لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ما هو أساس الخلاف حول بحر الصين الجنوبي؟

04:31 م الثلاثاء 12 يوليه 2016

ترفض الصين التفاوض مع تجمع آسيان

لندن – (بي بي سي):
تتنازع دول مطلة على بحر الصين الجنوبي، وعلى وجه التحديد الصين وفيتنام والفلبين وتايوان وماليزيا وبروناي، السيادة على مناطق منه منذ عدة قرون، ولكن التوترات في المنطقة تصاعدت في الآونة الاخيرة.

وعززت الصين تحديدا ادعاءاتها بالسيادة على أجزاء واسعة من هذا البحر عن طريق تشييد الجزر الاصطناعية فيه وتسيير الدوريات البحرية في مياهه.

يقول الأمريكيون إنهم لا ينحازون لطرف ضد آخر في النزاعات الاقليمية، لكنهم ارسلوا مع ذلك سفنهم الحربية وطائراتهم العسكرية الى المناطق القريبة من جزر متنازع عليها، في عمليات يطلقون عليها اسم "عمليات حرية الملاحة" ويقولون إنها تهدف الى ابقاء طرق الملاحة البحرية والجوية مفتوحة للجميع.

ويتبادل الصينيون والامريكيون الاتهامات بأن الجانب الآخر يعمد الى "عسكرة" بحر الصين الجنوبي.

وثمة مخاوف من أن المنطقة تستحيل تدريجيا الى نقطة احتكاك، وان عواقب اي صدام فيها قد تكون وخيمة على النطاق العالمي.

ما هي أسباب الخلافات؟
الخلافات في بحر الصين الجنوبي هي أساسا خلافات حول السيادة على مياه البحر وجزر باراسيل وسبراتلي (التسميتان غربيتان)، وهما سلسلتان من الجزر تدعي عدد من الدول السيادة عليها.

اضافة لهاتين السلسلتين، هناك العديد من الصخور والشعب المرجانية والكثبان الرملية التي تتنازع هذه الدول السيادة عليها، مثل شعب سكاربره (وهو اسم غربي ايضا).

هل تستحق هذه الجزر الصغيرة ان تتنازع الدول عليها؟
بالرغم من كونها غير مأهولة على الاغلب، تحتوي سلسلتا باراسيل وسبراتلي والمياه المحيطة بهما على احتياطيات من الموارد الطبيعية. ولم تخضع المنطقة لاستكشافات مفصلة، لذا تعتمد التقديرات حول كمية الثروات المعدنية فيها على مقارنتها بالمناطق المجاورة.

كما يعد بحر الصين الجنوبي طريقا ملاحيا مهما ويزخر بثروة سمكية تقتات عليها شعوب الدول المشاطئة.

ما هي ادعاءات الدول المختلفة ؟
تعد الادعاءات السيادية الصينية الاكبر بكثير، إذ تدعي سيادتها على منطقة تطلق عليها اسم "خط الخطوط التسع" الممتد لمئات الاميال جنوبي وشرقي جزيرة هاينان الواقعة اقصى جنوب الصين.

تقول بكين إن حقوقها في هذه المناطق تعود الى عدة قرون خلت عندما كانت سلسلتا باراسيل وسبراتلي تعدان جزءا لا يتجزأ من الامة الصينية. وكانت الصين نشرت عام 1947 خريطة تفصيلية لادعاءاتها تبين ان السلسلتين تقعان ضمن حدودها بالكامل. وهذه الادعاءات تدفع بها تايوان ايضا (علما بأن الصين تعتبر تايوان اقليما متمردا لابد ان يعود يوما الى كنف "الوطن الأم)".

ولكن معارضي هذا الرأي يقولون إن الصين لم توضح ادعاءاتها بشكل كاف، وان "خط الخطوط التسع" الذي يظهر على الخرائط الصينية لبحر الصين الجنوبي لا يحتوي على أي احداثيات.

وليس من الواضح ايضا ما اذا كانت الصين تدعي السيادة على الجزر الواقعة ضمن هذا الخط فقط ام انها تدعي سيادتها على المياه ايضا.

اما فيتنام فتناقض بشدة الرواية الصينية التاريخية، وتقول إن الصين لم تدع ابدا سيادتها على الجزر قبل عام 1940. وتقول فيتنام إنها حكمت سلسلتي باراسيل وسبراتلي فعليا منذ القرن السابع عشر وان لديها الوثائق الضرورية لإثبات ذلك.

الفلبين هي الاخرى تدعي سيادتها على السلسلتين، وتقول إن قربها الجغرافي لسلسلة سبراتلي سبب كاف لعائديتها لها.

وتدعي كل من الصين والفلبين السيادة على شعب سكاربره (التي يطلق عليها الصينيون اسم "جزيرة هوانغيان") التي تبعد بمسافة 160 كيلومترا عن الفلبين و800 كيلومترا عن الصين.

كما تدعي ماليزيا وبروناي سيادتهما على منطقة في بحر الصين الجنوبي تقولان انها تقع ضمن منطقتيهما الاقتصاديتين كما عرفهما ميثاق الامم المتحدة حول قانون البحار.

ولا تدعي بروناي السيادة على اي من الجزر المتنازع عليها، ولكن ماليزيا تقول إن بضعا من جزر سبراتلي تعود لها.

أحدث المواجهات
اندلعت مواجهات عدة في السنوات الأخيرة حول هذه الادعاءات المتباينة والمتقاطعة، كان أخطرها بين الصين وفيتنام. كما اندلعت مواجهات بين الفلبين والصين لم تتدهور اي منها الى اطلاق نار او عنف خطير. وبعض من هذه المواجهات:

في عام 1974، استولت الصين على سلسلة جزر باراسيل من فيتنام في صدامات أسفرت عن مقتل اكثر من 70 من العسكريين الفيتناميين.
في عام 1988، اصطدم الصينيون والفيتناميون مجددا حول سلسلة سبراتلي، وخسر الفيتناميون في هذه المواجهات نحو 60 عسكريا.

اوائل 2012، خاض الجانبان الصيني والفلبيني مواجهة بحرية مطولة اتهما فيها احدهما الآخر بانتهاك السيادة في شعب سكاربره.
اندلاع احتجاجات واسعة في فيتنام ضد الصين إثر ورود ادعاءات لم تتأكد بأن الصين خربت عمدا منصتي استكشاف فيتناميتين اواخر عام 2012.

في يناير 2013، قالت الفلبين إنها قررت رفع دعوى ضد الصين امام محكمة التحكيم الدائمة بموجب ميثاق الامم المتحدة حول قانون البحار تطعن فيها بالادعاءات الصينية.
في مايو 2014، قامت الصين بقطر منصة استخراج نفط الى منطقة في البحر قريبة من جزر باراسيل مما ادى الى عدة حوادث تصادم بين السفن الفيتنامية والصينية.

هل حاولت الاطراف التوصل الى حل ؟
تفضل الصين سلوك درب المفاوضات الثنائية المباشرة مع الاطراف الاخرى، ولكن العديد من جيرانها يقولون إن حجم الصين وثقلها الاقتصادي والعسكري يمنحها تفوقا غير عادل في هكذا مفاوضات.

وتحاجج بعض الدول بأن على الصين التفاوض مع منظمة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، المنظمة الاقليمية التي تضم كلا من تايلاند واندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وبروناي ولاوس وفيتنام وميانمار (بورما) وكمبوديا.

ولكن الصين تعارض هذا المنحى، فيما تنقسم منظمة آسيان فيما بينها حول سبيل حل الخلافات.

عوضا عن ذلك، سعت الفلبين نحو التحكيم الدولي. ففي عام 2013، اعلنت مانيلا انها ستحيل الصين الى محكمة التحكيم الدائمة لاستصدار حكم حول الخلاف بموجب ميثاق الامم المتحدة حول قانون البحار.

وهذه المحكمة هي منظمة دولية تتخذ من العاصمة الهولندية لاهاي مقرا لها. وهي ليست "محكمة" بالمعنى الحرفي، بل جهة تقوم بتنظيم لجان تحكيم تبت بالخلافات بين دولها الاعضاء التي يبلغ عددها 119. ومحكمة التحكيم الدائمة هيئة منفصلة كليا عن محكمة العدل الدولية.و تأسست محكمة التحكيم الدولية عام 1899 بأمر من مؤتمر لاهاي الاول للسلام.

ولكن الصين اصرت على مقاطعة جلسات المحكمة، قائلة إنها (اي المحكمة) ليست مخولة بالبت في الخلاف. ودأبت الصين على القول إنها لن تتقيد بما تصدره المحكمة من قرارات.

في غضون ذلك، حذر الامريكيون الصين الا "تتغول على" الدول التي تختلف معها حول الجزر.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان