من المنصورة للجيزة.. سر "الشات الحرام" في جريمة "عمارة يعقوبيان" بولاق
كتب - محمد شعبان:
لم يدرِ سائق أن بحثه عن إشباع شهوته بممارسة الشذوذ الجنسي سيكتب الفصل الأخير من حياته مُمزقاً الجسد، بل وينكشف المستور لدى قاطني منطقة سكنه ببولاق الدكرور، في جريمة أضحت حديث الأهالي بعدما تشابهت أحداثها بفيلم "عمارة يعقوبيان".
الخميس الماضي، اتفق سائق يبلغ من العمر 52 سنة، مع شاب يدعى "إسلام"، على ممارسة الشذوذ في منزله ببولاق الدكرور، وذلك بعد تبادل الرسائل الجنسية بينهما عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
انطلق صاحب الـ 28 سنة من مسقط رأسه بمدينة المنصورة، قاصداً منطقة المهندسين بمحافظة الجيزة؛ لمقابلة السائق، وجلسا في أحد الكافيهات، ثم توجها بعدها إلى منزله في منطقة ناهيا المكتظة بالسكان، حيث العقارات المتراصة داخل شوارع ضيقة.
حوار مقتضب دار بين الشاب والرجل الخمسيني، اصطحبه بعدها إلى غرفة النوم، وخلع ملابسه في انتظار بدء العلاقة -حسب الاتفاق- إلا أن "إسلام" باغته بسكين مهدداً إياه "طلع اللي معاك بسرعة".
لم يستسلم السائق، وأفلت السكين من يد "إسلام" قبل أن يسدد له طعنة استقرت بمنطقة الفخذ، إلا أن الأخير عدل من وضعيته، ومزق جسد مالك المنزل بـ 8 طعنات، سقط على إثرها جثة هامدة غارقاً في بركة من الدماء.
رغم نزيف الدماء من منطقة الفخذ، راح "إسلام" يبحث عن أية مبالغ مالية يحصل عليها، ثم غادر مسرح الجريمة في عجلة من أمره عائدًا إلى بلدته، وتوجه إلى أحد المستشفيات وخرج منها بجرح به 5 "غُرز".
عقب صلاة يوم الجمعة، تلقى اللواء عصام سعد، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، إخطاراً من شرطة النجدة بالعثور على جثة شخص مقتولاً داخل شقته بدائرة قسم شرطة بولاق الدكرور.
انطلقت قوة بقيادة المقدم محمد الجوهري، رئيس مباحث بولاق الدكرور، إلى محل البلاغ، وعُثر على جثة سائق يقيم بمفرده عاري الجسد وبها آثار 8 طعنات، بينما فرضت قوات الشرطة كردوناً أمنياً بمحيط مسرح الجريمة، ومنعت اقتراب أحد، تزامناً مع وصول فريق من النيابة العامة ورجال المعمل الجنائي، ليتحول المكان إلى ثكنة عسكرية خلال دقائق معدودة.
وعكف الرائد طارق مدحت، معاون مباحث بولاق الدكرور، على معاينة مسرح الجريمة بدقة على يقين بأن الجاني لابد أن يترك دليل إدانته، ولاحظ قطرات من الدماء تشكل خطاً مستقيماً من داخل الشقة وحتى الشارع، ما يُشير إلى أن الضحية قاوم المتهم مُحدثاً إصابته.
وتبين وجود بعثرة في محتويات الشقة، وعُثر على هاتف الضحية، وعدد من الطلقات النارية، فأمر المستشار هشام رفعت، رئيس نيابة بولاق الدكرور، بنقل الجثة إلى مشرحة زينهم لتشريحها، وتعيين الحراسة اللازمة على الشقة.
داخل مكتبه بمديرية الأمن، كان يتابع اللواء إبراهيم الديب، مدير مباحث الجيزة، تطورات الواقعة، موجهاً بتشكيل فريق بحث بقيادة العميد عبد الوهاب شعراوي، رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، والعميد طارق حمزة، مفتش القطاع.
عقد المقدم هشام بهجت، وكيل فرقة مباحث غرب الجيزة، اجتماعاً مع رئيس مباحث بولاق الدكرور ومعاونيه، لمناقشة عناصر الخطة التي تركزت في فحص علاقات المجني عليه، وسماع أقوال الجيران والتوصل إلى المشاهدات الأخيرة له.
في غضون ساعات قليلة، تحريات الرائد طارق مدحت، دلت أن المجني عليه غادر السجن منذ فترة قريبة، كما أنه يقيم بمفرده، قبل اكتشاف وجود رسائل ومحادثات جنسية عبر "فيسبوك"- بينه وبين أحد الأشخاص، وأنه اتفق معه على ممارسة الشذوذ بمنزله.
الفحص الجنائي للشخص المشتبه به أظهر أنه يدعى "إسلام"، 28 سنة، سبق اتهامه في قضايا سرقة بالإكراه، مقيم بالمنصورة بمحافظة الدقهلية.
الساعة كانت تشير إلى الثالثة فجر السبت، وصلت مأمورية ضمت المقدم هشام بهجت والرائد طارق مدحت، والنقيب أيمن سكوري، معاوني المباحث، إلى مقر إقامة المتهم، وتبين أنه اتخذ شقة جديدة للابتعاد عن أعين الشرطة، إلا أن رجال المباحث، توصلوا إلى مكان اختبائه.
بينما تبث مكبرات الصوت في المساجد آيات من الذكر الحكيم والتواشيح قبل دقائق من أذان الفجر، فوجئ المتهم بالقوات تقتحم منزله قائلاً لهم: "انتم وصلتم إزاي.. ده أكيد كابوس"، ليتم اقتياده بعدها إلى ديوان قسم شرطة بولاق الدكرور.
أقرّ المتهم بصحة التحريات وارتكابه الجريمة، وأدلى باعترافات تفصيلية، مشيراً إلى أنه عقد العزم على سرقة الضحية فقط دون قتله "مافكرتش أقتله خالص"، موضحاً أنه لم يتوقع مقاومة الضحية له "لكن نصيبه كده".
حُرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيق.
فيديو قد يعجبك: