إعلان

فارس نمنم...مسجل خطر في سن 16 وعليه أحكام بـ120سنة سجن (بروفايل)

03:16 م الأحد 06 يناير 2013

كتبت - صفاء صالح:

يدخل إلى مكتب المأمور، تسبقه أصوات السلاسل المكبلة بها يديه وقدميه، تطلب منه الباحثة الاجتماعية الجلوس، فيجلس أمامها بجسده الضخم وملامحه القاسية ،ينظر اليها بعينيه الحمراوين الواسعتين تسأله فلا يجيب فيأمره المأمور بالرد فيرقم الباحثة بنظرة أكثر حدة فتطلب من المأمور تركهما سويا فيجيبها بعد أن اطمأن الى عجزه عن الحركة أو ايذائها، تقدم له كوب الشاي، وتشعل له سيجارة من علبة سجائر وضعتها في حقيبتها من أجل لقائه.

يبدأ في الابتسام وتتباسط معه في الكلام، تسأله عن ابنته وآخر زيارة له، يتذكر ابنته فتزيد ابتسامته ويخبرها انها تشبهها في شيء.

أتى إلى المكتب من حبسه الانفرادي، الذي يقضي فيه معظم وقته بعد أن ضرب 25 سجينا من رفقائه بالعنبر بسجن برج العرب، وهي حادثة تتكرر كثيرا كلما اجتمع مع مجموعة من السجناء في عنبر واحد، ربما يصل اعتداؤه في بعض الأحيان إلى إحداث عاهات مستديمة، وهو ما ساعد على زيادة الأحكام عليه لتصل ألى أكثر من 120 عاما .

فارس نمنم، هو أحد أشهر قطاع طريق مصر - الصعيد،  لم يولد وفي دمه جينات العنف، بل كان طفلا عاديا مثل كل الأطفال، إلى أن توفيت والدته وهو في الخامسة من عمره، ليتزوج الأب وينجب أطفال من زوجته الجديدة، يصبحون أولي حظوة لديه، ثم يتحول الأب إلى وحش في عيني ابنه الأكبر  ، ثلاثة أعوام مضت على فارس وهو يعذب وينكل به أمام اخوته  الصغار ، فقط كانت كلمة شكوى واحدة من زوجة الأب ، كفيلة بتعليقه بسقف الغرفة أو ربطه في عمود كهرباء أمام المنزل وأصبح كيه بالنار هي الوسيلة المعهودة في عقابه بشكل شبه يومي.

لم يعد أمام فارس إلا الهروب من جحيم ابيه وزوجته إلى جنة الشارع، استقل القطار من قريته بوجه بحري ليحط رحاله بقرية أخرى في اول خطوة للمجهول الذي ينتظره ، وبجوار المحطة يقابل سيدة بسيطة تبيع الفاكهة والخضر وتسكن ''خُصا'' يشاركها سكناه ويشعر نحوها ببعض من مشاعره تجاه امه الفقيدة، وهي تبادله بعض الحنان الذي حرمه في منزل ابيه، وذات يوم يأتي رجل مظهره مرموق ويرمي بكيس فاكهة كان قد اشتراه في وجه السيدة، ويعنفها بألفاظ نابية لسوء الفاكهة، فاذا بفارس يمسك سكينة قطع الموز ويغرسها في بطن الرجل ثم يفر هاربا، لتكون أول سابقة جنائية له وهو لم يتجاوز الثامنة من عمره.

مرة آخرى يلعب القطار في حياة ''فارس'' دور البطولة لينقله من مدينة إلى آخرى، حتى يصل به إلى القاهرة  لينام في جحورها وحدائقها  حيث يلتقي فيها  بأول من علمه احتراف البلطجة ، كان شابا في الخامسة والعشرين من عمره يقود عصابة من اطفال الشوارع  ، سرقة ، تجارة مخدرات ، بلطجة ، قتل مأجور.

يعترف نمنم، أن هذا الشاب قد لعب دور البطولة في حياته، فقد تعلم منه كل أنواع الانحرافات ابتداءً من ادمان المخدرات وحتى القتل، وأن دوره في تنشئته الاجرامية لا يقل عن دور بيوت رعاية القصر التي تعلم منها ما خفي عنه من عالم الاجرام .

وعندما بلغ فارس سن الـ16 كان مقيدا في سجلات المسجلين الخطر، فقد أصبح في هذا السن رئيس عصابة، جميع اعضاؤها يكبرونه سنا، وتقوم العصابة بقطع طريق القاهرة المنيا، ولكنها كانت عصابة متخصصة حيث ينتظرون سائقي التريلات الضخمة في طريق عودتهم  بعد تفريغ حمولتهم وحصولهم على الأموال، فيقومون ''بتثبيت'' السائقين وقتلهم وسرقة الاموال والاستيلاء على السيارات والذهاب بها الى اماكن تفكيكها وبيعها كخردة.

نشاط آخر جانبي كان لنمنم فقد كان قاتلا محترفا مأجورا يأخذ بالثأر لمن لا يستطيع اخذ ثأره مقابل المال.

ذهب فارس إلى السجن أكثر من مرة وهرب منه أكثر من مرة، كانت حياته مطاردة مستمرة، 120عاما هي مجموع أحكام على بعض جرائم لفارس نمنم التي تم ادانته فيها، بينما لم يتم الكشف عن معظم جرائمه حتى اليوم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان