متى تعفى من العقوبة ويعاقب غيرك لو ارتكبت جريمة وأنت "سكران"؟
كتب -صابر المحلاوي:
أحيانا تعاقب مرتين إذا ارتكبت جريمة وأنت في حالة سكر، الأولى على جريمتك والثانية لضبطك في حالة سكر، لكن هناك حالة واحدة يستفيد فيها المتهم من حالة السكر، ويعاقب بدلا منه شخص آخر.
"مصراوي" يرصد نصوص مواد القانون المتعلقة بجريمة "السكر" في جميع الحالات، ومصيرها، والعقوبات المقررة في وقائعه .
يقول المستشار محمد الأعصر، رئيس محكمة جنايات الجيزة، إن عقوبات "السكر" تختلف بحسب تناول الخمور بقصد أو بغير قصد. والسكران متى كان فاقد الشعور أو الاختيار في عمله؛ لا يعاقب بتهمة عقد النية للقتل وذلك سواء كان قد أخذ المسكر بعلمه ورضاه أم كان قد أخذه قهراً أو على غير علم منه. وما دام المسكر قد أفقده شعوره واختياره، فلا تصح معاقبته على القتل العمد إلا إذا كان قد عزم القتل ثم أخذ المسكر ليكون مشجعاً له على تنفيذ نيته.
وأوضح "الأعصر": إذا كان الجاني فاقد الشعور أو الاختيار وقت ارتكابه للجريمة، نتيجة عقاقير مخدرة أو مسكرة أخذها رغما عنه أو على غير علم منه، لا عقاب عليه وإنما يسأل من أرغم المتهم أو وضع له المخدر على الفعل ويحاكم حسب الواقعة-وفق المادة 62 من قانون العقوبات.
السكر أو التعاطي بقصد ارتكاب الجريمة، يغلظ العقوبة بحسب "الأعصر" الذي يقول: إذا أوجد الفاعل نفسه قصداً في حالة السكر أو تعاطي المخدرات بهدف ارتكاب جريمته بمعنى أنه استفاد من هذه الحالة؛ ليقوي عزيمته، ويستمد الشجاعة لإتمام فعله الإجرامي، فإنه يتحمل المسؤولية الجزائية كاملة عن الجريمة المرتكبة، بل يتوجب تشديد العقوبة المفروضة عليه، وفق أحكام قانون العقوبات؛ لتوافر القصد الإجرامي لديه ولأنه عبر عن شخصية إجرامية عالية الخطورة.
وأشار رئيس محكمة الجيزة إلى أنه يُسأل الجاني عن مسؤولية غير عمديه على أساس الإهمال وعدم الاحتراز، ودرجة الإهمال أو عدم الاحتراز هو التعاطي لهذه المادة مع احتمال أن يكون لها من التأثير ما يدفعه إلى ارتكاب الجريمة ومتى كان الفاعل قد تناول المسكر أو المخدر باختياره، فليس له أن يعيب على الحكم الذي أدانه للبحث عن درجة هذا السكر ومبلغ تأثيره في إدراكه وشعوره، ويكون الجاني مسئولا عن كل جريمة لو كانت من جرائم عمديه.
فيديو قد يعجبك: