"ادفع عشان تتعالج".. مأساة طالبة مع مستشفى جامعة شهيرة (صور)
كتب - محمد شعبان:
استيقظت من نومها، وراحت تجهز ملابسها التي سترتديها خلال يوم جامعي شاق ينتظرها داخل أروقة كلية الهندسة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا "MUST"، إضافة إلى التكليفات التي انتهت منها في ساعة متأخرة من المساء حيث أنها في الفرقة الرابعة.
حملت منى محمد، أدواتها ومتعلقاتها الشخصية، لتستقل سيارتها متجهة من مسكنها بمنطقة شبرا إلى الجامعة بمدينة السادس من أكتوبر عبر محور 26 يوليو، لكن ثمة شيء طرأ على السيناريو اليومي لها، إثر تعرضها إلى حادث مروري كاد يودي بحياتها، كانت على شفا السقوط من الحاجز الحديدي المُشيد على جانبي الطريق.
تفقد صاحبة الـ 21 عامًا القدرة على النطق لثوان معدودة، محاولة استجماع قواها، وإذا بها تخرج هاتفها الجوال من حقيبتها لتجري اتصالا هاتفيًا بشقيقتها هبة الله - خريجة كلية العلاج الطبيعي؛ لتُخبرها "الحمد لله إنك كويسة، مسافة السكة.. متتحركيش من عندك".
دقات الساعة تشير إلى الثانية ظهرًا، تصل الشقيقتان إلى مستشفى الجامعة، وسط انهيار الطالبة المصابة من هول الحادث، تبرز بطاقتها التعريفية "آي دي" لموظف الاستقبال، ليطلب من الشقيقة الكبرى التوجه إلى مسؤول الخزنة لتكون المفاجأة "طلبوا مني دفع ألف جنيه تحت الحساب"، تروي هبة الله لمصراوي.
بينما تعاني "منى" من جروح باليد وكدمات بالجسم جراء الحادث، تبذل شقيقتها مجهودًا كبيرا لإقناع موظف الخزنة بأنها لا تمتلك سوى 500 جنيه "أنا دفعت 600 جنيه للونش علشان يرفع العربية، وقولت له أهلي في الطريق، بس عالجوها بسرعة"، لم يكترث الموظف الجالس داخل الغرفة المكيفة بشباك زجاجي بحديثها ليخبرها "عندك شؤون الجامعة".
لم يتبدل الحال كثيرًا، فحديث مسؤول الشؤون لم يختلف عن سابقه، لكن مع إصرار هبة الله؛ على مقابلة رئيس الجامعة، طالبها الموظف بالهدوء "طيب انت معاكي كام، ادفعي اللي معاكي.. أنا هظبطهالك"، ليتم عمل أشعة لشقيقتها على كفة اليد، لكنها طالبت الطبيب المعالج بعمل أشعة وفحوصات كاملة ليرد عليها "كده الحساب 45 جينه، مش هينفع نعملها أي حاجة غير لما تكملي الألف جنيه نعمل باقي الأشعة".
تدخل الشقيقة الكبرى في نقاش حاد مع الطبيب المعالج، محاولة إقناعه بأنها طيلة السنوات التي قضتها داخل الجامعة كانت تتلقى العلاج بسهولة ويُسر بعيدا عن أية تعقيدات، ليقطع حديثها مسؤول شؤون علاقات الطلاب "ده السيستم الجديد"، ليصل خال الطالبة المصابة آنذاك "انتم المفروض تعالجوا أي حد لمدة 48 ساعة.. أنا دكتور وهقدم شكوى ضدكم"، ليحاول المسؤول الجامعي احتواء الموقف باستدعاء طبيب جراحة وآخر مخ وأعصاب لتوقيع الكشف الطبي الكامل على "منى".
رغم سلامة الأشعة والفحوصات، طلبت هبة الله من طبيب يُدعى "أحمد. م"، صرف عقاقير مهدئة لشقيقتها الصغرى حيث أنها مصابة بانهيار، علاوة على إثبات دخولها المستشفى ومنحها إجازة لمدة يومين "دي أحسن مني ومنك، ومش هكتبلها حاجة يا اما تتحجز عندي 24 ساعة"، لتنصرف هبة بعد هذه الكلمات في حالة غضب تزيد حدتها ممرضة "الدكتور بيقولك لو عاوزة أجازة لأختك ادفعي 200 جنيه للورقة الواحدة".
في هدوء تام، غادرت الطالبة المصابة المستشفى إلى منزلها رفقة خالها وشقيقتها التي قررت عدم دفع أي مبالغ مالية للطبيب "أنا لو طلعت لعميد كليتها بالورق هيديني أسبوع أجازة ببلاش"، مؤكدة لمصراوي "لو مريض معندوش دكاترة قرايبه كان ممكن يحصل له ايه!".
فيديو قد يعجبك: