قصة 12 ساعة في صحراء أكتوبر.. الطفل دفع الثمن بدلاً من عمه - (صور)

كتب - محمد شعبان:
طفل لم يتعد الـ14 عامًا، يقطن بمنطقة بولاق الدكرور، خرج من منزله كما اعتاد متوجهًا إلى مدرسته، لتلقي دروسه ولقاء زملائه، وعقب انتهاء اليوم الدراسي، صافح الجميع، على أمل اللقاء في اليوم التالي.

فوجئ "عبد الرحمن" بسيناريو مخالف لما عهده في طريق عودته إلى المنزل، حيث اعترض طريقه أحد الأشخاص، وأجبره على استقلال سيارة رفقته، ليجد نفسه بأحد العقارات تحت الإنشاء بمشروع "ابني بيتك" بمدينة السادس من أكتوبر.

"أنا فين، انت عاوز مني ايه؟".. تساءل الطفل وجسده يرتجف خوفًا من مصير مجهول لا يعلمه إلا الله، لكن المفاجأة كانت أن الشخص الذي اختطفه هو أحد جيرانه، لتكون الصدمة مضاعفة.

وصلة من الضرب المبرح، كان ضحيتها "عبد الرحمن"، تتخللها بعض العبارات التي يتمتم بها هذا الشخص - سائق توك توك - "أنا عمك يعمل معايا كده، مش هسيبه، وهاخد حقي منه".

حالة من القلق تسيطر على والدي "عبد الرحمن"، تسأل الزوجة رب الأسرة عن سبب تأخر نجلهما، لكنه ينظر إلى عقارب الساعة التي تخطف دقاتها نبضات قلبه.

"اتصلي على تليفونه المحمول، شوفيه فين؟".. ترد الأم بعبارات ممزوجة بالحزن: "التليفون بتاعه كان بيرن، وفجأة اتقفل"، ليقرر بعدها الأب بمساعدة الأهل والجيران بدء رحلة البحث عن نجله المفقود، فلم يدخروا جهدًا بالسؤال عنه لدى أصدقائه والمستشفيات وأقسام الشرطة، لكن دون جدوى.

توجه والد عبد الرحمن إلى قسم شرطة بولاق الدكرور، وطلب مقابلة المقدم هانسي الحسيني، رئيس الباحث، الذي سمح له بالدخول، وطلب منه الهدوء، ورواية كل شئ، مطمنًا إياه: "ماتخفش، كل حاجة هتكون كويسة إن شاء الله".

بعد سماع رواية الأب، أيقن رئيس مباحث بولاق الدكرور، أنه أمام واقعة اختطاف، وتم تشكيل فريق بحق بمشاركة معاوني المباحث؛ للتوصل إلى الجاني، ومن ثم إعادة الطفل.

جاء فجر اليوم التالي، ليحمل تطورات جديدة بالواقعة، حيث تلقى أهل "عبد الرحمن" اتصالا هتافيًا من خاطفيه، طلبوا خلاله دفع فدية 100 ألف جنيه.

وتوصلت تحريات العقيد طارق حمزة، مفتش مباحث غرب الجيزة، إلى أن وراء الحادث أحد جيران الضحية، وتمكن ضباط المباحث من ضبطه، حيث اعترف باختطاف الطفل؛ انتقامًا من عم الطفل، الذي تعدى عليه بالضرب منذ أيام قليل، وأرشد عن مكان احتجاز الطفل بأكتوبر.

وبالتنسيق مع قطاع مباحث أكتوبر بقيادة العميد محي سلامة، تم نشر دوريات أمنية للبحث عن الطفل، لتكلل جهود الضباط بالنجاح، عقب العثور على "عبد الرحمن" مُلقى بالصحراء في حالة صحية سيئة، وبه آثار ضرب بمشروع "ابني بيتك"، وتم نقله إلى المستشفى للعلاج.