إعلان

"حنظلة" ناجي العلي: طفل فلسطين الحاضر في الذاكرة

12:03 م الخميس 29 أغسطس 2019

ناجي العلي توفي بعد شهر من إطلاق الرصاص عليه عام 1

لندن (بي بي سي)

يصادف اليوم 29 أغسطس، ذكرى اغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي الذي لقي مصرعه عن عمر يناهز 51 عاما بعد أسابيع قليلة من إطلاق النار عليه في 22 يوليو 1987.

وكان قد تلقى تهديدات بالقتل بسبب رسومه الكاريكاتيرية التي سخر فيها من ساسة الشرق الأوسط.

فمن هو ناجي العلي؟

ولد ناجي العلي في قرية الشجرة قضاء الجليل عام 1936، ومع حرب 1948 أصبح ضمن شتات اللاجئين الفلسطينيين مع أسرته التي عاشت في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان.

في المخيم نما وعيه السياسي، ونتيجة مشاركته في المظاهرات ونشاطه السياسي ألقي به في السجن في لبنان، وعلى جدران زنزانته تطورت موهبته في التعبير بالرسم، ثم التحق بمعهد الفنون اللبناني لفترة حتى لم يعد قادرا على تحمل المصروفات.

في عام 1961 نشر له الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني ثلاثة أعمال له في مجلة "الحرية" اليسارية الفلسطينية.

في عام 1963 انتقل الى الكويت وظل يرسم لعدد من الصحف على مدى 11 عاما.

وفي عام 1969 ظهرت شخصيته الكايكاتورية الأشهر "حنظلة" للمرة الاولى.

في عام 1974 عاد إلى لبنان وشهد الحرب الأهلية والغزو الإسرائيلي عام 1982.

عاد الى الكويت للعمل في وظيفة دائمة في جريدة "القبس" الكويتية، وبعد مضايقات رقابية كثيرة انتقل الى لندن ليرسم للطبعة الدولية من الصحيفة.

في 22 يوليو 1987 أطلقت النار عليه خارج مكاتب الصحيفة في لندن وتوفي بعدها بخمسة أسابيع، ولم تكشف ملابسات اغتياله حتى الآن.

كتاب في الذكرى

وتحت عنوان "طفل في فلسطين: رسوم ناجي العلي" جمع ابنه وأصدقاؤه مجموعة من رسومه صنفت ضمن موضوعات شكلت أبواب الكتاب.

ويقول رسام الكاريكاتير الأمريكي الشهير جو ساكو في المقدمة "كانت انتقاداته اللاذعة موحية سياسيا بشدة، إلا أن حنظلة هو الذي يعطيها بعدا شخصيا لدى قراء ناجي العلي".

ويعتبر جو ساكو أن لناجي العلي فضلا في تمكنه من اعداد كتابه الساخر "فلسطين" الذي نال عنه أرفع الجوائز، وهو عبارة عن تقارير صحفية بالرسوم الكرتونية عن الاوضاع في فلسطين المحتلة واسرائيل.

ينقل الكتاب قول ناجي العلي عن التزامه في رسومه: "مهمتي أن اتحدث بصوت الناس، شعبي في المخيمات في مصر والجزائر، وباسم العرب البسطاء في المنطقة كلها والذين لا منافذ كثيرة لديهم للتعبير عن وجهة نظرهم".

يضم الكتاب مختارات من الرسوم عن قضيته الأساسية فلسطين، وعن حقوق الانسان ـ ليس في فلسطين فحسب، بل في العالم العربي ـ وعن السلام والمقاومة وأمريكا والنفط وغيرها.

احتفاء ورثاء

لم يتوقف الاهتمام بناجي العلي بين قطاع واسع من المثقفين والفنانين العرب، وسجلت السينما العربية حياته في فيلم بطولة الفنان المصري الراحل نور الشريف.

وقال عنه الشاعر أحمد مطر:

من لم يمت بالسيف مات بطلقة

من عاش فينا عيشة الشرفاء

اما الشاعر العراقي مظفر النواب فوصف العلي:

ترسمُ صمتاً نظيفاً

فإن المدينة تحتاج صمتاً نظيفاً

وترسمُ نفسك مُتجهاً للجنوب

البقاع

العروبة

كل فلسطين !!!

لكن اكثر من اشتهر شعره عن ناجي العلي، وان كان بالعامية المصرية مما حد من انتشاره الواسع، فهو الشاعر العامي المصري عبد الرحمن الابنودي:

قتلت ناجي العلي لما رسم صورة

يواجه الحزن فيها براية مكسورة

لما فضحني ورسمني صورة طبق الأصل

ما عرفشي يكذب ...ولا يطلع قليل الأصل

الناس بترسم بريشة ... وهوه ماسك نصل

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان