السويد تعترف بفشل استراتيجيتها في احتواء الوباء
لندن - (بي بي سي)
اعترف عالم الأوبئة السويدي، أندرس تيغنيل، بأن قرار السويد المثير للجدل بشأن عدم فرض تدابير إغلاق صارمة لمواجهة تفشي جائحة كوفيد-19 أدى إلى زيادة حالات الوفاة.
وسجلت السويد معدل وفيات أعلى بكثير مقارنة بأقرب الدول المجاورة لها، فضلا عن حظر عبور مواطنيها الحدود.
وقال تيغنيل، صاحب استراتيجية مواجهة كورونا في البلاد، لإذاعة سويدية إنه كان ينبغي بذل المزيد من الجهود في وقت مبكر.
وأضاف: "توجد إمكانية على ما يبدو لتحسين ما فعلناه".
وسجلت السويد 4542 حالة وفاة و40803 حالات إصابة من مجموع سكانها البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، في الوقت الذي فرضت فيه الدانمرك والنرويج وفنلندا تدابير إغلاق وسجلت معدلات وفاة أقل بكثير.
وسجلت الدانمرك 580 حالة وفاة، بينما سجلت النرويج 237 حالة وفاة، وفنلندا 321 حالة وفاة، وأعلنت السويد يوم الأربعاء تسجيل 74 حالة وفاة جديدة.
كيف غير تيغنيل وجهة نظره؟
قال تيغنيل لبي بي سي في أبريل/نيسان الماضي إن زيادة عدد الوفيات يرجع بشكل رئيسي إلى عجز دور المسنين عن مكافحة المرض.
وقال الآن للإذاعة السويدية العامة: "لو واجهنا هذا المرض وكنا نعرف وقتها كل ما نعرفه الآن، أعتقد أننا كنا سنتخذ موقفا وسطا بين استراتيجية السويد الحالية وما فعلته بقية دول العالم".
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان الكثير من المواطنين توفوا في وقت مبكر للغاية، قال تيغنيل "بالطبع نعم".
بيد أنه لم يكن واضحا بشأن ما كان يجب على السويد أن تفعله بطريقة مختلفة، وفي مؤتمر صحفي في وقت لاحق يوم الأربعاء، أكد أنه "ما زلنا نعتقد أن هذه كانت الاستراتيجية الصحيحة للسويد".
وقال إنه في الوقت الذي اتبعت فيه السويد نهج التدرج في اتخاذ الخطوات، فرضت دول أخرى تدابير إغلاق فورية وإعادة فتحها تدريجيا.
وحذر من أنه سابق لأوانه الجزم بما إذا كانت تدابير الإغلاق حققت نجاحا أم لا.
وقال: "علمنا خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة الماضية أن هذا المرض لديه قدرة عالية جدا على البدء في الانتشار من جديد".
كيف كانت استجابة السويد؟
على الرغم من عدم تطبيق تدابير إغلاق، اعتمدت السويد على التباعد الاجتماعي الطوعي، وحظر تجمع أكثر من 50 شخصا، ومنع الزيارات إلى دور رعاية المسنين.
كم توصي البلاد حتى الآن بعدم السفر غير الضروري بموجب الإرشادات الوطنية، لكن يُسمح برحلات تصل إلى ساعتين لرؤية الأقارب أو الأصدقاء المقربين طالما أنها لا تنطوي على زيارة متاجر محلية أو الاختلاط بآخرين.
ومع بدء الدانمرك والنرويج إجراءات عودة الأنشطة مرة أخرى، وُجهت انتقادات متزايدة لاستجابة السويد، داخليا أو من جانب دول مجاورة.
وقال مدير الصحة العامة النرويجي، فرود فورلاند، إن السويد ركزت كثيرا على النماذج التاريخية للفيروسات، بينما فضلت الدول المجاورة تطبيق تدابير الإغلاق.
وتعتقد أنيكا ليندي، عالمة الأوبئة الحكومية السابقة، أن السويد أخطأت في تدابير الاستجابة، وكان ينبغي لها أن تركز على ثلاثة أشياء:
الإغلاق المبكر.
توفير حماية أكبر لدور الرعاية.
إجراء اختبارات مكثفة وتتبع الاتصال في مناطق تفشي المرض.
وتقول وسائل إعلام سويدية، إن تيغنيل وأسرته تعرضوا لتهديدات الشهر الماضي من خلال رسائل بالبريد الإلكتروني.
فيديو قد يعجبك: