على هامش هجوم حلوان.. حينما دافعت المئذنة عن أجراس الكنيسة
كتب - علاء عمران وطارق سمير:
مشى الشيخ رويدًا كعادته في اتجاه مسجد "الدسوقي"، ممسكًا بيده مفتاحه، متهيأ لإعداد بيت الله للصلاة. لم يكن يعلم أن الصلاة المقبلة ستكون على أرواح ضحايا، وأن مئذنته ستقف مدافعةً عن أجراس الكنيسة المجاورة في شارع مصطفى فهمي.
أمتار معدودة فصلت بين "عم مصطفى" ذلك الخمسيني صاحب الجامع وبين الإرهابي الذي كان مطبقًا على سلاحه الآلي يركض نحو كنيسة مارمينا، حيث أصاب أمين الشرطة حارسها، وفر إلى أحد الشوارع الجانبية قبل أن يظهر ثانية. "اختبأت منه وأدركت أن سبيلي الأفضل الاتصال بقسم شرطة حلوان، وقد وصلوا خلال دقائق، وبدأ تبادل إطلاق الرصاص"؛ يقول "عم مصطفى"، ويضيف: "كانت قوة الشرطة مكونة من نقيب وثلاثة جنود وكان الإرهابي يطلق النار في كل اتجاه".
دفعة جديدة من الرصاص أطلقها المسلح في اتجاه قوة الأمن قبل أن يفر نحو الشارع الغربي وتلاحقه، استغلها "عم مصطفى" الذي انطلق عائدًا في اتجاه المسجد والتقط ميكرفونه مستغيثًا بالأهالي: "يا أهالي المنطقة الكرام فيه إرهابي في المنطقة، كل اللي معاه تليفون يتصل بالإسعاف والنجدة بسرعة"؛ ظل "عم مصطفى" يردد، والناس تتوافد في محاولة للفتك بالإرهابي مساعدة لقوة الأمن، وسط صراخ النساء والأطفال وهتافات الرجال: "دخل من هنا الحقوه.. خلي بالك".
هناك، حيث حمي الوطيس اختبأ "صلاح الموجي" خمسيني آخر خلف كشك خشبي، مراقبًا فر وكر الإرهابي بعد سماع استغاثات المسجد وطلقات النيران، قبل أن يتمكن أخيرًا أحد مجندي مصفحة شرطية وصلت للتو إلى موقع الأحداث من إصابة الإرهابي بطلقة في ساقه، ركض بعدها "عم صلاح" في اتجاهه ومن خلفه جموع المحتشدين مانعين إياه من تسديد دفعة جديدة كانت ستسقط مزيدًا من الضحايا.
وأسقط الهجوم الإرهابي، الذي وقع ظهر اليوم على كنيسة مارمينا، 8 شهداء من الأقباط، وأمين شرطة، فيما قُتل أحد الإرهابيين المتورطين في الهجوم، وألقى الأهالي بمساعدة الشرطة القبض على آخر.
فيديو قد يعجبك: