إعلان

لماذا يُعد العمل الجانبي أكثر أهمية بالنسبة للنساء؟

01:19 م السبت 21 يناير 2017

يقول خبراء إن المرأة أكثر حاجة للتفكير في إنشاء مش

(بي بي سي):
بدأ العديد من الموظفين في إنشاء مشاريع جانبية لزيادة دخولهم، ولتحقيق استقرار طويل المدى، لكن ثمة خبراء يقولون إن ذلك الأمر يعد أكثر أهمية بالنسبة للنساء مقارنة بالرجال.
كانت أشلاند فيسكوسي تعمل بدوام كامل في مجال التطوير والتسويق في "جمعية أوستن للأفلام" في تكساس، عندما عرض عليها أحد معارفها عملا جانبيا لتقديم الاستشارات لشركات مستقلة لإنتاج الأفلام بدوام جزئي.

وكانت فيسكوسي تفكر بالفعل في ترك وظيفتها الأساسية، وقدم لها ذلك العرض الجديد فرصة لدخول مجال المشاريع الخاصة.
وفي غضون ستة أشهر، تركت وظيفتها الأساسية، وبعد ستة أشهر أخرى بدأت مشروعها الخاص الذي أطلقت عليه اسم "المبدعون يلتقون".
ويهدف هذا المشروع إلى مساعدة المبدعين على تطوير مهاراتهم في مجال الأعمال التجارية، من خلال إقامة بعض الفعاليات، وتسجيلها بالصوت والصورة، ثم توفير الملفات الصوتية الخاصة بها على الإنترنت.
قد يبدو ترك وظيفة بدوام كامل من أجل إقامة مشروع جانبي أمرا محفوفا بالمخاطر، لكن فيسكوسي تشعر أنها أكثر سعادة الآن لعدم حاجتها إلى الاعتماد على أي شخص آخر لتغطية نفقاتها، كما تقول.

وتقول فيسكوسي: "أحب أن أكون مالكة لكل شيء في حياتي. ولا أريد التخلي عن ذلك أبدا".
وبعد أن الأمن الوظيفي شيئا من الماضي في نظر العديد من الناس، يوصي بعض الخبراء باتباع ذلك الطريق الذي سلكته فيسكوسي. ويقول هؤلاء الخبراء إنه ينبغي على المزيد من الموظفين أن يفكروا في بدء مشاريع جانبية لزيادة دخولهم، ولتحقيق الاستقرار المالي على المدى الطويل.
ويعتقد بعض الخبراء أن النساء أكثر عرضة للتغيرات والتقلبات خلال حياتهن المهنية في سوق العمل مقارنة بالرجال، ما يجعل الارتباط بعمل جانبي أكثر أهمية بالنسبة لهن.

رياح التغيير
غالبا ما يعتمد الناس على وظائفهم في الشركات لتوفير الأمن المالي لأنفسهم، ولكنهم لا يتوقعون التعرض للتسريح أو غيره من الانتكاسات المحتملة، كما تقول نيلي غالان، الرئيسة السابقة للشبكة الأميركية الإسبانية "تيليموندو" للتطوير المهني، ومؤلفة كتاب "صناعة الذات: لكي تصبح متمكنا، ومعتمدا على ذاتك، وثري بكل الطرق".
وتقول غالان: "كان 2008 عاما لتغيير قوانين اللعبة بالنسبة للجميع"، فبسبب الأزمة المالية التي أثرت على الاقتصاد على المستوى العالمي، "أصبحت إقامة المشاريع ضرورة، لأن العديد من الناس فقدوا وظائفهم".

وتنبأ تقرير صادر في يناير عام 2016 عن المنتدى الاقتصادي العالمي بأن خمسة ملايين وظيفة ستُلغَى بحلول عام 2020 في الدول الـ 15 الاقتصادية الكبرى في العالم.
وتعتقد غالان أن النساء أكثر عرضة لرياح التغيير، ما يجعل بدء مشروع جانبي لمساعدتهن على زيادة الدخل، وربما خلق المزيد من الاستقرار المالي على المدى الطويل، أكثر أهمية بالنسبة لهن.
كما أن الفجوة في الأجور ليست جديدة، وهناك الكثير من الأبحاث التي تُظهر أن الحياة المهنية في الشركات كانت أقل سخاءً بالنسبة للنساء، سواء من الناحية المالية أو من ناحية تقلد مناصب وظيفية عليا. وتقول غالان: "إننا لا نخطو خطوات كبيرة في مجال تمكين المرأة".

وتقول لورين ستيلر ريكلين، رئيسة معهد ريكلين للقيادة الاستراتيجية، إن النساء الأكبر سنا بشكل عام أكثر عرضة لفقدان وظائفهن، ويواجهن صعوبات أكبر في إيجاد وظائف جديدة.
وتشير ريكلين إلى دراسة أجريت عام 2015، تُظهر أن النساء في منتصف العمر يتلقين عددا أقل من الردود على طلبات التوظيف، مقارنة بالنساء الأصغر سنا. وفي الوقت ذاته، كان معدل الردود على طلبات توظيف الرجال في منتصف العمر والرجال الأصغر سنا، متساويا تقريبا.
وتوصلت ريكلين أيضا، من خلال حديثها إلى مئات النساء في الخمسينيات والستينيات من أعمارهن، إلى أن العديد منهن تعرضن لتمييز وظيفي عن طريق الرجال المشرفين عليهن الذين خفضوا رواتبهن، وقلصوا مسؤولياتهن، مما أدى إلى حرمانهن من تولي مناصب قيادية في شركاتهن.

وتعتقد ريكلين أن النساء يعانين بصورة غير مناسبة من التمييز في مكان العمل لسببين، وهما السن، والنوع، بالإضافة إلى التركيز المتزايد على المظهر الجسدي للمرأة.
وفي الولايات المتحدة، وحسب دراسة أجراها معهد السياسة الاقتصادية في أكتوبر من عام 2016، يُدفع للمرأة العاملة بدوام كامل 80 سنتا مقابل كل دولار يُدفع للرجل.
وتصبح الفجوة في الأجور مؤلمة بشكل أوضح لدى اقتراب النساء العاملات من سن التقاعد، إذ تعني الرواتب المنخفضة أن مدخراتهن ستكون منخفضة أيضا، مما يعني أن أموال النساء ستصبح أقل عندما يتوقفن عن العمل.
وتقول ريكلين: "إذا لم تكن هناك مساواة بين الجنسين في الأجور خلال الحياة المهنية، فلن تتوفر للنساء نفس المصادر المتاحة لنظرائهن من الرجال عند التقاعد".

خطط احتياطية
ولمكافحة هذه التناقضات، يحتاج الموظفون اليوم إلى خطط احتياطية، وفقا لغالان، التي تقول إنه ينبغي على النساء ألا يُهدرن الوقت في انتظار إجراءات تجريها الشركة لتصبح أكثر إنصافا. وبدلا من ذلك، ينبغي عليهن إيجاد طرق أخرى للاعتماد على أنفسهن.
وتضيف غالان أن العمل على تنظيم مشاريع خاصة لا ينبغي أن يكون أمرا شاقا، ولا يعني ترك العمل الرسمي. وتقترح البدء بشيء صغير، والتعلم منه قبل الإعداد لشيء أكبر.
وتوصي غالان، التي بدأت العمل في بيع مستحضرات تجميل شركة "إيفون" وهي في سن الرابعة عشرة، بأن يبدأ الموظفون في محاولة كسب القليل من المال الإضافي لمدة ساعة أسبوعيا، على سبيل المثال، حتى ولو كان ذلك عملا بسيطا كبيع ملابس مستعملة، أو كتب، أو أي شيء آخر على الإنترنت.
وتقول إنه مع وجود منابر جديدة هذه الأيام، يمكن للناس أن يكونوا مبدعين في كيفية زيادة دخولهم، مثل قيادة السيارة من خلال إحدى خدمات تأجير السيارات بنظام المشاركة، أو تأجير جزء من المنزل، أو تصميم مواقع إلكترونية، أو بيع مصنوعات يدوية على الإنترنت.

وفي حين أن تلك الأعمال قد لا تكسبك الكثير في البداية، إلا أنها ستمدك بتدريب مكثف في الجوانب التجارية المهمة مثل القدرة على تحديد الأسعار، ومهارات التسويق.
وتضيف غالان مخاطبة المرأة: "بهذه الطريقة، ستتعلمين التجارة، سواء رغبت في ذلك أم لا."
أما فيسكوسي، فكانت أول محاولة لها في مجال ريادة الأعمال قد ساعدتها على تعلم ما كانت في حاجة إلى معرفته للوقوف على قدميها، وإدارة عملها بنفسها. فقد علمتها تلك التجربة أن تطرح الأسئلة الصحيحة، وأن تحلل الفرص المحتملة بشكل أفضل.
وتقول فيسكوسي إنها الآن تجني أكثر بقليل مما كانت تجنيه من أموال في وظيفتها بدوام كامل، وإن عملها المستقل ساعدها على المحافظة على استقرار دخلها.
وعندما يكون هناك تباطؤ في أحد جوانب العمل الذي تديره فيسكوسي، فإنها تلجأ إلى الاعتماد على جانب آخر لتنشيطه، كما تقول.
وتضيف فيسكوسي، وعمرها 31 عاما: "لقد ساعدني ذلك على تقسيم وتنويع روافد دخلي".
وتحصل فيسكوسي حاليا على إيرادات من ثلاثة مصادر: فهي تساعد مؤسسات على تنظيم فعاليات خاصة، وتحصل على رسوم استشارية مقابل مساعدة العملاء على اجتياز بعض العقبات التجارية، وتحصل على رسوم كمتحدثة مقابل عرض خبراتها.

من مشروع جانبي إلى عمل دائم
بالنسبة للبعض، تتحول المشاريع الجانبية في نهاية المطاف إلى أعمال دائمة.
فقد استغلت كيلي كوفيلد عطلتها الصيفية من التدريس في مدرسة ابتدائية في أوستن، بتكساس، في إنشاء مشروع تجاري يحمل اسم "أوستن ليرنشوب"، وهو مشروع يجمع بين الحصص الدراسية، وورش العمل مع حرفيين محليين، كالنجارين، وصناع الصابون، والطهاة.
وبينما وفر التعليم الاستقرار لكوفيلد البالغة من العمر 31 عاما، إلا أنها كانت تعرف أن هناك حدودا لما يمكن أن تكسبه، وأرادت أن تكتسب مهارات لم تتمكن من اكتسابها كمعلمة.
وللتركيز على مشروعها الجانبي بدوام كامل، تركت كوفيلد التدريس في الصيف الماضي. وبينما لا تكسب الآن من عملها الجديد كما كانت تكسب كمُدرسة، فإنها ترغب في أن تكون قادرة على الاعتماد على نفسها.
وتقول كوفيلد: "أعتقد أن أي وظيفة تختارينها لها قدرة محدودة على توفير الأمن. غير أن فكرة إنشاء عمل خاص، سواء نجحت أم لم تنجح، ستمنحك أفضل قدرة يمكن أن تحصلي في مجال إقامة مشاريع جانبية".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان