إعلان

المجري.. أخر تقاليع تجار الكيف لترويج بضاعتهم في شوارع القاهرة

11:09 م السبت 15 أكتوبر 2011

كتب - أحمد الشريف:
''عايز حشيش يا باشا.. ومعايا بانجو من النوع الفاخر وسعره أقل من اللي موجود في السوق كله''.. هذه الكلمات لم تغزو سمعي في ''غرزة'' لتعاطي المخدرات أو في منطقة عشوائية يسكنها تجار الكيف.. ولكنني استمعت لها وأنا جالس بجوار صديق لي في سيارته الخاصة، وكنا على طريق كورنيش المعادي حين اقترب منا شخص يقود ''موتوسيكل'' -بدون لوحات- ويعرض علينا بضاعته وعندما رفضنا طلبه اختفى في لمح البصر، لنجده يحاول مع سيارة أخرى أمامنا والذي يبدو أنه نجح في إقناع قائدها بالشراء ليتوقفا على جانب الطريق وإنهاء العملية بشكل سريع، لتسير السيارة وينطلق قائد الموتوسيكل للبحث عن زبون أخر وبنفس الطريقة.

ما سبق هو أسلوب جديد لترويج المخدرات بعدما كان تجارها يختفون في الحواري والغرز أصبحوا يروجونها في الطرق العامة مستغلين حالة الضعف الأمني وقلة التواجد الشرطي والكمائن على الطرق.

بالمصادفة التقيت بالشخص –تاجر المخدرات- مرة أخرى وبعد الواقعة الأولى بثلاثة أيام، ولكن هذه المرة كنت داخل سيارة على طريق شبرا الخيمة فتوقفت ليتوقف هو أيضا على جانب الطريق، وأردت التعرف على طبيعة عملة في هذه التجارة، والغريب أنه لم يتردد في الحديث حيث قال في بداية حديث ''أنا مبخفش من حد والشرطة متقدرش تمسكني''.

وقد عرفني بنفسه باسمه الحركي وهو '' المجري'' حيث أُطلق عليه هذا الاسم لمهارته في قيادة الموتوسيكلات وسرعة قيادته لها –وهو الاسم الذي يتم إطلاقه أيضا على كل من يعمل بهذا الأسلوب في ترويج المخدرات- وقال انه قبل الثورة كان يعمل في الخفاء وكان زبائنه يحضرون إليه حيث يمتلك ''دولاب مخدرات'' في منطقة قلعة الكبش وكان الأمر خطير جدا بالنسبة له، وتم القبض عليه 3 مرات نظرا للتواجد المكثف لرجال الشرطة والمخبرين في المنطقة، ولكن مع ضعف قبضة الأمن أصبح تجارته شبه علنية.

وأضاف المجري -30 سنة- أنه ابتكر فكرة الذهاب بنفسه إلى الزبائن ليس في الغرز ولكن في الطرق والشوارع العامة حتى يروج لبضاعته ويحقق اكبر مكاسب منها، مشيرا إلى أنه يعمل سواء بالنهار أو بالليل حيث يقوم بحمل لفافات الحشيش والبانجو في أكياس صغير، ودسها في شنطة يعلقها خلف ظهرها ويقوم بتحديد زبائنه من خلال تجوله في شوارع القاهرة والجيزة سواء من قائدي السيارات الملاكي او الأجرة ويبدأ في الاقتراب منهم ليعرض عليهم ما معه فإذا وجد قبولا يتوقف مع الزبون لإتمام الصفقة وإذا لم تتم يختفي في لمح البصر.

وأوضح أنه يحصل على المخدرات من أحد كبار التجار في منطقة مصر القديمة وأن مكسبه اليومي قد يصل إلى 1000 جنيه لافتا إلى أن هناك ما يقرب من 70 فرد يعملون بهذا الأسلوب وهناك تواصل معهم حتى يكون لكل فرد منطقة نفوذ وعمل ولا يجور على منطقة الأخر.

ويستطرد انه ذات مرة وهو يمارس عمله اقترب من احد السيارات وعرض على قائدها ما معه من بضاعة ليهرب فجأة بعدما اكتشف ان قائدها ضابط شرطة –عرفه من خلال جهاز اللاسلكي الموجود بالكرسي الخلفي للسيارة، وقد حاول الضابط الإمساك به ولكن المجري اخترق صفوف السيارات بسرعة فائقة والدخول في الشوارع الضيقة ليعجز الضابط عن القبض عليه.

مثل ''المجري'' هناك العديد من الأمثلة للمجرمين الذين ابتكروا أساليب جديدة في إلحاق الضرر بالمجتمع وهو ما يتطلب من رجال الشرطة رصدهم بشكل سريع قبل أن يتحول الأمر لظاهرة لا تُحمد عقباها.

اقرأ أيضا:

بالصور.. القضاء على بؤرة إجرامية خطيرة بمدينة السلام

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان