إعلان

صور| يوسف خرج يلعب "كورة" مع أصدقائه .. فدهسه "ميكروباص طائش"

01:07 م السبت 01 أبريل 2017

كتب – محمود السعيد:

على بُعدِ خطواتٍ من منزله بمنطقة "البي بي سي" بمدينة السلام، سقط التلميذ يوسف عبد القادر قتيلا مع حلمه بعدما دهسته سيارة مُسرعة في شارع جانبي أثناء لعبه كرة القدم مع أصدقائه في شارع جانبي بجوار منازلهم.

"الرياضة هي أهم حاجة في حياتي.. أنا أحب الرياضة"، آخر كلمات سطَّرها يوسف، تلميذ الصف الخامس الابتدائي في كراسته قبل يوم واحد من حادث مقتله الخميس قبل الماضي، تاركا شقيقته الوحيدة مع أب وأم يأكلهم الحزن والحسرة.

"مصراوي" التقى أهل يوسف وعددا من شهود العيان، للوقوف على ظروف وملابسات الحادث الأليم.

يوم الحادث، نظمت مدرسة "صهيب الرومي" رحلة مدرسية لم يشترك بها يوسف، الناشئ بنادي الإنتاج الحربي، وعاد إلى منزله قرب الحادية عشر صباحا، وخلع عنه ملابس المدرسة ليستبدلها بملابس الكرة، وينزل لمقابلة أصدقائه أمام منزله، لبدء تقسيمة هي الأخيرة في حياته، وفق ما أكد والده إبراهيم عبد القادر.

في شارع جانبي، تجمع الأصدقاء على رأسهم يوسف المُلقَّب بـ"السريع"، وشرعوا في مباراة حامية، صيحات هنا وهناك، أهداف تجلب الفرحة على الأطفال الصغار، وأخرى ضائعة تصاحبها الحسرة والعصبية، حتى طالت الكرة من أحدهم ليحاول يوسف اللحاق بها.

"كنت شغال في عربية زبون، وشوفت يوسف بيجري وراء الكرة من شارع جانبي، وسيارة ميكروباص جاية بسرعة من شارع رئيسي يتقاطع مع الجانبي، ولم يتوقف حتى دهس يوسف تحت عجلاته، يقول عم محمد الميكانيكي، شاهد عيان على الحادث الذي وقع في الثالثة عصرا.

لحظات ما قبل الحادث بثوانِ، يرويها راكب بـ"الميكروباص"، قائلا: "السواق كان ماشي بسرعة وشاف يوسف بيجري وراء الكرة، وأطلق –كلاكس- لإيقافه، ولم يتوقف الطفل، فدهسه السائق بعد فشل محاولة الفرامل في إيقاف السيارة".

"العربية داست على يوسف زي الكورة، وزحفت بيه مترين، وروحنا لقينا رقبته تحت العجلة الخلفية، ورفعناها، وجرينا بيه في سيارة أحد الجيران على مستشفى السلام.. لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة عند وصوله"، وفقا للميكانيكي.

وصف عامل بمغسلة قريبة من موقع الحادث سيارة الميكروباص بأنها "مهكَّعة ومن غير نمر، وباب السواق خربان ولازم يسنده بإيده، ومفيش باب للركاب".

وألقى الأهالي القبض على السائق المتهم، وأشبعوه ضربا وسلموه إلى قسم شرطة السلام أول، وحررت محضرا عن الواقعة برقم 8362 لسنة 2017.

يقول إبراهيم عبد القادر، الموظف الثلاثيني بالسفارة الجزائرية في أسى يظهر على قسمات وجهه "أنا ضهري اتكسر بعد موت يوسف، كان حلمي يبقى حاجة كبيرة، ييجي واحد يموته من غير رحمة"، متسائلا: "إزاي في الآخر تبقى تهمة قتل خطأ؟".

"حرام عليك هتضيع ولادي"، كلمات حاول بها السائق المتهم مخاطبة والد يوسف للتنازل عن المحضر داخل قسم الشرطة أثناء إنهاؤه إجراءات الدفن، فرد عليه "أنت ضيعتلي عمري كله".

"يوسف كان عمري وفرحتنا في العيلة.. رسمتله مدرسته وجامعته وكان حلمه يروح الأهلي لكن الكورة فرقعت قبليه.. ومش هسيب حقه"، كلمات تمتمت بها الأم بعينين دامعتين يصاحبهما الإصرار على القصاص.

لم يكن حادث دهس يوسف الأول الذي تشهده السلام، فقبله سقطت طفلة تدعى فاطمة غارقة في دمائها بعدما أنهت شراء علبة "كشري" في طريقها للمدرسة مع شقيقها بمنطقة النهضة، التي تشهد هي الأخرى غياب مروري كامل وسط سيارات وسائقين بلا "تراخيص".

تهمة "القتل الخطأ"، وجهتها نيابة السلام الجزئية إلى السائق المتهم بعد حبسه 15 يوما، والتي يراها عائلة يوسف غير عادلة خاصة أن السيارة وسائقها لا يمتلكان التراخيص اللازمة، مطالبين باتهامه بالقتل العمد حتى يرتاح قرة أعينهم في مثواه الأخير.

وتنص المادة 238 عقوبات على أنه "من تسبب خطأ فى موت شخص أخر بسبب إهماله أو رعونته أو عدم احترازه أو عدم مراعاته للقوانين والأنظمة يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 شهور وبغرامة لا تجاوز 200 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، إذا وقعت الجريمة نتيجة إخلال الجاني إخلالاً جسميا بما تقرضه عليه أصول وظيفته أو مهنته أو حرفته أو كان متعاطيا مسكرا أو مخدرا عند ارتكابه الخطأ الذي نجم عنه الحادث، يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن 5 سنوات وبغرامة لا تزيد عن 500 جنيه.

ومصر من بين أسوأ 10 دول في العالم من حيث ارتفاع معدلات حوادث الطرق التي تؤدي إلى الوفاة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وأرجعت إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء السبب الرئيسي لـ وفاة 2636 شخصا خلال النصف الأول لعام 2016 إلى العنصر البشري بنسبة 71.3%.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان