إعلان

خطة اقتحام "البلابيش".. هكذا اصطادت الداخلية "مطاريد الجبل" (صور)

03:08 م الأحد 26 فبراير 2017

كتب – فتحي عمر:

في بداية فبراير الجاري، بدأت قيادات وزارة الداخلية التحرك لإنهاء سيطرة المطاريد على قرية "البلابيش" بمنطقة دار السلام جنوب سوهاج، والشهيرة بـ"قرية المطاريد"، إلا أن معلومات أمنية وصلت للقيادات تفيد بأن المطلوبين هربوا من بيوتهم فور علمهم بالحملة الأمنية المكبرة، ما استدعى وضع خطة محكمة لاصطياد المتهمين.

وعلم "مصراوي" من مصادر أمنية موثوقة أن اجتماعاً موسعاً تم عقده يوم 3 فبراير الجاري وحضره مدير أمن سوهاج، ومدير المباحث الجنائية، ومدير الإدارة العامة للأسلحة والذخائر غير المرخصة بوزارة الداخلية، ومدير منطقة جنوب الصعيد للأمن المركزي، ورئيس فرع الأمن العام، ورئيس قسم المباحث الجنائية، ومدير إدارة الأمن الوطني، وقائد قطاع الأمن المركزي بسوهاج، لوضع اللمسات النهائية على خطة اقتحام قرية "البلابيش"، وتطويق البؤر الإجرامية للسيطرة على العناصر الخطرة ومحاصرتها.

ووضع الفريق الأمني خطة أمنية للاقتحام تضمنت المعاينة اللازمة ميدانياً لمداخل ومخارج القرية والطرق المؤدية إليها ومنازل العناصر الإجرامية.

وحدد تقرير المعاينة الذي اطلع "مصراوي" عليه أماكن هروب المتهمين وهي زراعات القصب والموز بالمنطقة (القرية والقرى المجاورة)، والمنطقة الجبلية المتاخمة للقرية من الناحية الشرقية وخاصة داخل مزارع مملوكة لبعضهم ويفصلها عن القرية طريق أسفلت نجع حمادي سوهاج، وجزيرة بنهر النيل من الناحية الغربية للقرية ومواجهة لقرية المحارزة في أبو تشت قنا من خلال استخدام المراكب النيلية للوصول إلى الجزيرة لحين انتهاء حملة الأمن.

وأشار التقرير إلى أن بعض العناصر الإجرامية بالقرية تمتلك أسلحة ثقيلة بكافة أنواعها مثل المتعدد والجرينوف وأر بي جي.

تجارب سابقة للأمن لم تنجح

وسبق أن شنت قوات الأمن عدة حملات أمنية على القرية بعد ثورة 25 يناير، لكنها لم تؤتِ ثمارها، وظل "المطاريد" يمارسون دورهم في البلطجة وتجارة السلاح والآثار.

واشتركت إدارة البحث الجنائي والأمن المركزي في حملة يوم 27 سبتمبر 2014 قادها اللواء إبراهيم صابر مدير أمن سوهاج السابق وتعرضت الحملة لإطلاق نار كثيف عقب القاء القبض على المتهم عمر ضاحي مصطفي وأجبر المجرمون قوات الأمن على ترك المتهم المضبوط والانسحاب والغاء المأمورية.

وشنت قوات الأمن أيضاً حملة قادها مساعد وزير الداخلية للمنطقة، وفوجئت قوات الأمن أثناء دخولها القرية بوجود موانع طبيعية (رمال وأحجار) بمدخل القرية وتم رفعها ولكنها لم تسفر عن ضبط أي متهم رغم أن قوات الأمن دفعت في الحملتين السابقتين بـ 22 مدرعة و 40 مجموعة قتالية.

كما داهمت أجهزة الأمن القرية يوم 10 يوليو الماضي بمشاركة 7 مدرعات و16 مجموعة قتالية، وأسفرت الحملة عن ضبط حازم صلاح أبو الوفا (29 سنة) المتهم بالتعدي على كمين شرطة الخزان بحوزته بندقية آلية وذخيرة حية، ومحمد عباس (28 سنة)، بحوزته بندقية آلية و15 طلقة والمتهم بالتعدي على كمين الخزان وخطف طفل قبطي وشروع في قتل، ومحمود السيد حسن (21 سنة) بحوزته بندقية آلية، و14 طلقة، وعادل عبدالرحيم (25 سنة) بندقية آلية و10 طلقات محكوم عليه في قضية ضرب ومحمد صلاح أبو الوفا محكوم عليه غيابي مؤبد بتهمة القتل العمد و2 مؤبد.

واستهدفت الحملات منزل سعودي أحمد ونجله "الغالي"، والصادر بحقهما ضبط وإحضار في قضايا مقاومة سلطات وإحداث إصابة لأحد أفراد الشرطة، وتم ضبط بندقيتين آليتين بحوزتهما.

صعوبة الاقتحام

رصدت تقارير الحالة الأمنية لقرية البلابيش، الصعوبات التي تواجه عملية الاقتحام، وذكرت أن فرق أمنية حاولت مداهمة أماكن اختباء المطاريد منذ ثورية يناير 2011 لكنها فشلت جميعاً في عمليات الاقتحام، مشيرة إلى أنه رغم نجاح حملة أمنية بقيادة اللواء إبراهيم صابر مدير أمن سوهاج الأسبق في القبض على ضاحي مصطفى جاد الرب أكبر المطلوبين أمنياً في سبتمبر 2014، إلا أن "عمر" نجل ضاحي حاصر هو ورجاله القوات وأطلقوا أعيرة نارية كثيفة عليهم من كل الاتجاهات، وأجبروهم على التخلي عن المتهم.

بدء التنفيذ

وبعد رصد المخاطر، قرر الفريق الأمني الدفع بكتائب دعم وقوات خاصة حيث اقترحت الدراسات الأمنية التي أجريت على القرية الدفع بـ30 مدرعة فهد من قوات الأمن المركزي، يتم توزيع 5 منها على مداخل القرية و3 للتمشيط، و16 مدرعة للاستهدافات والمداهمات، و2 مدرعة لقرية الكشح، ومدرعة لتأمين كمين الخزان، و3 مدرعات احتياطي، بالإضافة إلى 4 لوادر و2 حفار ودقاق و4 سيارة إسعاف وسيارتي مطافئ.

وطالبت اللجنة التي وضعت الخطة ضرورة تواجد القوات لفترة مناسبة تترواح ما بين 5 إلى 7 أيام لفرض السيطرة الأمنية داخل القرية وتفعيل دور نقطة الشرطة بها للقيام بالأعمال المنوط بها، وكذلك التنسيق مع مديرية أمن قنا لتأمين المنطقة الغربية لنهر النيل أثناء القيام بالحملة لمنع هروب المتهمين.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان