثار، بحسب ما قالت والدة الضحية "زينب" لـ"مصراوي".
وأوضحت الأم: قبل ٤٠ يوما غادر محمد (30 عاما) منزله بقرية كفر العلو بحلوان، رفقة زوجته وأطفاله متوجها إلى محافظة الشرقية مسقط رأس زوجته، وبعد مرور أسبوع فوجئ والده باتصال من زوجته تخبره بوفاة نجله، أثناء تنقيبه عن الآثار بقرية كرديدة التابعة لمركز منيا القمح.
وتابعت لـ"مصراوي" من داخل شقتها بقرية كفر العلو بحلوان: سألت زوجة ابني عن كيفية وفاته ومتى حدث ذلك لكنها ادعت عدم علمها بشيء، وتوجه زوجي وبعض أقاربه الى قرية كرديدة لاستكشاف الامر، وهناك فوجئوا بأن زوجة ابني حررت محضرا باختفائه، بالرغم من علمها بأنه توفى في انهيار حفرة أثناء التنقيب عن الاثار.
وأضافت الأم بعد مرور 10 أيام على الواقعة وفشل كافة محاولات الأجهزة المعنية بمحافظة الشرقية في استخراج الجثة باستخدام المعدات الثقيلة، نظرا لسوء حالة المباني المجاورة للمنزل المشار إليه، قررت النيابة العامة الحفر يدويا وانتشال الجثة، لكن عندما وصلنا لعمق 5 أمتار، قرر نائب رئيس مجلس المدينة التوقف عن الحفر وإعداد تقرير جديد للنيابة العامة، التي شكلت لجنه لمعاينة العقارات المجاورة للمنزل.
وقالت الأم: جاء تقرير اللجنة بضرورة عمل قواعد وسنادات للمنزل المجاور قبل مواصلة الحفر، مشيرة الى أن القواعد تتكلف 20 ألف جنيه.
"مفيش جثة يبقى مفيش شهادة وفاة"، كلمات قالها وكيل نيابة منيا القمح ردا على توسلات والد الضحية، بحسب الحاجة زينب، التي أضافت: بعد خروجنا من مكتب وكيل النيابة زوجي شعر بآلام حادة في البطن، فتوجهت به لإحدى المستشفيات إلا أنه فارق الحياه نتيجة تعرضه لهبوط حاد في الدورة الدموية "مات بحسرته على ابنه".
"لما أحب أزور ابنى أروح له فين؟" قالتها الأم وهي تغالب دموعها، مضيفة: فقدت ابنى وزوجي في شهر واحد "بس أنا عارفة جوزى مدفون فين اما ابنى معرفش له تربه" .
وأوضحت الأم أنها أرسلت استغاثات للرئيس السيسي، والنائب العام، تستغيث بهما من تقاعس المسئولين عن البحث عن جثة ابنها واستخراج شهادة وفاته.
كان الرائد أحمد حسن، رئيس مباحث مركز شرطة منيا القمح، تلقى إخطارا بمصرع أحد الأشخاص، إثر انهيار جزء من منزل بقرية "كرديدة" التابعة لدائرة مركز منيا القمح، وأوضحت التحريات قيام "محمد.ر.ع"، 30 عامًا، مبيض محارة، ومقيم في حلوان، برفقة مجموعة من الأشخاص، بالتنقيب عن الآثار أسفل منزل "محمد.ن.ع"، بقرية "كرديدة"، فانهارت الحفرة عليه ما أدى لوفاته.
فيديو قد يعجبك: