حكاية طفلة سحلها سائق وأفقدها الذاكرة لسرقة هاتفها بالتجمع

كتب - فتحي عمر:

28 يوماً قضتها الطفلة "ربا" داخل المستشفى الجوي بمنطقة التجمع الخامس في غيبوبة تامة، فاقدة الوعي تصارع الموت حتى نجت منه لكنها لم تسترد صحتها ولم تعد إلى طبيعتها نتيجة حادث بشع تعرضت له على يد سائق بشركة خاصة لنقل الركاب، لمح هاتف (iPhone6)، وسرقه من يدها غير أنها تشبثت بمطاردته فصدمها وسحلها بسيارته، وأفلت المجرم رغم صرخات واستغاثات الطفلة.

ونُقلت "ربا طه أحمد"، 11سنة، إلى المستشفى الجوي بالتجمع الخامس، في حالة صحية خطيرة، ومصابة بكسور وجروح جراء الحادث، وضعها الأطباء في غرفة الإفاقة المركزة لمدة 28 يومًا على أجهزة القلب والنبض تصارع الموت؛ غير أن قدرها الذي أبقاها على قيد الحياة، رفض استمرارها سليمة ففقدت القدرة على الحركة والنطق وذاكرتها جزئيًا بسبب إصابتها بشروخ في المخ وضمور في العضلات وكسور في العمود الفقري والنخاع.

وخلال تلك الفترة أمضت أسرة الطفلة بقلوب كادت أن تنفطر ونظرات تبتهل ربها أن يشفيها طالبت الأجهزة الأمنية بمنطقة القاهرة الجديدة بسرعة ضبط المجرم، وتمنت أن تضبطه وتفتك به، واستجابة لبلاغ رسمي بالواقعة أمر اللواء محمد منصور، مدير مباحث القاهرة، العميد سامح الحميلي، رئيس قطاع مباحث القاهرة الجديدة، بسرعة ضبط المجرم.

وتزامنًا مع جهود الأطباء التي استمرت طيلة تلك الفترة لإنقاذ الطفلة، شكلت مباحث التجمع الخامس فريق بحث قاده المقدم عمرو الوكيل، رئيس المباحث، لسرعة ضبط المجرم الهارب، ووضعت خطة بحث أهم بنودها استجواب كافة شهود العيان والسكان ممن شاهدوا الواقعة ونشر مواصفات السيارة، ولونها، واستجواب أسرة الطفلة المجني عليها للتوصل إلى أي معلومات عن الحادث.

ورغم أن هاتف المجني عليها يتخطى ثمنه 12ألف جنيه، باعه اللص بمبلغ مالي قدره 500جنيه لأحد تجار الهواتف المحمولة بمنطقة الخلفاوي بالقاهرة، وفور تشغيل الهاتف نجح قسم المساعدات الفنية بقسم شرطة التجمع الخامس في تتبع الهاتف، وتوصل إلى هوية مستخدمه، وتحديد موقعه، وأُلقي القبض عليه وفور استجوابه أقر بشرائه من صاحب محل هواتف محمولة، والذي اعترف بدوره بشرائه من شخص أدلى بأوصافه وتفاصيله.

نجح رجال المباحث في تحديد هوية المتهم مرتكب الواقعة بعد شهر ونصف وأُلقي القبض عليه عقب وصوله منزله بمنطقة الخلفاوي التابعة لقسم شرطة الساحل شمال القاهرة، وتم اقتياده إلى قسم شرطة التجمع الخامس، في حملة أمنية اشترك فيها الرائد محمود أبو الحسن، والرائد محمد غانم، والرائد باسل سعد، معاونو مباحث القسم، بحوزته الهاتف المحمول وسيارة نيسان سني موديل 2015 برونزي اللون حملت رقم (و ن ي 359)،

اعترف المتهم عمر محسن عبد اللطيف، 33سنة، بالواقعة، وأنه كان عائدًا من توصيل أحد عملاء بشركة خاصة تعمل في نقل الركاب، وبرر الواقعة بأنه لم يقصد سحل الفتاة أو التعدي عليها، إنما هدفه كان سرقة الهاتف المحمول، فور رؤيتها تُخرجه من حقيبتها.

وقال أمام رجال المباحث إن هدفه كان السرقة فقط:"كنت مزنوق في قرشين واستعجبت ازاي طفلة زي دي تمسك تليفون غالي وأنا ماشي منفض".

أضاف المتهم أن هذه هي أول واقعة يرتكبها وأنه لم يكن تحت تأثير المخدرات في ذلك الوقت، مؤكدًا على أنه لم يكن هناك نية إزاء الطفلة، غير أن مطاردتها له وصرخاتها كادت أن تفضحه، فقرر سحلها ولاذ بالهروب، ولم يعلم ماذا جرى بعد ذلك.

وقالت سامية صالح، والدة الطفلة المجني عليها أنها تشعر بالحسرة لما حدث لابنتها مؤكدة أنها تفتقد الأمان في الشارع، وأن ابنتها مازالت تعاني من الألم وبعض التداعيات الصحية جراء الحادث ومازالت تتلقى العلاج حتى الآن.

وطالبت والدة الطفلة بتوقيع أقصى أنواع العقوبة على المتهم، وأمر اللواء خالد عبد العال، مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة، بإحالة المتهم إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيق معه.