بعد العثور على جثتها "حليقة الشعر".. قصة عروس قتلها والدها في بولاق الدكرور
كتب - محمد شعبان:
"21 عاما لم تذُق طعم السعادة، تجرعت شتى ألوان العذاب والمهانة، راحت تبحث عن نافذة ينبثق من خلالها شعاع الأمل نحو غدِ أفضل".
بين عشية وضُحاها، وجدت "سهيلة" نفسها دون والدتها التي كانت تحنو عليها، لتنتقل للإقامة رفقة عمتها عقب وفاة والدتها، لتعمل كخادمة بأحد المنازل لعدة سنوات، لكن الموت سجل ظهوره الثاني "المؤثر" في حياة الفتاة لتلحق مخدومتها بوالدتها.
تجلس الفتاة صاحبة الـ 21 عامًا، مكتوفة الأيدي، بعدما أصيب عقلها بشلل "لحظي" لتجد أقدامها تقودها إلى منزل والدها الذي يعمل في مجال البناء والعمارة، الذي ما برح أن توفيت زوجته الأولى - والدة سهيلة - حتى تزوج بأخرى، وأنجب منها 3 أطفال.
منذ الوهلة الأولى التي وطأت قدم "سهيلة" فيها الشقة المتواضعة بمنطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة؛ وقد وضعت أمام عينيها ضرورة البحث عن طريقة تنتشلها من "السقوط في الوحل"، فعادت للعمل كخادمة لدى سيدة أخرى بالتزامن مع دخولها في علاقة عاطفية مع شاب.
بدأ العشيقان يخططان لحياتهما المستقبلية، لتضع "القرش فوق القرش" من أجل الخروج من النفق المظلم، وواصلت العمل ليل نهار، لتضع ثمرة جهدها بين يدي هذا الشاب وسط أحلام وطموحات بتحسن ظروفها المعيشية عقب اتمام زواجهما.
4 سنوات كاملة، تعمل "سهيلة" كخادمة، تمنح والدها جزء من راتبها الشهري بينما تحتفظ بالباقي لشراء تجهيزات "عش الزوجية"، وظنت أن الحياة بدأت تبتسم لها.
لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه؛ فمنذ ثلاثة أشهر علم الأب بما تفعله ابنته، خاصة شراءها مستلزمات الزواج؛ فمنعها من مُغادرة المنزل، مُنتظرًا قدوم ذلك الشاب للتقدم لخطبتها، ومع تأخره وسط مبررات متنوعة من قبل "سهيلة"، قرر الأب معاقبتها بطريقته الخاصة.
وعلى غرار الأفلام السينمائية، وثق إسلام قدميها ويديها، واحتجزها داخل المنزل، لتنال ألوان العذاب بوصلات من الضرب المبرح طوال ساعات اليوم دون رحمة أوشفقة، إضافة إلى قيامه بحلق شعرها ليضمن عدم تفكيرها في الهروب وهي "حليقة الرأس".
وعقب مرور 7 أيام على مسلسل التعذيب دون طعام ولا شراب، انطلقت أصوات الصراخ والعويل من الشقة الصغيرة لتدوي بالمنطقة، ويسرع قاطنوها نحو مصدره، لكن كان الفصل الختامي من حياة "سهيلة" بعدما لفظت أنفاسها الأخيرة.
توجه الأب خمسيني العُمر إلى مكتب الصحة، وطلب من مفتش الصحة الحضور لتوقيع الكشف الطبي على ابنته، واستخراج تصريح الدفن.
وتبين بمناظرة الجثة، أنها حليقة الرأس، ترتدي جلباب ومُسجاة على ظهرها أعلى سرير غرفة النوم، وبها كدمات بمنطقة البطن والصدر، وسحجات بمعصمي اليدين والساقين، وأن هناك شبهة جنائية في الوفاة، فهرع إلى قسم شرطة بولاق الدكرور، للإبلاغ عما توصل إليه.
يأمر اللواء خالد شلبي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بتشكيل فريق بحث بقيادة اللواء رضا العمدة، مدير المباحث الجنائية، والعميد درويش حسين، رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، لكشف ملابسات الواقعة.
وفي غضون ساعات قليلة، كشفت تحريات العقيد طارق حمزة، مفتش مباحث غرب الجيزة، أن الجاني هو والد الفتاة، بعد علمه برغبتها في الزواج من أحد الأشخاص، مما أثار حفيظته، فاحتجزها داخل المنزل وحلق شعرها.
وتوصلت تحريات المقدم هاني الحسيني، رئيس مباحث بولاق الدكرور، إلى أن الضحية حاولت الهرب منذ أسبوع، فقام الأب بتوثيقها بالحبال، وتعدى عليها بالضرب، ومنع عنها الطعام والشراب حتى فارقت الحياة، حيث أمكن ضبطه بأحد الأكمنة، وأقر بجريمته.
تحرر المحضر اللازم، وأحاله اللواء هشام العراقي، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، إلى النيابة العامة التي أمرت بحسبه 4 أيام على ذمة التحقيق.
فيديو قد يعجبك: