إعلان

هجوم نيوزيلندا: الصدمة تعم البلاد بعد مقتل 49 شخصا في إطلاق نار على مصلين في مسجدين

01:55 ص السبت 16 مارس 2019

باقات الزهور وضعت على أبواب مسجد في العاصمة النيوز

(BBC)

عمت حالة حداد نيوزيلندا بعد مقتل 49 شخصا في هجومين استهدفا مصلين في مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش.

وجُرح في الهجوم 48 شخصا، ولم يكشف بعد عن هويات القتلى والجرحى.

ووضعت أكاليل الزهور خارج المساجد في أنحاء البلاد بينما ينتظر بعض الأهالي أخبارا عن ذويهم المفقودين في الهجوم.

وتقول كل من بنغلاديش والهند وإندونيسيا إن بعض مواطنيها لقوا مصرعهم في إطلاق النار والبعض الآخر مازالوا في عداد المفقودين.

وقد قام رجل مسلح، عرف نفسه بأنه أسترالي الجنسية، ببث لقطات الهجوم الذي نفذه على مسجد النور على فيسبوك. متبنيا وجهات نظر عنصرية مناهضة للمهاجرين.

وتقول الشرطة إنها اعتقلت رجلاً في أواخر العشرينيات من العمر ووجهت إليه تهمة القتل العمد.

كما اعتقل رجلان آخران وامرأة. وأطلق سراح أحدهم في وقت لاحق.

ولم يعلن عن أسماء منفذي الهجوم حتى الآن. وقال مسؤول الشرطة في المدينة، مايك بوش، إنهم صادروا أسلحة نارية وعبوات متفجرة من مكان قريب من الحادث.

هجوم نيوزيلندا: "لم أتوقع أن أرى مشهدا كهذا في حياتي"

ووصفت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أردرن، إطلاق النار بأنه هجوم مخطط له جيدًا، وقالت "كان هذا أحد أحلك الأيام في بلادنا".

وأضافت في مؤتمر صحفي: "من الواضح لدينا الان أنه يمكن وصف ذلك بأنه هجوم إرهابي".

ووصف رئيس الوزراء الأسترالي "سكوت موريسون" منفذ الهجوم المسلح، بأنه إرهابي من"اليمين المتطرف". بينما أكدت الشرطة النيوزيلندية أن الرجل لم يكن معروفًا مسبقًا لدى كل من الأمن النيوزيلندي والأسترالي.

وقال المسلح وهو يبث لقطات حية من الهجوم الذي نفذه على فيسبوك عن طريق كاميرا مثبتة على الرأس، إنه أسترالي الجنسية ويبلغ من العمر 28 عامًا ويدعى برينتون تارانت، وأظهرت اللقطات لحظات اطلاقه النار بشكل عشوائي على رجال ونساء وأطفال من مسافة قريبة داخل مسجد النور.

ودعت الشرطة الجمهور إلى عدم نشر وتبادل مقاطع الفيديو "المفجعة" على الإنترنت. وقال فيسبوك إنه أزال حسابات المسلح على فيسبوك وانستغرام وإنه يعمل على إزالة أي نسخ من اللقطات الدموية.

ويبدو أن المشتبه به الذي وجه إليه الاتهام قد نشر بيانًا قبل الهجوم يوضح فيه نواياه، وكذلك تفاصيل حول خطة الهجوم. ومن المقرر أن تجري محاكمته يوم غد السبت.

وصفت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أردرن، الهجوم بأنه كان أحد أحلك الأيام في تاريخ البلاد

وأفاد شهود عيان لوسائل إعلام محلية بأنهم لاذوا بالفرار هربا من إطلاق النار وشاهدوا عددا من المصابين على الأرض خارج مسجد النور.

وأغلقت الشرطة كل المساجد في المدينة كما وضعت حراسة مشددة حول كل المدارس.

وقال مهان إبراهيم الذي كان موجودا وقت الهجوم لصحيفة هيرالد "في البداية أعتقدنا أن عطلا كهربائيا وقع ثم فجأة بدأ كل الأشخاص في الفرار"، مضيفا "لا يزال أصدقائي في الداخل".

ماذا حدث؟

جاء التقرير الأول عن الهجوم من مسجد النور، الواقع في وسط مدينة كرايست تشيرتش.

توجه مسلح بسيارته إلى الباب الأمامي للمسجد ودخل وأطلق النار بشكل عشوائي لمدة خمس دقائق.

وروى أحد الناجين من الهجوم للتلفزيون النيوزيلندي ما شاهده قائلا إن "المهاجم أطلق النار على شخص في صدره"، وبحسب ما ورد استهدف المهاجم أولا مصلى الرجال قبل أن يتوجه إلى مصلى السيدات في المسجد.

وقال الناجي من الحادث "كل ما فعلته هو الانتظار والصلاة، لقد رجوت الله أن تنفد الذخيرة مع المسلح". "لقد جاء إلى مصلى الرجال، وأطلق النار، ثم ذهب إلى مصلى السيدات وأطلق النار هناك. و قد سمعت للتو أن إحدى السيدات توفيت".

وقال شاهد عيان اخر، إنه سمع إطلاق نار سريع، وشاهد رجلا على الأرض وقد أطلقت رصاصة في رأسه.

شاهد عيان: قتل الكثير من الأشخاص وسمعت صوت رشاش

وقيل إن المسلح استقل سيارته بعد ذلك وانتقل إلى مسجد آخر في ضاحية لينوود، على بعد 5 كيلومترات، حيث وقع إطلاق النار الثاني.

ولم يتضح بعد أين ألقي القبض على المشتبه بهم في الهجوم.

وقال بوش إن الشرطة نزعت فتيل "عدد من العبوات الناسفة كانت داخل مجموعة من السيارات".

وأضاف إن الشرطة صادرت عدد من الأسلحة النارية قرب المسجدين، وعثر على عبوات ناسفة في سيارة تابعة لأحد المشتبه بهم.

ونصحت السلطات جميع المساجد في المدينة بإغلاق أبوابها حتى إشعار آخر.

خريطة توضح أماكن وقوع الهجوم

وكانت الشرطة قد أخلت ساحة الكاتدرائية في المدينة حيث كان الآلاف من الأطفال يشاركون في مسيرة تطالب بالتحرك ضد التغير المناخي.

وطالبت الشرطة المواطنين في المدينة بالابتعاد عن الشوارع والبقاء في منازلهم حتى إشعار آخر.

و يشكل المسلمون حوالي 1.1 في المئة من سكان نيوزيلندا البالغ عددهم 4.25 مليون نسمة، بحسب أحدث إحصاء سكاني.

وارتفعت أعداد المسلمين كثيراً مع استقبال نيوزيلندا لاجئين من مختلف البلدان التي مزقتها الحرب منذ التسعينيات.

قالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية أردرن للصحفيين "بات من الواضح لدينا الان أنه يمكن وصف ذلك بأنه هجوم إرهابي".

وفي تغريدة على موقع تويتر قالت: "ما حدث في كرايست تشيرتش هو عمل عنف غير مسبوق. وليس له مكان في نيوزيلندا. وكثير من الضحايا هم من أعضاء جالياتنا المهاجرة ونيوزيلندا هي موطنهم، وهم نحن".

وقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أحر التعازي للشعب النيوزيلندي في أعقاب ما وصفها "بالمجزرة المروعة في المسجد"، وقال "الولايات المتحدة تقف إلى جانب نيوزيلندا ونحن مستعدون لتقديم كل ما يلزم. بارك الله في الجميع!"

وقدمت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي "خالص التعازي لشعب نيوزيلندا".

وقالت ملكة بريطانيا "شعرت بحزن عميق لتلك الأحداث المروعة التي وقعت في كرايست تشيرتش اليوم، نقدم الأمير فيليب وأنا تعازينا لأسر وأصدقاء أولئك الذين فقدوا أرواحهم".

وقال وزير خارجية الفاتيكان بيترو بارولين في برقية إن البابا فرانسيس عبر عن تضامنه الكامل مع ضحايا الحادث، و"يشعر بالحزن العميق للخسائر في الأرواح الناجمة عن أعمال العنف التي لا معنى لها".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش تعليقا على الهجوم "يجب أن نتصدى للكراهية الموجهة للمسلمين وجميع أشكال التعصب والإرهاب".

وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إنها حزنت "مع النيوزيلنديين على مواطنيهم الذين تعرضوا للهجوم والقتل بدافع الكراهية العنصرية أثناء الصلاة في مساجدهم".

ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الهجوم بأنه "هجوم بغيض" وقال إن فرنسا تقف "ضد أي شكل من أشكال التطرف".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان