ما هي خطورة صعود جبل إفرست؟
لندن – (بي بي سي):
تبرز مخاوف لدى البعثات الاستكشافية كلما بدأ ذوبان الأنهار الجليدية على نحو يكشف معه عن جثث متسلقين لقوا حتفهم أثناء صعودهم جبل إفرست.
يعد جبل إفرست واحدا من أهم مقاصد جذب متسلقي الجبال، وتقترن المخاطر بمساعي الوصول إلى قمته، الأعلى من نوعها في العالم.
فما هي خطورة جبل إفرست، وكيف يمكن مقارنة تلك المخاطر بجبال أخرى في المنطقة؟
وفيات على جبل إفرست
تشير البيانات إلى تسجيل ما يزيد على 280 حالة وفاة على الجبل.
وبينما سجل عدد وفيات متسلقيه زيادة، فإن معدل الوفيات يقل عن واحد في المئة.
وتشير الإحصاءات إلى تسجيل 72 حالة وفاة على جبل إفرست منذ عام 2010، في الوقت الذي سُجلت نحو 7954 عملية صعود للجبل.
وتحدث معظم هذه الوفيات جراء انهيارات ثلجية أو سقوط، الأمر الذي يفسر صعوبة انتشال الجثث من الجبل.
كما يسبب دوار الجبل، وأعراضه المتمثلة في الدوخة والقيء والصداع، حدوث وفيات.
وبينما تبرز جليا تلك المخاطر، يقول آلان أرنيت، وهو متسلق جبال محترف، إن تسلق إفرست أكثر أمنا مقارنة بتسلق أي مكان آخر في جبال الهيمالايا.
ويضيف أنه على جبل إفرست: "لابد في الأساس من اتباع طريق مجرب جيدا".
ويقول: "توجد الكثير من البنى التحتية، والمقاهي، فضلا عن توافر عمليات النقل الجوي باستخدام طائرات مروحية".
وأضاف: "في بعض الجبال في باكستان يجب أن تعتمد على طائرة مروحية تابعة للجيش."
"جبل قاتل"
أبرزت وفاة اثنين من المتسلقين أخيرا في باكستان هذا الخطر، بعد أن توفي المتسلق البريطاني توم بالارد وشريكه الإيطالي المتسلق دانييلي ناردي أثناء محاولتهما تسلق قمة جبل "نانغا باربات" في الهيمالايا، المعروف باللغة الدراجة باسم "الجبل القاتل".
وكانت أليسون هارجريفز، والدة توم، قد توفيت في وقت سابق في باكستان أيضا أثناء تسلق جبل "كي 2"، ثاني أعلى قمة جبلية في العالم.
وجبلا "نانغا باربات" و"كي 2" اثنان من أصعب الجبال الـ 14 التي يزيد ارتفاعها عن 8000 متر.
ولا تتوافر بسهولة في باكستان إحصاءات تشير إلى المحاولات الناجحة للتسلق وكذا الوفيات أثناء صعود قمم الجبال.
بيد أن الحسابات التي أجراها أرنيت وغيره من المتسلقين تظهر أن نانغا باربات سجل 339 تسلقا ناجحًا، و69 حالة وفاة.
كما يعد جبل "كي 2"، وهو جزء من سلسلة جبال "كاركورام" المجاورة، أكثر خطورة. وتشير البيانات إلى أنه سجل 355 تسلقا ناجحا للقمة، و82 حالة وفاة.
عبر جبال الهيمالايا
يسعى معظم متسلقي جبال الهيمالايا إلى الصعود عن طريق قمم الجبال الواقعة في نيبال وليس باكستان.
ويرجع الفضل في توافر إحصاءات أكثر تفصيلا عن هذا الجزء من جبال الهيمالايا، في الأساس إلى عمل الصحفية إليزابيث هاولي.
وتعد قاعدة بيانات جبال الهيمالايا الخاصة واحدة من أكثر السجلات الموثوق بها في مجال التسلق، الناجح أو غير الناجح، لأكثر من 450 قمة جبلية في المنطقة، بما في ذلك جبال إفرست.
وبخلاف سجلات باكستان، تجمع قاعدة بيانات الهيمالايا المعلومات ليس عن الصعود الناجح للقمة فحسب، بل أيضًا عن جميع المغامرين خارج معسكرات التسلق، مع تحديد مناطق الخطورة للجبل بدقة.
وبالنسبة لجميع عمليات التسلق في المنطقة، سجل معدل الوفيات تراجعا من 3 في المئة في خمسينيات القرن الماضي إلى 0.9 في المئة خلال السنوات العشر الماضية.
وتشير قاعدة بيانات جبال الهيمالايا إلى أنه منذ عام 2010، سُجلت 183 حالة وفاة في المنطقة، وأكثر من 21 ألف عملية تسلق.
كما تسلط الاحصاءات الضوء على أكثر قمم الجبال التي تشكل تهديدا للمتسلقين.
ومن بين المتسلقين الأربعة الذين تسلقوا جبال "يالونغ كانغ"، توفي ثلاثة، منذ عام 2010.
وإن كان العدد الإجمالي لمتسلقي هذه القمم صغيرا، إلا أنه يؤكد بدون شك أن الجبال الأقل جذبا للتسلق هي الأكثر فتكًا في العالم.
فيديو قد يعجبك: