قتلت زوجها لكنه حاول حمايتها: "اهربي قبل ماحد يمسكك"
كتب - سامح غيث:
بعد 6 أشهر من تعديها عليه بالسكين وتسببها في إصابته، أعادت "بسيمة س." الكرة وقتلت زوجها "أشرف آ." (46 سنة) طعنا بالسكين، انتقاما منه بعد عودته لزوجته الأولى أم أطفاله، لكنه أصر على حمايتها للمرة الثانية، وكانت آخر كلماته لها "اهربي قبل ما حد يمسكك".
"سبت جوزي علشانه، ولما اتخانقنا رجع لمراته الأولى".. بهذه العبارة بررت بسيمة قتلها لزوجها بعدما استدرجته بدعوى أن طفلهما مريض ويحتاج لزيارة أحد الأطباء، واختبأت في غرفة الأسانسير وطعنته بالسكين في بطنه، وهربت بناء على نصيحته، وتركته ينزف حتى عثر عليه الجيران ونقلوه للمستشفى إلا أن وضعه كان متدهورا ومات بعدما أخبر ابنه الأكبر السر.
قبل ٥ سنوات ارتبط أشرف، صاحب مسبك معادن بعلاقة عاطفية بـ"بسيمة"، وتزوج منها بعد انفصاله عن زوجته الأولى، وبسبب عدم ارتياح أبنائه معها قرر العودة لطليقته "زوجته الأولى"، الأمر الذى أثار حفيظة الزوجة الثانية، ودفعها لارتكاب الجريمة التي هزت أهالي شارع الإمامين بعزبة خيرالله بدار السلام.
أمام منزل المجني عليه وزوجته الأولى، وقف شقيق أشرف يتابع العمال الذين ينقلون محتويات الشقة، للانتقال إلى مسكن جديد، واكتفى بالقول: "الله يرحمه.. إحنا مش منتظرين حاجة من البشر.. ربنا سبحانه وتعالى هيبجيب حق اخويا"، وتابع: "والدتي لم تتحمل العيش في العقار بعد مقتل شقيقي، وقررنا مغادرته والانتقال في مكان آخر".
"حسبي الله ونعم الوكيل".. قالها شقيق المجنى عليه، قبل أن يغادرنا مستقلا سيارته "مش هقدر أتكلم معاك".
شهادات الجيران
"راجل محترم.. حب يعمل منها حاجة كويسة" يقول أحد الجيران، طلب عدم نشر اسمه، مضيفا: الشيخ أشرف كان يؤمنا في الصلاة، ويحل مشاكل الأهالي.
وعن تفاصيل ارتباط أشرف بزوجته الثانية، يقول أحد الجيران: المجنى عليه يمتلك مسبك معادن بجوار منزل المتهمة، ومع مرور الوقت نشأت بينهما علاقة عاطفية، وتزوج منها بعد انفصاله عن زوجته الأولى، وانتقلت للعيش معه لرعاية أولاده من الزوجة الأولى، ونظرا لعدم ارتياح أبنائه معها قرر العودة لوالدتهم.
المتهمة طعنته قبل 6 أشهر ونجا فكررتها.. والمجني عليه أخبر ابنه وطلب منه التكتم
"لم نعرف أنه تزوج من المتهمة إلا قبل 6 أشهر عندما تعدت عليه بالسكين في الشارع".. قالها أبو محمد، وهو يتذكر أول اعتداء بالسكين للزوجة الثانية على "الشيخ أشرف": وقتها طعنته بالسكين أثناء خروجه من المسجد عقب صلاة الفجر، لكنه رفض تحرير محضرا ضدها.
يوم الواقعة
يتذكر "ناصر م."، يوم مقتل الشيخ أشرف، يقول لـ"مصراوي": في العاشرة من صباح الاثنين الماضي، فوجئ أحد سكان العقار أثناء خروجه بالمجنى عليه، ملقى على الأرض غارقا في دمائه وينازع الموت، إثر إصابته بجرح طعني في البطن، فسارع بإبلاغ الأهالي وقاموا بنقله لمستشفى النيل بدراوي.
التخطيط للجريمة كان قبل التنفيذ بـ3 أيام.. يقول "ناصر" مشيرا إلى أن المتهمة سألت أصحاب المحلات التجارية في المنطقة، عن موعد خروج وعودة المجنى عليه لمنزله، "ظن الجميع أنها تحتاج إلى مساعدة.. المرحوم كان بيساعد الكل".
وتابع: مساء يوم الواقعة، فوجئنا بالسيدة المنتقبة التي كانت تسأل على موعد خروج وعودة الشيخ أشرف من المنزل، تسألنا "هو الشيخ أشرف مات".
ظل "الشيخ أشرف" ينازع الموت إلا أنه رفض أن يكشف عن هوية القاتلة، وحاول حمايتها بالقول إن مسلحين مجهولين تعدوا عليه بغرض السرقة، بحسب ما أكد أحد الجيران الذي أضاف: لكنه قبل وفاته أبلغ نجله أحمد بما فعلته بسيمة، وشدد عليه عدم إبلاغ أي شخص "كان عايز يسيبها تربى طفله الرضيع".
وتابع الجار: الشيخ قال لابنه أن آخر كلمة قالها لقاتلته هي "اهربي قبل ماحد يمسكك".
دموع التماسيح
"طوال الفترة التي قضاها المجنى عليه داخل المستشفى قبل وفاته كانت المتهمة تتردد عليه وتبكى بشده"، قالها أحد الجيران، مضيفا: كانت تريد إبعاد الشبهات عنها، إلا أن أصحاب المحلات التجارية، أبلغوا الشرطة بأن سيده منتقبه سألت عن موعد خروج وعودة الشيخ قبل الواقعة بثلاثة أيام، ما كشف خيوط الجريمة.
أقوال الجيران أثارت شكوك رجال المباحث بقسم دار السلام حول "بسيمة" خصوصا وأنها سبق أن طعنت زوجها قبل 6 أشهر، وخلال استجوابها اعترفت الزوجة الثانية، وقالت إنها ارتبطت بعلاقة عاطفية بالمجنى عليه منذ حوالى 5 سنوات أثناء زواجها من آخر، وعلى إثر تلك العلاقة طلبت الطلاق من زوجها وتزوجت من المجنى عليه، ومنذ حوالى عام نشب خلاف بينهما بسبب تهرب المجنى عليه منها وعودته لزوجته الاولي التي سبق وأن انفصل عنها بالطلاق، فخططت للانتقام منه .
وأضافت أنها اتصلت بالمجنى عليه يوم الواقعة، وطلبت مقابلته أسفل منزله بدعوى أن نجلهما مريض ويحتاج لزيارة أحد الاطباء واختبأت بغرفة الاسانسير وطعنته بـ"كزلك"، وأخفت سلاح الجريمة لدى أحد معارفها.
فيديو قد يعجبك: