إعلان

نجل بن لادن الذي دفعته الصدفة لقيادة القاعدة

10:06 ص السبت 02 مارس 2019

حمزة بن لادن

لندن – (بي بي سي):

رصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية قدرها مليون دولار لمن يُدلي بمعلومات تسهم في القبض على حمزة بن لادن، نجل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن. وتبعتها الخارجية السعودية بإعلان إسقاط الجنسية عنه.

لكن المثير في الأمر أن الصدفة دفعت هذا القائد الشاب ليصبح زعيما في التنظيم.

وكانت الجهود كلها منصبة على إعداد سعد بن لادن، الابن البكر لأسامة بن لادن، لخلافته في قيادة التنظيم، والذي شارك بالفعل في التخطيط للكثير من العمليات. لكنه قُتل بصاروخ أمريكي في غارة جوية في باكستان عام 2009، وهو في الثلاثين من عمره.

وهنا، تحول الرهان إلى شقيقه الأصغر حمزة. وأفادت خطابات بخط يد أسامة بن لادن، عُثر عليها في الحي السكني الذي اختبأ فيه عند مقتله عام 2011، أنه كان يُعد حمزة لخلافته في التنظيم، والانتقام لقتل سعد.

وحمزة هو ابن خيرية صابر، واحدة من زوجات أسامة بن لادن الثلاث. وهي حاصلة على شهادة الدكتوراه في علم نفس الأطفال، وأكاديمية سابقة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة. وأُلقي القبض عليها في محل إقامتها مع زوجها في الحي السكني في بلدة أبوت آباد، حيث قُتل في الغارة الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على المنطقة عام 2011.

ويعتقد أن حمزة ووالدته وبعض أفراد أسرة بن لادن كانوا قد انتقلوا إلى إيران في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وأنه بقي تحت الإقامة الجبرية في إيران لفترة طويلة.

وأشارت وثائق عُثر عليها في مقر إقامة بن لادن إلى أن التنظيم كان يعمل على الجمع بين الأب وابنه.

ظهور محدود

وظهر حمزة لأول مرة عام 2001، وهو يقف بين مجموعة من مقاتلي طالبان في أفغانستان، في شريط أذاعته قناة الجزيرة أثناء الغزو الأمريكي لأفغانستان.

ومع تولي أيمن الظواهري قيادة التنظيم، يُرجح أن حمزة - هو من مواليد عام 1991 - أصبح هو الرجل الثاني.

لكن الجهاز الدعائي للقاعدة قدّم حمزة لأول مرة عام 2015، بصفته عضوا في التنظيم. ونُشر تسجيل صوتي له في أغسطس، دعا فيه إلى الجهاد ضد الولايات المتحدة وحلفائها.

ثم ظهر حمزة مرة أخرى في يوليو 2016، في خطاب صوتي بعنوان "كلنا أسامة"، توعد فيه الولايات المتحدة بالانتقام لمقتل والده.

وقال: "سنواصل ضرباتنا واستهدافنا لكم في بلادكم وفي الخارج، ردا على قمعكم لشعوب فلسطين وأفغانستان وسوريا والعراق واليمن والصومال، وباقي أرض المسلمين، التي لم تسلم من غزوكم".

وأضاف أن "انتقام الأمة الإسلامية للشيخ أسامة، رحمه الله، ليس انتقاما لشخص أسامة، وإنما انتقام للذين دافعوا عن الإسلام".

وفي يناير/كانون الثاني 2017، أُدرج حمزة بصفة رسمية ضمن قائمة العقوبات الأمريكية للإرهابيين. وتقضي هذه العقوبات بمنعه من التعامل مع أي شركة أمريكية أو امتلاك عقارات في الولايات المتحدة.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية آنذاك إنها تُبلغ المجتمع الدولي أن "حمزة بن لادن انخرط في الإرهاب".

تعزيز القيادة بالزواج

ولاحقا، في نوفمبر من نفس العام، نشرت وكالة الاستخبارات الأمريكية وثائق عُثر عليها في مقر إقامة أسامة بن لادن. ومن بين هذه الوثائق تسجيل بالفيديو لزفاف حمزة، يظهر فيه وهو شاب في مقتبل العمر.

لكن هذا الفيديو لم يكن آخر ما سمع العالم عن زواج حمزة. ففي أغسطس 2018، انفردت صحيفة الغارديان البريطانية بنشر خبر زواج حمزة من ابنة محمد عطا، قائد المجموعة التي نفذت هجمات سبتمبر عام 2001.

ونقلت الصحيفة الخبر عن أحمد وحسن العطاس، الأخوين غير الشقيقين لبن لادن. وكذلك عن والدة بن لادن، عليا غانم، التي ما زالت على اتصال بزوجات بن لادن وأفراد أسرته الذي عادوا إلى المملكة العربية السعودية بعد أن منحهم ولي العهد السابق محمد بن نايف ملجأ.

ويشير محللون إلى أن هذه الزيجة تؤكد أن "المرتبطين" بهجمات الحادي عشر من سبتمبر ما زالوا يشكلون المحور الرئيسي في قيادة تنظيم القاعدة.

وأكدت الأسرة آنذاك أنها لم تسمع أي أخبار عن حمزة أو تتلقى أي رسائل منه.

ولا يُعرف بالتحديد مكان إقامة حمزة. لكن الأسرة قالت إنه قد يكون في المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان