الداخلية تطهّر مديرية أمن القاهرة.. سقوط "كفتة" يُحيل 9 ضباط و15 أمين شرطة للتفتيش
كتب - علاء عمران:
تحقيقات موسعة يجريها قطاع التفتيش والرقابة بوزارة الداخلية، حول تورط بعض رجال الشرطة في أعمال غير مشروعة والخروج عن مقتضيات العمل الوظيفي.
الآن تُجمَع الأدلة الكاملة عن تورط ضباط وأمناء شرطة في نطاق مديريات أمن القاهرة والجيزة والقليوبية بالاشتراك مع بعض الخارجين على القانون ومساعدتهم في مزاولته نشاطاتهم الإجرامية بالإتجار في المواد المخدرة والأسلحة النارية.
وأكدت التحقيقات المبدئية للفريق الأمني، بإشراف اللواء جمال عبد الباري، مساعد وزير الداخلية، مدير مصلحة الأمن العام، أن أدلة التورط قوية وتحمل أسماء قيادات كبيرة وخاصة في القاهرة، فضلا عن المتهم الرئيسي الذي قاد الأمن لكشف خيوط الشبكة العنكبوتية داخل مديرية أمن القاهرة.
استغلال الموقع الوظيفي
ضربة أمنية قوية وجهتها مصلحة الأمن العام للإطاحة برؤوس الفساد داخل قطاعات الوزارة، دون استثناء أو مجاملة أو تستر، وتضمنت 9 ضباط و14 أمين شرطة، متهمون بالخروج عن مقتضيات العمل الوظيفي والإضرار بجهة عملهم واستغلال مواقعهم الوظيفية.
وأوضحت التحقيقات أن قطاع مصلحة الأمن العام ضبط مسجل خطر "رمضان كفتة"، وهو مقيم بمنطقة المقطم للاتجار في المخدرات، بعد ورود معلومات لإدارة مكافحة المخدرات بقيام مسجل خطر باتخاذ نطاق دائرة قسم شرطة المقطم وكرا لممارسة الإتجار في المواد المخدرة، ودائم التردد على منطقتي السيدة زينب والخليفة لمتابعة نشاطه الإجرامي.
"عميد" مدرية أمن القاهرة
بعد تقنين الإجراءات، ضُبط المتهم وبحوزته كمية من المواد المخدرة ومبلغ مالي حصيلة البيع و3 هواتف محمولة، وبفحصهم جاءت المفاجأة، حيث تم رصد العديد من المكالمات له مع متهمين آخرين على صفقة من المخدر الحشيش، ومنهم بعض رجال الشرطة، وأحد القيادات الأمنية برتبة "عميد" بمديرية أمن القاهرة.
وبإرشاده، تم ضبط متهمين آخرين من أعضاء عصابته لتجارة المخدرات، وبالعرض على مساعد وزير الداخلية لمصلحة الأمن عن كشف تورط شرطيين في الواقعة، كلف باتخاذ الإجراءات اللازمة.
كفتة يعترف
وبمواجهته المتهم الرئيسي، تبيّن خروجه من السجن بعد قضائه عقوبة 6 سنوات في قضية قتل، واعترف أنه كان يعمل قبل ثورة 25 يناير مع بعض الشخصيات السياسية، خاصة في فترة الانتخابات، وبعد سجنه عاد للإتجار بالمخدرات، وتعرّف على أكبر تجار "الصنف"، واتفق معهم على صفقة حشيش ضخمة يوزّعها على مناطق جنوب القاهرة.
تواصل المتهم مع بعض ضباط الشرطة، منهم مفتش قطاع بمباحث القاهرة، ومقدّم شرطة عمل كرئيس مباحث أحد أقسام جنوب القاهرة، وعدد من الأمناء بأقسام الخليفة ومصر القديمة والسيدة زينب، لتوفير الحماية له مقابل مبالغ مالية، هذا ما قاله معترفتا.
أحد قيادات الحزب الوطني
وكشف مصدر لـ"مصراوي" أن "رمضان كفتة الفوال" كان الذراع الأمني الأيمن لأحد قيادات الحزب الوطني المنحل، قبل الثورة، وكان يساعده في الانتخابات من خلال رجاله في جميع اللجان الانتخابية، كما مارس كفتة أعمال البلطجة بمنطقة طولون، ما مكّنه من النصب على مواطنين كثر مستغلا علاقته بأحمد فتحي سرور وضباط قسم الخليفة والسيدة زينب.
أعين مصلحة الأمن العام، رصدت واقعة مشابهة في الجيزة، والقليوبية، فبعدما تم ضبط 21 قطعة سلاح بحوزته شخصين داخل سيارة ميكروباص بكمين أمني أعد مسبقا لهما بنطاق دائرة قسم شرطة الوراق، كشف المتهم "فوزي. ر.. 42 سنة"، مسجل، وحاصل على دبلوم تجارة، ومقيم في منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، عن مفاجأة بالتحقيقات، بتورط أمين شرطة تابع لمديرية أمن القليوبية في تجارة السلاح، والأسلحة المضبوطة تخص أمين الشرطة، وأنه ليس له علاقة بها.
تسجيلات "واتس آب"
وأمكن رجال الشرطة بمديرية أمن الجيزة، بإشراف اللواء هشام العراقي، مساعد وزير الداخلية، بالتنسيق مع مصلحة الأمن العام، من ضبط أمين الشرطة "ش.ع"، وأكد أمين الشرطة المتهم في الواقعة أن هناك ضباط شرطة متورطون معه في الواقعة، وقدّم تسجيلات تؤكد صحة اتهامه، من خلال محادثات بينهم على تطبيق "واتس آب".
التسجيلات أوضحت تورط 3 ضابط آخرين، أحدهم في مديرية أمن الجيزة، والآخران بالقليوبية، و3 أمناء شرطة، في القضية.
وكشفت التحقيقات، التي يجريها قطاع التفتيش والرقابة بوزارة الداخلية، أن النيابة العامة ستصدر عددا من قرارات الاستدعاء لبعض الضباط في القاهرة والجيزة والقليوبية، في وقائع الفساد، وتفريغ المكالمات والمحادثات للوقوف على حقائق الأمر، وبيان ضلوع الضباط في القضايا السالفة الذكر من عدمه.
فيديو قد يعجبك: