حياة جديدة بعد زلزال نيبال
(بي بي سي):
قصة أربعة ممن أًصيبوا بجراح في زلزال نيبال في أبريل 2015 أعادوا بناء حياتهم رغم الكارثة التي حلت بالبلاد.
ضرب زلزال قوي نيبال بلغت شدته 7.8 درجات على مقياس ريختر مما أسفر عن مقتل مايزيد على 8 الآف شخص وخلف آلاف المشردين. وأعقب الزلزال عددا من الهزات التابعة التي بلغت قوة أشدها 7.3 درجات في 12 مايو / أيار 2015. واستطاع المصور أليسون باسكيرفيل السفر إلى نيبال للقاء شباب تغيرت حياتهم إلى الأبد نتيجة هذه الأحداث. أوما سيلوال (يمين) كانت في منزلها مع أسرتها عندما حدث الزلزال وتقول : "كنا نجلس لتناول الطعام عندما بدأت الأرض تهتز، اندهشنا في البداية، ولم نكن نعلم ما يحدث، ثم بدأنا نهرع إلى الخارج ولا أتذكر أن الجدار سقط علي. ما أتذكره فقط أن الجميع كانوا يهرعون أمامي".
كانت أوما تدرس الهندسة، كما تقاعد والدها بعد فترة طويلة من عمله في هيئة الأطفاء في نيبال وبدأ خطوات تعديل نظام المعيشة بما يتلائم مع راتب التقاعد المنخفض. تقول أوما : "علمت ضرورة أن أكمل تعليمي كي التحق بوظيفة تمكنني من مساعدة أسرتي ودعمها".
دمر الزلزال منزل الأسرة، وشاركت والدتها في إعادة بناء منزلهم وتقديم الطعام للعمال. تقول أوما : "والدتي بذلت جهودا كبيرة، إنها أقرب شخص لي وهي تحافظ على شمل الأسرة".
قررت أوما بعد ذلك تغيير وجهتها إلى العمل الاجتماعي (الخدمي)، وتقول :"لم يكن لدي الكثير من الخيارات قبل الزلزال، شعرت وكأن أمامي خيارين إذا كان لدي ساقان، لكن بعد الزلزال أصبحت أملك ساقا واحدة ، وأصبح واضحا أن أمامي طريق واحد وهو مساعدة أمثالي".
كان أميريت ماغار نائما في غرفته في منطقة بيبسي كولا في كتماندو أثناء حدوث الزلزال. كان والداه في العمل وكان بمفرده في المنزل لا يعلم ما يجب أن يفعله. حاول الفرار من المنزل وأثناء ذلك انهار المنزل ودفن حيا وسط الأنقاض. واستطاع الجيران انتشاله ونقله إلى المستشفى.
يقول أميرت ميغار : "عندما انهار الجدار فقدت الوعي، وعندما استعدت وعيي اعتقدت أن ساقي بحالة طيبة". لكن أميرت ظل في جناح العظام في المستشفى حتى اتخذ الأطباء قرار بتر ساقه نظرا لإصابتها الشديدة. وقال : "كنت أحب لعب كرة القدم قبل الحادث، لكني أقرأ الآن الكتب وأريد أن أعود إلى المدرسة". ويقول والده إنه لم يعد يتحمل تكاليف نقل ابنه إلى العيادة المحلية في سيارة أجرة، لذلك فابنه ليس دائم الإقامة في منزله.
قضى أميش (في المنتصف)، شقيق أميريت، أربعة أسابيع إلى جانب شقيقه في المستشفى.
والدته، تشاندرا كالا ماغار، تحمل صورة للأسرة استخرجتها من حطام منزلهم. وهم حاليا يعيشون في منزل مؤقت.
راميش كيترا، 18 عاما، حوصر تحت الأنقاض لمدة ثلاثة أيام تقريبا. ونقل إلى المستشفى بعد انتشاله. وبعد خمسة أيام في المستشفى اتخذ الأطباء قرار بتر ساقيه بسبب إصابتهما الشديدة.
يقول راميش كيترا : "اضطررت إلى قبول هذه الحياة الجديدة بدون ساقين. لم يكن الأمر سهلا، لكن في الحقيقة حاولت أن أبدأ من جديد وأتكيف مع حياتي الجديدة". يتدرب راميش على استخدام الأطراف الصناعية في عيادة الصندوق الوطني لمكافحة الإعاقة في كتماندو.
على الرغم من تحسين مهاراته في استخدام الكرسي المتحرك، فهو يركز حاليا على تحسين مهارات السير. كما قرر المشاركة في سباق 3 كيلومتر في المدينة.
استطاع راميش تحقيق المركز السادس على مستوى 21 مركزا بفضل جهوده كما يظهر في الصورة ويده تدمي. ويقول وهو يتسلم ميدالية الفوز : "العام المقبل سأفوز بالسباق".
يقول سامرات سينغ باسنيت، صاحب بيت الضيافة الذي يسكن فيه راميش : "أراه دوما في العيادة يساعد الناس ويشجعهم". ويقول راميش : "أريد أن أدرس أولا كما أريد أن أكون خدميا في المجتمع لمساعدة الآخرين أمثالي. ومهما يكن ذلك مستقبلنا. يجب أن نبدأ من هنا. يمكننا أن نبدأ من جديد ونتكيف مع اعاقتنا".
كان سانداش وقت راحته يتناول الغداء في مدرسة الشرطة النيبالية عندما حدث الزلزال. فر هو وزملاؤه من الغرفة. لكن الجدار الخارجي انهار فوقه، ويقول : "كنا نهرع للاختباء تحت الأسرّة لكننا قررنا الفرار. حينئذ انهار الجدار فوقي. فقدت الوعي حتى نقلوني إلى المستشفى".
كما فقد هو أيضا ساقيه بسبب الإصابات التي عانى منها. وفي المستشفى تلقى أيضا صدمة عندما علم بوفاة أعز الأصدقاء. وبعد تسعة أشهر تقريبا في منزله عاد إلى مدرسة الشرطة من جديد.
ويعتبر هو الطالب الوحيد الذي يعاني من إعاقة، وتسعى المدرسة إلى تأهيله.
خلال فترة إقامته في المستشفى قال إنه فقد هدفه ويجد من الصعوبة تقبل ظروفه.
بدأ سانديش يستخدم الكرسي المتحرك ثم العكاز حتى استطاع الحصول على أطراف صناعية. وقال : "اعتقدت أني لن أسير مرة أخرى، وعندما وقفت للمرة الأولى كنت سعيدا للغاية".
فيديو قد يعجبك: