إعلان

بالصور- حكاية حادثة.. كيف ماتت حفيدة الزعيم محمد فريد أمام "مطب صناعي"؟

12:59 م الجمعة 19 مايو 2017

كتب- فتحي عمر:

"وطي الصوت شوية يا فرح، عندي صداع جامد".. آخر جملة قالتها نور الجالسة بالمقعد الخلفي للسيارة، انخفض صوت الـ"كاسيت" مع ارتفاع صوت صفير "فرامل" السيارة لعبور مطب صناعي بشارع التسعين، في التجمّع الخامس، لتتفاجأ الفتاتان بسيارة مسرعة تستقر فوقهما، وتصمت بعدها نور إلى الأبد.
كان هذا آخر مشهد في حياة نور أنور، صاحبة الـ 19 عاما، وحفيدة الزعيم محمد فريد، طالبة بالجامعة الأمريكية بالتجمع الخامس، التي استقلت سيارتها برفقة زميلها علي، وشقيقتها فرح، أثناء عودتهم من الجامعة، مساء الأربعاء الماضي، بعد يوم دراسي طويل، أخبرت نور شقيقتها بأنها تشعر بحالة إعياء، وأنها ستجلس بالمقعد الخلفي للسيارة لعدم قدرتها على القيادة، وتكفل زميلهما علي بتوصيلهما إلى المنزل.

مطب صناعي أمام فندق "دوسيت" بشارع التسعين، دفع السيارة لتهدئة السرعة، في نفس الوقت الذي تأتي فيه سيارتان مسرعتان (BMW) و((hyundai‏ مسرعة، وترتفع الأخيرة عن الأرض بقوة دفع المطب وتستقر فوق سيارة نور.

تعالت صرخات المارة وشهود العيان، وانقلبت عدة سيارات، وسادت حالة رعب في الشارع الهادئ، وفقد علي وفرح الوعي، لكن نور، فقدت الحياة.
صمتت نور إلى الأبد رغم محاولات أطباء المستشفى الجوي، التي استمرت يومين لإنقاذها، بينما تم إسعاف شقيقتها وزميلها، ليخرجا من المستشفى.

بعد الحادث، وقبل نقل نور إلى المستشفى، حاول المارة وشهود العيان استخراج جسدها الضئيل الممزق من بين قطع حديدية صلبة صماء تصف معالمها بشاعة الحادث، هرب سائق السيارة BMW، بينما حضرت دورية أمنية وتحفظت على شقيقين أحدهما يقود السيارة الأخرى التي ارتكبت الحادث.
أفاد شهود عيان وتحريات أجهزة الأمن بالقاهرة الجديدة أن سائقي الـ BMW وhyundai كانا يتسابقان وتراهنا فيما بينهما على من يقطع الشارع إلى نقطة وصول محددة في وقت أقل من الآخر.

فحصت قوات الأمن الحادث والسيارتين واتضح أن سائق السيارة المتسببة في الحادث (أحمد ق ج) لا يحمل أي أوراق رسمية أو رخصة قيادة، بينما أخرج من السيارة رخصة تثبت ملكيتها لوالده وقال إنه طالب بأكاديمية خاصة، وشقيقه محمود كان يجلس بجواره.
لفظت نور أنفاسها الأخيرة بالمستشفى، مساء السبت، وتحفظت الشرطة على السائق، وبينما كان الوضع كذلك، لجأ أحمد، المتهم، إلى حيلة للهروب من يد الشرطة، بمساعدة شقيقيه الأكبر حسن، حيث ادعى فور وصوله إلى قسم الشرطة، أنه يعاني من آلام نتيجة الحادث، وفي هذه الأثناء كان شقيقه حسن يدرس عملية تهريبهما، وجهّز جميع أوراق سفرهما للخارج.

سقط أحمد على الأرض مدعيا شعوره بآلام حادة نُقل نتيجتها إلى المستشفى بسيارة إسعاف، ومن هناك نجح هو وشقيقه الآخر في عملية الهروب إلى السعودية.

ألقت الشرطة القبض على شقيقهم الأكبر الذي قاد عملية تهريبهما إلى الخارج، بناء على تعليمات عاجلة من والدهم المقيم في السعودية، حيث يمتلك جميع أبنائه الإقامة الدائمة بالمملكة العربية السعودية، والتي سهلت عملية خروجهم من مطار القاهرة في رحلة الساعة الثامنة مساء السبت إلى الأراضي السعودية، بحسب تحقيقات أجهزة الأمن واعترافات شقيقهما.

وقالت رنا، الشقيقة الكبرى للطالبة نور، إن أهل الجاني تعاملوا بشكل لا أخلاقي مع الحادث ولم يُكلف أحدهم الحضور إلى المستشفى للسؤال أو الاطمئنان على شقيقتها قبل موتها رغم بشاعة الحادث الذي تسبب فيه ابنيهما.

وأضافت رنا، في تصريحات لمصراوي، أن الأجهزة الأمنية والقضائية خاطبت السلطات السعودية لإعادة المتهم مرة أخرى، وتقديمه للمحكمة العاجلة، للتسبب في الحادث ومن ثم مصرع شقيقتها.

وأشارت شقيقة الضحية إلى أن والديها يعانون من حالة نفسية صعبة منذ وقوع الحادث، وأن جميع أفراد أسرتها يعانون جراء الحادث، ويكابدون للحصول على حقهم وفق القانون.

وطالبت رنا، الدولة، بمخاطبة الإنتربول والسلطات السعودية للتعاون مع أجهزة الأمن المصرية لتسليم المتهم الهارب وتقديمه للعدالة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان