إعلان

نبذة عن رادوفان كراديتش

08:08 م الخميس 24 مارس 2016

رادوفان كراديتش

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن (بي بي سي)

اتُهم رادوفان كراديتش بالمسؤولية المباشرة عن أبشع الجرائم في حرب البوسنة، والتي وُصفت بأنها أسوأ الجرائم التي ارتُكبت في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وأدانته التحقيقات بارتكاب مجازر بحق الآلاف من البوسنيين المسلمين والكروات. وواجه 11 اتهاما بالإبادة الجماعية، وارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وغيرها من الفظائع التي ارتُكبت في حرب البوسنة في تسعينيات القرن الماضي. وتولى الدفاع عن نفسه في المحاكمة التي جرت بمقر محكمة الجزاء الدولية التابعة للأمم المتحدة في لاهاي.

وواجه كراديتش اتهامين بالتطهير العرقي، أحداهما مجزرة سربرنيتسا التي وقعت في يوليو 1995، وراح ضحيتها أكثر من 7500 رجل وطفل من المسلمين. ووصفتها الأمم المتحدة بأنها كانت جزء من حملة "لإرهاب وإفناء البوسنيين المسلمين، والبوسنيين الكروات".

والاتهام الآخر بالتطهير العرقي يتعلق بطرد مئات الآلاف من المواطنين غير الصرب من سبع بلدات وقرى في البوسنة. وكانت هذه التهمة قد أُسقطت عنه في يونيو 2012، لكن هيئة المحكمة أعادتها مرة أخرى في يوليو 2013.

واستمرت المحاكمة على مدار خمس سنوات، متبوعة بـ 18 شهرا من مداولات هيئة المحكمة. وتولى كراديتش الدفاع عن نفسه طوال 497 يوما من المحاكمة، إذ عكف على دراسة حوالي ثلاثة ملايين صفحة من الأدلة ضده.

وانتهت المحاكمة بالحكم على كراديتش بالسجن 40 عاما بعد إدانته بارتكاب جرائم تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية في الحرب البوسنية خلال العقد الأخير من القرن الماضي. ويقول محاميه إنه سيستأنف على الحكم.

كما اتُهم الزعيم الصربي السابق بالمسؤولية عن قصف العاصمة البوسنية سراييفو بالمدفعية، واستخدام 284 من أفراد قوات حفظ السلام كدروع بشرية في مايو ويونيو 1995.

222

وفي المرافعة النهائية، قال كراديتش إنه لا يوجد أي دليل ضده، رغم أنه أقر كتابة "بمسؤوليته الأدبية" عن الجرائم التي ارتُكبت بصفته قائد للبوسنة الصرب وقت وقوعها.

وهرب كراديتش لمدة 13 عاما قبل القبض عليه في النهاية وتسليمه للمحكمة.

وعُثر عليه متخفٍ في بلغراد، يعيش باسم مستعار ويعمل بالطب البديل. وأصبح معروفا في المجال، حتى أنه كان يكتب عمودا ثابتا في مجلة باسم "الحياة الصحية".

وقد تنكر بارتداء نظارة وإطلاق لحيته.

شاعر وطبيب نفسي

ولد كراديتش عام 1945 في بلدة سافنيك، في الجبل الأسود. وكان والده، فوك، عضوا في كتائب الانفصاليين التي كان يطلق عليها "الشتنيك" التي كانت تقاتل ضد كل من المحتلين النازيين والشيوعيين الموالين لجوزيف تيتو، رئيس يوغوسلافيا السابق. وكان الأب سجينا في فترة كبيرة من طفولة رادوفان.

أما والدته، جوفانكا كراديتش، فكانت تعتبر ابنها إنسانا مخلصا ومجتهدا، إذ اعتاد مساعدتها في المنزل وفي الحقل. كما قالت إنه كان فتى جادا، يحترم الكبار ويساعد زملائه في الدراسة.

وانتقل كراديتش إلى سراييفو عام 1960، حيث التقى بزوجته ليليانا، وتخرج في كلية الطب، وأصبح طبيبا نفسيا في مستشفى المدينة.

كما أصبح شاعرا، وتأثر بالكاتب القومي الصربي دوبريكا كوسيك، الذي شجعه على خوض غمار السياسة.

3333

وبعد انضمام كراديتش للحزب الأخضر، ساهم في تأسيس الحزب الصربي الديمقراطي عام 1990 بهدف دعم الكيان الصربي الأكبر، وذلك كرد فعل لتأسيس الحزبين القومي والكرواتي في البوسنة.

وبعد أقل من عامين، بعد الاعتراف بالبوسنة والهرسك كدولة مستقلة، أعلن كراديتش قيام الجهورية الصربية المستقلة للبوسنة والهرسك، وعاصمتها بالي في إحدى ضواحي سراييفو، ونصب نفسه رئيسا عليها.

وتولى حزب كراديتش تنظيم الصرب للقتال ضم البوسنيين والكرواتيين في البوسنة، بدعم من الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش.

"تطهير عرقي"

واندلعت حرب ضروس، حاصر فيها الصرب سراييفو لمدة 44 شهرا، وقصفوا قوات البوسنة بالمدفعية، وأرهبوا المدنيين بالقصف المستمر وإطلاق القناصة للنيران. وقُتل آلاف المدنيين، إذ استُهدف الكثيرون منهم عمدا.

وطرد مقاتلو صرب البوسنة مئات الآلاف من البوسنيين والكرواتيين من منازلهم، في حملة شرسة من "التطهير العرقي". ووُثقت العديد من الجرائم، التي شملت اغتصاب نساء وفتيات البوسنة بشكل ممنهج.

كما كشف المراسلون عن تأسيس معسكرات عقابية لصرب البوسنة، إذ تعرض السجناء للتجويع والتعذيب.

كما ارتُكبت جرائم حرب ضد المدنيين الصرب على يد مسلحي اعداء صرب البوسنة، في حرب عرقية متبادلة.

واتُهم كراديتش، والقائد العسكري من صرب البوسنة راتكو ملاديتش، عام 1995 بارتكاب جرائم حرب في القتال الذي استمر بين عامي 1992 و1995.

كما أُجبر على الاستقالة من منصبه كرئيس للحزب الصربي الديمقراطي عام 1996، ولوح الغرب بفرض عقوبات على الجمهورية الصربية المستقلة للبوسنة والهرسك.

44444

"وعد بالحصانة"

وبعد اتفاق دايتون الذي وضع نهاية لحرب البوسنة، هرب كراديتش إلى المنطقة الجبلية في جنوب شرق الجزء الواقع تحت سيطرة الصرب من البوسنة، تحت حماية مسلحيه.

ويقول كراديتش إن الدبلوماسي الأمريكي، ريتشارد هولبروك، الذي قاد الوساطة في اتفاقية دايتون، وعده بمنحه حصانة مقابل اعتزال المشهد السياسي. لكن هولبروك نفى إقرار مثل هذا الاتفاق.

وعند مثول كراديتش أمام محكمة مجرمي الحرب في أغسطس 2008، فشل في مجابهة الاتهامات التي وُجهت إليه، وسجلت المحكمة أن إجابته كانت "غير مذنب" بالنيابة عنه.

واتهمه المحققون باستخدام حيل لتأخير المحاكمة، إذ قاطع جلسات الاستماع الرئيسية وأصر على الدفاع عن نفسه.

وعند بدء الدفاع عن نفسه عام 2012، حاول تصوير نفسه كـ "رجل بسيط" يجب "تعويضه" لمحاولته تجنب الحرب.

ووصفت إحدى الصحف أداءه بأنه "يتحول إلى نهج عاطفي، ومثير للاستياء تاريخيا، وفيه تضخيم للذات".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان