إعلان

القوات الروسية تستعد للانسحاب من سوريا

10:05 ص الثلاثاء 15 مارس 2016

بدأت موسكو حملة غارات جوية داخل سوريا في سبتمبر/أ

لندن – (بي بي سي):
من المقرر ان تبدأ القوات الروسية بمغادرة سوريا اليوم الثلاثاء، وذلك عقب الاعلان المفاجئ عن قرار الانسحاب الذي اعلنه امس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكان البيت الأبيض الأمريكي قال في وقت سابق إن الرئيس باراك اوباما ونظيره الروسي ناقشا هاتفيا قرار روسيا سحب الجزء الرئيسي من قواتها من سوريا، وذلك بعد ساعات من اعلان الرئيس بوتين عن القرار الذي قد يؤذن لبدء مرحلة جديدة في الصراع الدائر في سوريا منذ 5 سنوات.

وكان الرئيس الروسي قد اصدر على نحو مفاجئ أمرا بسحب "الجزء الرئيسي" من القوات الروسية من سوريا.

تحليل - ساره ريسنفورد - بي بي سي - موسكو

عندما بدأت الغارات الجوية الروسية في سوريا، كان نظام الرئيس السوري بشار الاسد يوشك على الانهيار. ولكن بعد اقل من 6 شهور، تقول روسيا إن تصرفها سمح للقوات السورية الحكومية باستعادة 10 آلاف كيلومترا مربعا من الاراضي.

أوضح الرئيس بوتين بما لا يدع مجالا للشك بتدخله في سوريا بأن روسيا مستعدة للدفاع عن مصالحها. اما نتائج التدخل، فستعطي موسكو نفوذا اقوى في مفاوضات السلام.

قد يكون قرار سحب القوات الروسية مدفوعا - جزئيا على الاقل - بالضغوط المالية، خصوصا ان اسعار النفط ما زالت في انخفاض، ولكنه قد يكون مدفوعا ايضا برغبوة روسيا في انهاء عزلتها والعقوبات الغربية المفروضة عليها.

ولكن فيما امر الرئيس بوتين وزير خارجيته بالتركيز على جهود التوصل الى حل سياسي في سوريا، يبدو انه لم يتخل كليا عن الخيار العسكري.

فمنظومات الدفاع الجوي الصاروخية المتقدمة ستتبقى في سوريا، وبما ان الروس لم يعلونا رسميا عن عدد عسكرييهم الذين ارسلوا الى سوريا، لن نعلم ايضا عدد الذين سيبقون.

وقال بوتين إن هذه القوات حققت أهدافها بدرجة كبيرة.

وذكر - خلال اجتماع في الكرملين - أن سحب القوات سيبدأ الثلاثاء، مشيرا إلى أن قاعدة حميميم الجوية الروسية، بمحافظة اللاذقية، وقاعدتها في طرطوس ستواصلان عملهما كما في السابق.

وتعد روسيا حليفا رئيسيا للرئيس السوري بشار الأسد.

وجاء في بيان اصدره البيت الابيض أن "الرئيسين ناقشا القرار الذي اعلن عنه اليوم الرئيس بوتين حول انسحاب جزئي للقوات الروسية من سوريا والخطوات التي ينبغي اتخاذها الآن لتطبيق قرار وقف العمليات الحربية بشكل كلي."

وكان مسؤولو البيت الابيض قد ادلوا بتقييمات اتسمت بالحذر للقرار الروسي، إذ نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول بارز في ادارة أوباما قوله "لنرَ كيف ستتطور الامور في الايام المقبلة."

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنه ينبغي النظر الى القرار الروسي على انه اشارة ايجابية بالنسبة لحظوظ اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا.

وأكد ظريف في العاصمة الاسترالية كانبيرا بعد اجتماع عقده مع نظيره جولي بيشوب على موقف إيران الداعم لوقف اطلاق النار والتوصل الى حل سياسي للصراع في سوريا.

وقال "صمود اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا نبأ مرحب به، وهو ما كنا ندعو له لسنتين ونصف او ثلاث سنوات."


واضاف "القرار الروسي يشير الى انهم (الروس) لا يعتقدون بوجود ضرورة آنية لاستخدام القوة من اجل ادامة وقف اطلاق النار، وهذا لوحده يعد علامة ايجابية، ولكن علينا الانتظار لنر كيف ستتطور الامور."

وبدأت موسكو حملة غارات جوية داخل سوريا في سبتمبر الماضي، وهو ما ساعد القوات الحكومية على تحقيق مكاسب ميدانية في مواجهة المعارضة المسلحة.

وجاء القرار بناء على اتفاق سوري-روسي بعد نجاحات حققتها القوات الحكومية بالتعاون مع سلاح الجو الروسي في محاربة ‫"الإرهاب"، بحسب بيان نشر على صفحة رئاسة الجمهورية السورية بموقع فيسبوك.

وأوضح البيان أن ذلك يتوافق مع الموقف الميداني الحالي، مؤكدا على استمرار وقف الأعمال العدائية.

ورحبت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة في سوريا بالقرار الروسي.

تحليل - ليس دوسيت - بي بي سي، دمشق

عزز التدخل العسكري الروسي في سوريا قوات الرئيس الاسد في جبهات مهمة كان على وشك الانهيار فيها.

وتريد روسيا الآن رؤية نهاية لهذه الحرب، ومن المعروف إنها تشعر بالقلق ازاء التشدد الذي تبديه حكومة الرئيس الاسد في مفاوضات السلام التي انطلقت بالامس في جنيف علاوة على التصريحات التي ادلى بها الاسد مؤخرا والتي قال فيها إنه سيسترجع بالقوة يوما ما كل الاراضي التي خسرها.

وتلك حرب لا قدرة للرئيس بوتين عليها.

كما هناك لعبة اكبر تشغل بال الرئيس الروسي، الا وهي علاقات روسيا الاوسع بالغرب والاهم من ذلك بواشنطن الحريصة ايضا على ايجاد مخرج من الازمة السورية مهما كان ذلك عسيرا.

وقال متحدث باسم الهيئة إن سحب موسكو لقواتها سيمثل ضغطا على القوات الحكومية.

وأشار إلى أن ذلك سيساعد على التوصل إلى تسوية سياسية للصراع.

ويتزامن ذلك مع بدء جولة محادثات سلام جديدة في جنيف بغية التوصل إلى حل للأزمة السورية.

ولكن توقيت القرار وطبيعته المفاجئة ستثير تساؤلات حول ما اذا كانت روسيا ما زالت تدعم الرئيس الاسد بقوة وتصميم كما في السابق.

وأكدت روسيا مرارا أن غاراتها داخل سوريا تستهدف مجموعات "إرهابية"، لكن دولا غربية اشتكت من أن القصف يصيب معارضي الأسد.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: