ريشي سوناك: ماذا نعرف عن ثروة رئيس وزراء بريطانيا الجديد؟
(بي بي سي):
تخضع الأوضاع المالية لريشي سوناك، أول رئيس وزراء بريطاني من أصول آسيوية، وعائلته لتدقيق شديد.
بينما يواجه رئيس الوزراء الجديد أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة في المملكة المتحدة، يتساءل بعض الناس كيف يمكن لرجل بهذا القدر من الثراء أن يشعر بما يواجهه الشخص العادي على هذا الصعيد عند اتخاذ القرارات الاقتصادية الصعبة.
ويتساءل العديد من الناس عن حجم ثروة أسرة سوناك، فيما الأخير يصر على أنه الشخص المناسب لهذا المنصب، وتعهد بالعمل "بنزاهة وتواضع"، وواعداً "ببذل قصارى جهده لخدمة البريطانيين".
إذاً، ما الذي نعرفه عن ثروة سوناك وعائلته، وما أهمية ذلك؟
عندما جرى تكليف سوناك من قبل الملك تشارلز الثالث بتشكيل الحكومة الجديدة، تحدث كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي حول مدى ثراء الزوجين.
لم يؤكد سوناك صافي ثروته. لكن وفقاً لقائمة "صنداي تايمز" لأغنى الأغنياء في بريطانيا، فإن ثروة المصرفي السابق سوناك وزوجته أكشاتا مورتي؛ وريثة شركة التكنولوجيا الهندية، تقدر بنحو 830 مليون دولار.
أما ثروة الملك الجديد تشارلز الثالث، فليست بالكبيرة مقارنة بثروة عائلة سوناك، على الرغم من أنه ورث الكثير من ثروة والدته الملكة الراحلة، والتي كانت تقدر بـ 420 مليون دولار قبل وفاتها.
أكشاتا مورتي، زوجة سوناك
برز الاهتمام بثروة سوناك والأوضاع المالية لزوجته في أبريل/نيسان 2022.
أعلنت أكشاتا مورتي أنها ستبدأ في دفع ضريبة أرباح شركاتها الخارجية في المملكة المتحدة لتخفيف الضغط السياسي عن زوجها.
جرى الكشف عن ذلك حين أحال سوناك ( كان وزير المالية وقتها) بنفسه هذه المسألة إلى مستشار رئيس الوزراء لشؤون النزاهة والسلوك بعد أن قالت المعارضة بأنه غير صريح بشأن ترتيباته الضريبية.
وقال سوناك إنه واثق من أنه اتبع جميع القواعد اللازمة، لكن حزب العمال قال وقتها إن هناك أسئلة بحاجة إلى الإجابة من قبل سوناك.
مهنة ريشي سوناك
وُلد سوناك في مدينة ساوثهامبتون عام 1980 لأبوين هنديين هاجرا من شرق إفريقيا.
كان والده طبيباً عاماً، أما والدته فكانت تدير صيدليتها الخاصة. بعد أن تلقى تعليمه في مدرسة داخلية خاصة في كلية وينتشيستر، عمل نادلاً في مطعم للكاري في ساوثهامبتون خلال عطلته الصيفية.
درس السياسة والفلسفة والاقتصاد في جامعة أكسفورد. ثم حصل على الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، وهناك التقى بأكشاتا مورتي.
عمل سوناك، محللاً في بنك الاستثمار غولدمان اند ساكس، بين عامي 2001 و 2004، ثم أصبح شريكاً في صندوقي تحوط (هو صندوق استثمار يستخدم سياسات وأدوات إستثمارية متطورة لجني عوائد تفوق متوسط عائد السوق أو معيار ربحي معين بدون تحمل نفس مستوى المخاطر).
الثروة الشخصية والصناديق التحوطية
قبل دخول السياسة، كان ريشي سوناك شريكاً في صندوقي تحوط مربحين للغاية، ويُعتقد الآن أنه أحد أغنى أعضاء البرلمان في المملكة المتحدة.
ووفقاً لصحيفة "تايمز"، كان سوناك "مليونيراً في منتصف العشرينات من عمره"، لكنه لم يتحدث أبداً عن حجم ثروته علناً.
لقد سبق أن تعرض لانتقادات من حزب العمال البريطاني، لتبرعه بأكثر من 100 ألف جنيه استرليني لمدرسته السابقة، لتمويل المنح المالية للأطفال الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الالتحاق بها.
طرح حزب العمال عدداً من الأسئلة بما في ذلك: هل استفاد سوناك من استخدام الملاذات الضريبية؟
وألمحت صحيفة إندبندنت إلى أنه لجأ الى الملاذات الضريبية، ونشرت تقريراً جاء فيه أنه مدرج كمستفيد من صناديق تتخذ من الجزر العذراء البريطانية وجزر كايمان في عام 2020 مقراً لها.
لكن متحدثاً باسم سوناك قال إنهم "لم يطلعوا على مثل المزاعم".
يقوم الساسة البريطانيون الذين لديهم محافظ أسهم واستثمارات، بإنشاء "صناديق مجهولة الهوية" عندما يشغلون وظائف حكومية. وهذا يسمح لهم بمواصلة كسب دخل عن استثماراتهم دون معرفة مكان استثمار أموال هذه الصناديق.
الهدف من ذلك هو إزالة شبهة تضارب المصالح عندما يتخذون قرارات تتعلق بالسياسة الاقتصادية قد تجعلهم يكسبون ارباحاً أكثر، لكن هذه الممارسة مثيرة للجدل.
وذكر سوناك أن انشأ صندوقاً مجهول الهوية في قائمة مصالح الوزراء في عام 2019 عندما تولى منصباً رفيعا في وزارة المالية البريطانية.
فيديو قد يعجبك: